ALGSALAF Telegram 21005
الْحَاصِلُ أَنْهُ يَنْبَغِي عليهم أَنْ يَجْتَنِبُوا الظَّنَّ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: *﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّۚ﴾* — إِذًا الظَّنُّ السَّيِّءُ هُوَ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ، فَلِذَلِكَ لا بُدَّ مِنَ التَّثَبُّتِ لِئَلَّا يَقَعَ الْإِنْسَانُ فِي سُوءِ الظَّنِّ الَّذِي أَمَرَ الشَّرع بِاجْتِنَابِهِ.

فهَؤُلَاءِ الْأَئِمَّةَ لَا يَتَثَبَّتُونَ فِي الْأَمْرِ، بَلْ يَنْشُرُونَ الْأذية، فَلَيْسُوا بِأَئِمَّةٍ حَقٍّ، لِأَنَّهُمْ يَسْعَوْنَ فِي قَطْعِ الصِّلَةِ بَيْنَ الْعَبْدِ وَرَبِّهِ *فَهُمْ عَلَى خَطَرٍ. وَأَنَا أُنْصَحُهُمْ أَنْ يَتَثَبَّتُوا فِي الأُمُورِ وَيَعُودُوا إِلَى رُشْدِهِمْ،* وَإِلَّا فَلَيْسُوا بِمُؤْمِنِينَ الْإِيمَانِ الْكَامِلِ.

وَذَلِكَ لِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *«لَا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ»*، وَلِقَوْلِهِ: *«وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ»،* وَلِقَوْلِهِ: *«لَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَنَاجَشُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَلَا يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا»*، وَقَوْلِهِ: *«الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ وَلا يَخْذُلُهُ وَلا يَحْقِرُهُ، وَالتَّقْوَى هَهُنَا»* — كُلُّ هَذِهِ أَحَادِيثُ نَبَوِيَّةٌ مَشْهُورَةٌ مَرْوِيَّةٌ فِي الْصَّحَاحِ. *«لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ»* — متفق عَلَيْهِ (البخاري ومسلم)).

وَهَذِهِ النُّصُوصُ تَدُلُّ دَلَالَةً وَاضِحَةً عَلَى أَنَّ هَذِهِ الأَذية لا تَجُوزُ. قَالَ تَعَالَى: *﴿وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُواٰ فَقَدِ احْتَمَلُوا۟ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا﴾.*

هَذَا حَاصِلُهُ. وَأَمَّا الدُّخُولُ فِي الْجُزْئِيَّاتِ فَلَا نُخْرِجُ إِذَا دَخَلْنَا فِيهَا. الْمُهِمُّ أَنه لَا يَحِلَّ وَلَا يَجُوزَ لَهُ الْكَلَامُ وَالطَّعْنُ بِغَيْرِ حَقٍّ، لِأَنَّ الشَّيْطَانَ يُزَيِّنُ لَهُ الْكَلاَمَ فِي الْأَعْرَاضِ خَاصَّةً إِنْ لَمْ يَتَثَبَّتْ، فَيَتَكَلَّمُ حَسَدًا مِنْ نَفْسِهِ فَيَبْقَى فِي ظُنُونٍ وَيُوَاصِلُ عَلَى غَيْرِ عِلْمٍ؛ وَهُوَ لَا يَعْلَمُ أَنَّهُ بذلك يَطْعَنُ فِي الدِّينِ وَيَطْعَنُ فِي الْحَقِّ الَّذِي يَجِبُ عَلَيْهِ أَنْ يَصُونَهُ. وَيَجِبُ عليه حِفْظُهُ، قَالَ تَعَالَى: *﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا۟ إِن تَنصُرُوا۟ اللَّهَ يَنصُرْكُمْ﴾* فَكَيْفَ تَصُونُون الدِّينَ وَأَنْتُمْ تَتَكَلَّمُونَ فِي حَمَلَةِ الدِّينِ؟! فَعَلَيْهِمْ أَنْ يَنْتَبِهُوا إِلَى هَذَا الأَمْرِ، *لِأَنَّ الأَمْرَ جَلِيلٌ.*

أَمَّا إِنْ أَخْطَأَ هَذَا الْعَالِمُ فِي مَسْأَلَةٍ فَيُبَيّنُ لَهُ، فَإِنْ لَمْ يَرْجِعْ فَالأَصْلُ أَنْ يَبْتَعِدُوا عَنْهُ خَشْيَةَ كذا أَمَّا أَنْ يُهْمِشُوهُم تَمَامًا وَهُمْ لَمْ يَرْتَكِبُوا شَيْئًا، فَقَدِ احتملوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا كَبِيرًا. وَالْبُهْتَانُ هُوَ أَنْ تَقُولَ عَلَى غَيْرِكَ مَا لَيْسَ فِيهِ. وَالْفَرْقُ بَيْنَ الْبُهْتَانِ وَالْغِيبَةِ: أَنَّ الْغِيبَةَ هِيَ ذِكْرُ أَخِيكَ فِيمَا يَكْرَهُ، وَالْبُهْتَانُ زِيَادَةٌ عَلَى ذَلِكَ أَنْ تَذْكُرَ مَا لَيْسَ فِيهِ. فَإِنْ قُلْتَ مَا فِيهِ فَقد اغْتبتهُ، وَإِذَا قُلْتَ مَا لَيْسَ فِيهِ فَقَدْ بَهَتَّهُ.

