tgoop.com/ALGSALAF/21004
Last Update:
وَيَقُولُونَ: *«سَاحِرٌ» وَ«مَجْنُونٌ»* — كُلُّ هَذِهِ لِإِبْعَادِ النَّاسِ عن دعوة الحق حَتَّى لَا يَسْتَنِيرُوا بِنُورِ الْإِسْلَامِ وَلَا يَنْفَذَ إِلَى قُلُوبِهِمْ وَفِطرهِمْ. فَلا يُرِيدُونَ ذَلِكَ *ولِكُلِّ قَوْمٍ وَارِثٌ* فَتَجِدُ هَؤُلَاءِ يَصُدُّونَ عَنْ أَهْلِ الْعِلْمِ وَيَصِفُونَ أَهْلَ السُّنَّةِ بِالْوَهَابِيَّةِ وَأَنَّهُمْ «عَوَامٌّ» وَلا يَعْرِفُونَ سِوَى الشَّرِيعَةِ وَلَا يَعْلَمُونَ «عِلْمَ الْحَقِيقَةِ وَعِلْمَ الْبَاطِنِ» وَهَذَا التَّنْفِيرُ يُؤَدِّي إِلَى تَعْطِيلِ الدَّعْوَةِ. فَإِذَا لَمْ يَحْضُرِ النَّاسُ مَجَالِسَهُ، فَمَنْ يُؤَدِّي دَعْوَتَهُ وَمَن يُوصِلُ هَذِهِ الْمَهَمَّةَ بَعْدَ مَوْتِهِ؟ هَذَا مَا يُرِيدُونَهُ أَن يقطعُوا الصِّلَةَ بَيْنَ الْعَبْدِ وَرَبِّهِ وَطَرِيقِ دِينِهِ الصَّحِيحِ. فَمَنْ يَقْطَعُ هَذِهِ الصِّلَةَ فَهذا مِنْ أَفْعَالِ أَهْلِ النِّفَاقِ وَالْكُفْرِ. «كُلُّ مَنْ يَقْطَعُ سَبِيلَ اللَّهِ وَالْوَسِيلَةَ إِلَيْهِ فَهُوَ سَبِيلِ أهل الْكُفْرِ والنفاق» قَالَ تَعَالَى: *{ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون﴾* صلة صَلَاةٍ وَعِبَادَاتٍ، وَهَذَا يَلْزَمُ لَهُ عِلْمٌ، وَالْعِلْمُ يَلْزَمُهُ مُعَلِّمٌ يُعَلِّمُ النَّاسَ وَيُبَيِّنُ الدِّينَ لِيعزز الدِّينَ. فَإِذَا طَعَنُوا فِي الْعَالِمِ سَيُؤَدِّي ذَلِكَ إِلَى تَشَتُّتِ الْأُمَّةِ، وَلَيْسَ فِيهِ مُبَيِّنٌ، وَيَكُونُ «الْحَبْلُ عَلَى الغَارِبٍ» كَمَا يُقَالُ، وَتَصِيرُ الْأُمَّةُ فِي فَوْضَى وَيَصِيرُ النَّاسُ حَيَارَى بَعْدَ الْفِتَنِ. هَذَا جَانِبٌ مِنْ «إمَاتَةِ الْعُلَمَاءِ» — فَهُوَ طَعْنٌ بِغَيْرِ حَقٍّ وَإِذَاءٌ بِلَا شَك.
وَإِنَّ طَعْنَ النَّاسِ فِي الْعُلَمَاءِ يُعْتَبَرُ أذِيَةً لِلَّهِ وَالرَّسُولِ لِأَنَّهُمْ مِنْهُمْ جَاءَ مَصْدَرُ التَّشْرِيعِ وَالعلماء هُمُ الَّذِينَ يَنْشُرُونَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي تَعْمِيمِهِ وَبَيَانِهِ لِلنَّاسِ. فَالطَّعْنُ فِيهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ جُرْمٌ عَظِيمٌ.
