Telegram Web
329- حدثنا عبد الله، قال ثنا أبي، قال ثنا خلف بن الوليد، وهاشم بن القاسم، قالا ثنا المبارك قال: كان الحسن يقول: يا ابن آدم، عفَّ عن محارم الله عز وجل، تكن غنيًا عابدًا [69/ب] وارضَ بما قسم الله عز وجل لك تكن غنيًا، وأحسن مجاورة من جاورك من الناس تكن مسلمًا، وصاحب الناس بالذي تحب أن يصاحبوك تكن عدلًا، وإياك وكثرة الضحك، فإن كثرة الضحك تميت القلب.
إنه كان بين أيديكم أقوام يجمعون كثيرًا، ويبنون شديدًا، ويؤملون بعيدًا، فأين هم؟ أصبح جمعهم بورًا، وأصبح عملهم غرورًا، وأصبحت مساكنهم قبورًا.
يا ابن آدم، إنك مرتهن بعملك، وأنت على أجلك، ومعروض على ربك عز وجل، فخذ ما في يديك لما بين يديك، عند الموت يأتك الخبر.
يا ابن آدم، طأِ الأرض بقدمك، فإنها عن قليل قبرك، يا ابن آدم، إنك لم تزل في هدم عمرك منذ سقطت من بطن أمك، يا ابن آدم خالط الناس وزايلهم، خالطهم ببدنك، وزايلهم بقلبك وعملك.
يا ابن آدم، تحب أن تذكر بحسناتك، وتكره أن تذكر بسيئاتك، وتبغض على الظن، وتقيم على اليقين.
وكان يقول: إن المؤمنين لما جاءتهم هذه الدعوة من الله صدقوا بها، وأفضى يقينها إلى قلوبهم، خشعت لذلك قلوبهم وأبدانهم وأبصارهم، كنت والله إذا رأيتهم رأيت قومًا كأنهم رأي عين، والله ما كانوا بأهل جدل ولا باطل، ولكن جاءهم من الله أمر فصدقوا به، فنعتهم الله عز وجل في القرآن أحسن نعت، قال: {وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونًا} قال الحسن: والهون في كلام العرب: اللين والسكينة والوقار، قال: {وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلامًا} قال: حلماء لا يجهلون، وإذا جُهل عليهم حلموا، قال: ثم ذكر ليلهم، قال: خير ليل.
330- حدثنا عبد الله، قال ثنا أبي، قال ثنا أبو سعيد، رزق بن رزق بن منذر بن حريث، قال: وحريث أخو أكيدر، عن النهاس، عن الحسن، قال: لأن أخرج مع أخ لي أعينه على حاجة له، أعينه عليها قضاها الله عز وجل أو لم يقضها بعد أن أبالغ فيها؛ أحب إليَّ من أن أعتق من بني إسماعيل.
331- حدثنا عبد الله، قال ثنا أبي، قال ثنا رزق بن رزق، قال ثنا النهاس قال: قال الحسن: لقد أدركنا أقوامًا ما أحدهم بأحق بديناره ولا بدرهمه من رجل جاء من أفريقية، من أخيه المسلم، ولقد بقيت في قرنٍ الدرهم، والدينار أحب إليه من أخيه المسلم.
332- حدثنا عبد الله [70/أ] قال ثنا أبي، قال ثنا رزق بن رزق، قال ثنا النهاس قال: بعث الحسن ببغلة له يبيعها مع غلام له، فأعطي بها أربعمائة درهم، فجاء معه إلى الحسن، فقال له الرجل الذي اشترى البغلة: الغلام لك، والبغلة لك؟ قال: نعم. قال: فجائز( ) بيعه؟ قال نعم، قال: فإني أحب أن تحسن، تضع عني من ثمنها، قال: نعم، لك مائتا درهم، قال: ما أردت منك هذا، إنما أردت شيئًا يسيرًا، قال: لا يكون الإحسان إلا هكذا.
333- حدثنا عبد الله، قال ثنا أبي، قال ثنا محمد بن بكر، قال أبنا عبد المؤمن، عن الحسن، قال: ما من عمل إلا سيبدأه [همٌّ] ( ) فمن همَّ بخير فليعمله، ومن همَّ بِشَرٍّ فليتركه.
334- حدثنا عبد الله، قال ثنا أبي، قال ثنا محمد بن جعفر، قال ثنا كهمس، قال سمعت الحسن يقول: إن كان ليطول على أحدهم الليل حتى يصبح، قال: فيلقاه أخوه( ) أو صاحبه، فلولا الحياء لالتزمه فقبله، وذكر الحسن رجلين منهم، قال: كانت لأحدهما امرأتان فأمرهما فتزينتا، ثم أقعدهما لصاحبه، ثم قال: لتنظرنَّ أيتهما أعجب إليك فأطلقها لك، فأبى عليه صاحبه، ولو أنه أراد ذلك لفعل.
335- حدثنا عبد الله، قال ثنا أبي، قال ثنا عبد الله بن يزيد، قال ثنا كهمس بن الحسن، عن العباس الجريري، عن الحسن قال: إن من الصدقة أن تسمع بالفقه، فتحدث به.