وَكَذَلِكَ مَا قِيلَ عَنْ مَرْيَمَ عَلَيْهَا السَّلَامُ وَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا — فَهَذَا أَمْرٌ خَطِيرٌ فِيهِ مَسٌّ بِعِرْضِ النَّبِيِّ وَالمَسٌّ بِالدِّينِ أَعْظَمُ مِنْ الطَّعْنِ فِي الْعَرْضِ، وَالصِّلَةُ الدِّينِيَّةُ أَعْظَمُ، لِأَنَّهَا قَطْعٌ لِلرَّحِمِ الْمَعْنَوِيِّ. فَمَنْ يُرِيدُ أَنْ يَقْطَعَ نَسَبَهُ عَنْ أَبِيهِ فَهُوَ مَلْعُونٌ فَمَابالك بمَنْ يُقَطّعُ الصِّلَةَ بَيْنَ الْعَبْدِ وَرَبِّهِ؟!

*الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى.*

*جَوَابُ الشَّيْخِ مُحَمَّدِ عَلِيِّ فَرْكُوسَ حَفِظَهُ اللَّهُ تَعَالَى فِي مَكْتَبَتِهِ الْعَامِرَةِ بِالْقُبَّةِالْجَزَائِرِ الْعَاصِمَةِوَكَانَ ذَلِكَ يَوْمَ السَّبْتِ 5 رَبيعِ الآخِرِ 1447 هـ، الْمُوَافِقُ لِـ 27 سِبتَمْبَرَ 2025 مَ. وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ.*


#قناة_تهتم_بمشايخ   #الدعوة_السلفية_بالجزائر

https://www.tgoop.com/ALGSALAF



tgoop.com/ALGSALAF/21005
Create:
Last Update:

الْحَاصِلُ أَنْهُ يَنْبَغِي عليهم أَنْ يَجْتَنِبُوا الظَّنَّ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: *﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّۚ﴾* — إِذًا الظَّنُّ السَّيِّءُ هُوَ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ، فَلِذَلِكَ لا بُدَّ مِنَ التَّثَبُّتِ لِئَلَّا يَقَعَ الْإِنْسَانُ فِي سُوءِ الظَّنِّ الَّذِي أَمَرَ الشَّرع بِاجْتِنَابِهِ.

فهَؤُلَاءِ الْأَئِمَّةَ لَا يَتَثَبَّتُونَ فِي الْأَمْرِ، بَلْ يَنْشُرُونَ الْأذية، فَلَيْسُوا بِأَئِمَّةٍ حَقٍّ، لِأَنَّهُمْ يَسْعَوْنَ فِي قَطْعِ الصِّلَةِ بَيْنَ الْعَبْدِ وَرَبِّهِ *فَهُمْ عَلَى خَطَرٍ. وَأَنَا أُنْصَحُهُمْ أَنْ يَتَثَبَّتُوا فِي الأُمُورِ وَيَعُودُوا إِلَى رُشْدِهِمْ،* وَإِلَّا فَلَيْسُوا بِمُؤْمِنِينَ الْإِيمَانِ الْكَامِلِ.

وَذَلِكَ لِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *«لَا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ»*، وَلِقَوْلِهِ: *«وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ»،* وَلِقَوْلِهِ: *«لَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَنَاجَشُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَلَا يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا»*، وَقَوْلِهِ: *«الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ وَلا يَخْذُلُهُ وَلا يَحْقِرُهُ، وَالتَّقْوَى هَهُنَا»* — كُلُّ هَذِهِ أَحَادِيثُ نَبَوِيَّةٌ مَشْهُورَةٌ مَرْوِيَّةٌ فِي الْصَّحَاحِ. *«لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ»* — متفق عَلَيْهِ (البخاري ومسلم)).

وَهَذِهِ النُّصُوصُ تَدُلُّ دَلَالَةً وَاضِحَةً عَلَى أَنَّ هَذِهِ الأَذية لا تَجُوزُ. قَالَ تَعَالَى: *﴿وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُواٰ فَقَدِ احْتَمَلُوا۟ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا﴾.*

