tgoop.com/ALGSALAF/21104
Last Update:
يا أيُّها الغيورون على دين ربّ العالمين…!
يا من لا تزال في قلوبهم جذوةُ التوحيد، وإن غطّاها رمادُ الفتور…!
اسمعوا كلمةً من قلبٍ يحترق، ولسانٍ يفيض بما فيه من غصّةٍ لا تُكتم:
لقد غَرُبت شمسُ التوحيد -أو كادت- في زمانٍ كثُر فيه الضجيج، وقلّ فيه الفقيه، زمانٍ يُرفع فيه حجرُ فرعون إلى مقام الإيمان والضمير!
وتُجعل فيه قبورُ البشر مَعْلمًا للوطن، وموروثًا للحضارة،
وتُحشى به عقول العوام، وتُساق إليه الأجيال سوقًا!
ألا تسمعون؟
هذا يقول: “الحضارة المصرية حضارة إيمانٍ وضمير، والمعابد والمقابر مفاتيح البقاء الأبدي”…
وذاك يصرّح: “الأضرحة والزوايا جزءٌ من هويتنا الوطنية وموروثنا الحضاري”…
يا الله…
أما سمع هؤلاء أن الله قال: ﴿وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا﴾؟
أما علموا أن الأنبياء بُعثوا ليهدموا الشرك لا ليجعلوه مَعلمًا؟
أما قرؤوا أن أوّل كلمة نادى بها الوحي: “قُم فأنذِر”؟
لكن الأعجب من قولهم… سكوتُ أهل التوحيد!
تقاعسُ السلفيين الذين ورثوا ميراث الأنبياء، ثم جلسوا على قارعة الطريق يتجادلون:
من الزعيم؟ من المتصدر؟ من صاحب الصوت الأعلى؟
تركوا الراية واشتغلوا برايةٍ لا ترفع… وتخاصموا على صدر مجلسٍ لا ينفع…!حتى صارت دعوتهم –إلا من رحم الله– أشلاءَ جماعات، ودوائرَ خصومات، وانطفأ نورُ التوحيد بينهم، ثم أنكروا ظلمةَ الطريق!
يا حملةَ العقيدة…!
أبهذا تَغارون على دعوة محمد ﷺ؟
أبهذا تُحفظ الكلمة التي نزل بها جبريل؟
أبهذا يُقاوم من يجعل الأصنام تراثًا، والقبور وطنًا، والشرك حضارة؟ وليس عليك إلا إظهار الحجة وإنارة المحجّة بالقلم واللسان، والقول والبيان..!؟
يا قوم…!
واللهِ لو نطق التراب لعاتبكم، ولو قامت الأحجار لقرّعتكم،
فكيف بكتابٍ سماويٍّ تهجرونه، وسنّةٍ نبويةٍ تتركونها،
وتوحيدٍ ربانيٍّ تُؤخّرونه حتى تقدّم عليه الأصنام والقباب والتماثيل؟
إن التوحيد اليوم غريب…!
غريبٌ في وطنه، غريبٌ بين أهله، غريبٌ في القلب الذي لم يعد يحتمل أن يُنطق الباطل باسم “الهوية” و“الحضارة”.
غريبٌ لأنه صار آخر ما يُذكر، وأول ما يُطمس، وأخفَّ ما يُدفع عنه.
فيا أصحاب العقول الحيّة…!
يا من تحرّكت فيهم بقيةُ نخوةٍ إيمانية…
قوموا للتوحيد قيام الحُرّ حين يُنتهك عرضه،
وارفعوا صوته كما كان يرفعه الأنبياء:
صريحًا قويًا، لا يداجي، ولا يُجاري، ولا يساوم على حقّ الله في العبادة.
قولوا للناس:
إنّ الحضارة ليست حجرًا نُحت، ولا قبرًا رُفع، ولا صنمًا هُذّب…إن الحضارة تبدأ من لا إله إلا الله،
ومنها تُستمدّ القيم، وإليها تُوزن الأمم.
وقولوا للغافلين:
إنّ الأضرحة ليست هويّة…
الهويّة هي الدين، والدين هو التوحيد، والتوحيد هو صرخة إبراهيم، ودعوة نوح، وكلمة محمد ﷺ.
يا قوم…
عودوا إلى أصل الدين قبل أن يعود الدين غريبًا فلا يعرفكم،
وقبل أن يُكتب في صحائفكم أنكم تركتم التوحيد يمشي عاريًا في الأسواق،
وسترتم عورات الأصنام والأضرحة باسم الحضارة والهوية!
اللهم اجعلنا ممن يغار لك، لا ممن يغار على اسمه، وممن يرفع التوحيد فوق كل راية، وممن إذا رأى الشرك قال: هذا طريق النار… فاحذروا.!
والله المستعان… وعليه التكلان… ولا حول ولا قوة إلا بالله.
BY مَشَايخُ الدَّعْوةِ السَلَفِيةِ بِالْجَزَائِرِ
Share with your friend now:
tgoop.com/ALGSALAF/21104