فَكَانَ حَرِيًّا بِالْإِنْسَانِ أَلَّا يَقِفَ مَعَ هَؤُلَاءِ فَيَسْبَحَ تِجَاهَ تِيَّارِ الْغُلَاةِ أَوِ الْمُمَيِّعِينَ وَالَّذِينَ يُلبِّسُونَ عَلَى النَّاسِ إِلَّا بَعْدَ التَّحَقُّقِ أَنَّ مَا قالوه بَاطِلٌ، وَلَيْسَ الأَمْرُ مَتْرُوكًا عَلَى ... وَإِلَّا سَيَكُونُ فَوْضَى وَيُدَافِعُ على الباطل فَيَنْبَغِي أَنْ يَعْلَمَ: هَلِ الْمَطْعُونُ فِيهِ عَلَى وَجْهِ حَقٍّ؟ هَلْ صَحِيحٌ مَا ذُكِرَ فِيهِ؟ هَلْ أَسَّسَهُ عَلَى غَيْرِ سَبِيلِ أَهْلِ السُّنَّةِ؟ هَلْ رجع فيتثبت وَلَا يَعْمَلْ عَلَى سُوءِ الظَّنِّ وَلَا يَتَكَلَّمْ بِدُونِ تَمْحِيصٍ وَبِلا تَبْيِينٍ، فَقَدْ أَنْكَرَ اللَّهُ ذَلِكَ عَلَى الْكَذبَةِ وَأَهْلِ الْفُسُوقِ وَالِافْتِرَاءِ.
مِثْلُ مَا سَلَكَتْهُ الصُّوفِيَّةُ: يُظْهِرُونَ لَكَ بَعْضَ الْأَسْمَاءِ أَنَّهَا خَارِجَةٌ عَنْ نِطَاقِ أَهْلِ السُّنَّةِ فَيُلْقِبُونَهُمْ «الْمَدْخَلِيُّ» وَ«الْجَامِيُّ» وَ«الْأَلْبَانِيُّ» معَ أَنَّهُمْ أَهْلُ السُّنَّةِ، فَيُظْهِرُونَ أَنَّ هَذِهِ أَسْمَاءٌ خَطِيرَةٌ. وَالْمُشْكِلَةُ أَنَّ النَّاسَ تَمْشِي مَعَهُمْ، وَغَرَضُهُمْ مِنْ ذَلِكَ أَنْ يُضعفُوا فِي قُلُوبِ الطُّلَّابِ وَالِاتِّبَاعِ مَا يَحْمِلُهُ هَؤُلَاءِ الدُّعَاةُ. فَيُؤَدِّي ذَلِكَ إِلَى تَفْرِيقِ المُسْلِمِينَ وَيَتَّهِمُونَهُمْ بِأُمُورٍ هُمْ بَرِيئُونَ مِنْهَا. فتجد أهل السنة يَذْكُرُونَ أَشْيَاءَ بِحَقٍّ، وَلَكِنَّ هَؤُلَاءِ الصُّوفِيَّةَ وَالْحِزْبِيِّينَ يَضَعُونَهَا فِي غَيْرِ مَوْضِعِهَا.
مَثَالٌ: أَهْلُ السُّنَّةِ يَقُولُونَ إِنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى وَالْمُشْرِكِينَ وَعِبَادَ الْقُبُورِ كُفَّارٌ، وَهَذَا لَهُ دَلِيلٌ فِي الْقُرْآنِ. فيأتي أهل الهوى فيُلْقِبُونَ أهل السنة «بِالْتَّكْفِيرِيِّينَ» ويلْصِقُوا بِهِمُ التُّهَمَ لِيُنفِرُوا النَّاسَ عَنْ دَعْوَتِهِمْ، مَعَ أَنَّ الْقُرْآنَ وَاضِح كَمَا قَالَ تَعَالَى: *﴿لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثٍ﴾،* وَقَالَ: *﴿إِنَّه مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ ومأواه النار﴾،* وَقَالَ: *﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَاۚ أُولَـٰئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ﴾.* وَهَذِهِ الْأُمُورُ الْوَاضِحَةُ لَا يُبْصِرُونَ العوام بها
BY مَشَايخُ الدَّعْوةِ السَلَفِيةِ بِالْجَزَائِرِ
Share with your friend now:
tgoop.com/ALGSALAF/21004