هَذَا حَاصِلُهُ. وَأَمَّا الدُّخُولُ فِي الْجُزْئِيَّاتِ فَلَا نُخْرِجُ إِذَا دَخَلْنَا فِيهَا. الْمُهِمُّ أَنه لَا يَحِلَّ وَلَا يَجُوزَ لَهُ الْكَلَامُ وَالطَّعْنُ بِغَيْرِ حَقٍّ، لِأَنَّ الشَّيْطَانَ يُزَيِّنُ لَهُ الْكَلاَمَ فِي الْأَعْرَاضِ خَاصَّةً إِنْ لَمْ يَتَثَبَّتْ، فَيَتَكَلَّمُ حَسَدًا مِنْ نَفْسِهِ فَيَبْقَى فِي ظُنُونٍ وَيُوَاصِلُ عَلَى غَيْرِ عِلْمٍ؛ وَهُوَ لَا يَعْلَمُ أَنَّهُ بذلك يَطْعَنُ فِي الدِّينِ وَيَطْعَنُ فِي الْحَقِّ الَّذِي يَجِبُ عَلَيْهِ أَنْ يَصُونَهُ. وَيَجِبُ عليه حِفْظُهُ، قَالَ تَعَالَى: *﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا۟ إِن تَنصُرُوا۟ اللَّهَ يَنصُرْكُمْ﴾* فَكَيْفَ تَصُونُون الدِّينَ وَأَنْتُمْ تَتَكَلَّمُونَ فِي حَمَلَةِ الدِّينِ؟! فَعَلَيْهِمْ أَنْ يَنْتَبِهُوا إِلَى هَذَا الأَمْرِ، *لِأَنَّ الأَمْرَ جَلِيلٌ.*

أَمَّا إِنْ أَخْطَأَ هَذَا الْعَالِمُ فِي مَسْأَلَةٍ فَيُبَيّنُ لَهُ، فَإِنْ لَمْ يَرْجِعْ فَالأَصْلُ أَنْ يَبْتَعِدُوا عَنْهُ خَشْيَةَ كذا أَمَّا أَنْ يُهْمِشُوهُم تَمَامًا وَهُمْ لَمْ يَرْتَكِبُوا شَيْئًا، فَقَدِ احتملوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا كَبِيرًا. وَالْبُهْتَانُ هُوَ أَنْ تَقُولَ عَلَى غَيْرِكَ مَا لَيْسَ فِيهِ. وَالْفَرْقُ بَيْنَ الْبُهْتَانِ وَالْغِيبَةِ: أَنَّ الْغِيبَةَ هِيَ ذِكْرُ أَخِيكَ فِيمَا يَكْرَهُ، وَالْبُهْتَانُ زِيَادَةٌ عَلَى ذَلِكَ أَنْ تَذْكُرَ مَا لَيْسَ فِيهِ. فَإِنْ قُلْتَ مَا فِيهِ فَقد اغْتبتهُ، وَإِذَا قُلْتَ مَا لَيْسَ فِيهِ فَقَدْ بَهَتَّهُ.

وَكَذَلِكَ مَا قِيلَ عَنْ مَرْيَمَ عَلَيْهَا السَّلَامُ وَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا — فَهَذَا أَمْرٌ خَطِيرٌ فِيهِ مَسٌّ بِعِرْضِ النَّبِيِّ وَالمَسٌّ بِالدِّينِ أَعْظَمُ مِنْ الطَّعْنِ فِي الْعَرْضِ، وَالصِّلَةُ الدِّينِيَّةُ أَعْظَمُ، لِأَنَّهَا قَطْعٌ لِلرَّحِمِ الْمَعْنَوِيِّ. فَمَنْ يُرِيدُ أَنْ يَقْطَعَ نَسَبَهُ عَنْ أَبِيهِ فَهُوَ مَلْعُونٌ فَمَابالك بمَنْ يُقَطّعُ الصِّلَةَ بَيْنَ الْعَبْدِ وَرَبِّهِ؟!

*الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى.*

*جَوَابُ الشَّيْخِ مُحَمَّدِ عَلِيِّ فَرْكُوسَ حَفِظَهُ اللَّهُ تَعَالَى فِي مَكْتَبَتِهِ الْعَامِرَةِ بِالْقُبَّةِالْجَزَائِرِ الْعَاصِمَةِوَكَانَ ذَلِكَ يَوْمَ السَّبْتِ 5 رَبيعِ الآخِرِ 1447 هـ، الْمُوَافِقُ لِـ 27 سِبتَمْبَرَ 2025 مَ. وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ.*


#قناة_تهتم_بمشايخ   #الدعوة_السلفية_بالجزائر

https://www.tgoop.com/ALGSALAF

BY مَشَايخُ الدَّعْوةِ السَلَفِيةِ بِالْجَزَائِرِ




Share with your friend now:
tgoop.com/ALGSALAF/21005

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

Telegram Channels requirements & features How to Create a Private or Public Channel on Telegram? Developing social channels based on exchanging a single message isn’t exactly new, of course. Back in 2014, the “Yo” app was launched with the sole purpose of enabling users to send each other the greeting “Yo.” Other crimes that the SUCK Channel incited under Ng’s watch included using corrosive chemicals to make explosives and causing grievous bodily harm with intent. The court also found Ng responsible for calling on people to assist protesters who clashed violently with police at several universities in November 2019. As five out of seven counts were serious, Hui sentenced Ng to six years and six months in jail.
from us


Telegram مَشَايخُ الدَّعْوةِ السَلَفِيةِ بِالْجَزَائِرِ
FROM American