336- حدثنا عبد الله، قال ثنا أبي، قال ثنا أبو محمد الصنعاني، عن عبد الله بن إبراهيم بن عمر بن كيسان، وكيسان يكنى أبا يزيد، قال أخبرني أبي عن أبيه عمر بن أبي يزيد، قال: ما رأيته متهجدًا( ) قط إلا في عمل الآخرة، إما متوضئًا، وإما مصليًا، وإما عائدًا لمريض، وإما زائرًا أخًا في الله عز وجل( ).
337- حدثنا عبد الله، قال ثنا أبي، قال ثنا عبد الله بن إبراهيم، قال أخبرني أبي، قال: كان حزب عمر بن أبي يزيد في آخر زمانه القرآن، يقول: في ليله ونهاره.
338- حدثنا عبد الله، قال ثنا أبي، قال ثنا عبد الله بن إبراهيم، قال أخبرني عمي عن أبيه، عمر بن أبي يزيد، قال: كان بينه وبين إنسان شيء، نال منه الإنسان، فكان عمر لا يَدَعُ أحدًا من خلق الله عز وجل يغتابه عنده.
339- حدثنا عبد الله، قال ثنا أبي، قال ثنا عبد الله بن إبراهيم، قال أبنا محمد عمي، أن رجلًا شكا الحجاج بن يوسف إلى عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه، قال: فقال له عمر رضي الله عنه: أظلمك؟ قال نعم [70/ب] قال: فهلا تركتها وافرة.
340- حدثنا عبد الله، قال ثنا أبي، قال ثنا عبد الله بن إبراهيم، قال: بلغني أن بعض الحكماء قال لابنه: يا بني، إياك والبطالة؛ أنجز أنجز لك.
341- حدثنا عبد الله، قال ثنا أبي، قال ثنا عبد الله بن إبراهيم، قال: قرأت في كتاب وجدته عند أبي، قال: قال لقمان عليه السلام لابنه: يا بني، إياك والكذب، فإنه يذهب البهاء.
342- حدثنا عبد الله، قال ثنا أبي، قال ثنا عبد الله بن إبراهيم، قال حدثني عبد الرحمن بن بوذويه قال: في زبور آل داوود عليه السلام ثلاثة أحرف: طوبى لمن لم يسلك سبيل الخطائين، وطوبى لمن لم يأتمر بأمر الظالمين، طوبى لمن لم يجالس البطالين.
343- حدثنا عبد الله، قال ثنا أبي، قال ثنا عبد الله بن إبراهيم، قال أخبرني أبي، قال: قال وهب بن منبه: كنت أرى أشياء يعني في المنام، قال: فلما استقضيت انقطع ذلك عني.
344- حدثنا عبد الله، قال ثنا أبي، قال ثنا عفان، قال ثنا مبارك بن فضالة، قال سمعت الحسن يقول: يا ابن آدم، زعمت أنك تحب الصالحين وتفر من أعمالهم، وتبغض الفجار وأنت أحدهم، وتبغض أخاك على الظن، وأنت مقيم على اليقين.
345- حدثنا عبد الله، قال ثنا أبي، قال ثنا عفان، ثنا المبارك بن فضالة، قال: سمعت الحسن يقول: إن المؤمنين عجلوا الخوف في الدنيا، فأمنهم الله يوم القيامة، وإن المنافقين والكفار عجلوا الأمن في الدنيا، فأخافهم الله عز وجل يوم القيامة.
346- حدثنا عبد الله، قال ثنا أبي، قال ثنا سليمان بن حرب، قال ثنا حمد بن زيد، عن عمرو بن مالك، عن أبي الجوزاء، قال: لو وليت من أمر الناس شيئًا اتخذتُ منارًا على الطرق، وأقمت عليها رجالًا ينادون الناس: النار النار.
347- حدثنا عبد الله، قال ثنا أبي، قال ثنا سليمان بن حرب، قال ثنا السري بن يحيى، قال ثنا عبد الله بن عبيد بن عمير، قال: خرجت مع أبي، فلما كنا بأرض قفر، رفع لنا سواد فظنناه شجرة، فلما أتيناه إذا رجل قائم يصلي، فجلسنا ننتظر أن ينصرف فيرشدنا على القرية التي نريد، فلما لم ينصرف، قال له أبي: إنا انتظرناك أن تنصرف فنسألك عن القرية كذا وكذا، فأومئ لنا بيدك [71/أ] إليها، قال: فأومأ بيده إليها، قال: وإذا حوض له محوض بالبئر، وإذا قربه يابسة، فقال أبي: إنا نراك في أرض قفر، فتجعل في قربتك هذه من هذا الماء الذي عندنا، فأومأ أن لا، قال: فما برحنا حتى جاءت سحابة، ثم مطرت، فإذا حوضه ذاك يتدفق، فلما أتينا القرية ذكرناه لهم، قال: فقالوا لنا: نعم، ذاك فلان، لا يكون في موضع إلا يُسقى، قال عبد الله بن عبيد بن عمير: قال أبي: كم من عبد صالح لا نعرفه.
348- حدثنا عبد الله، قال ثنا أبي، قال ثنا سليمان بن حرب، قال ثنا حماد بن زيد، عن إسحاق بن سويد، قال: قال مطرف: لو وقفت بين النار والجنة فقيل لي: نخبرك أين دارك؟ أو تكون رمادًا هامدًا؟ لاخترت أن أكون رمادًا هامدًا.
2025/06/18 19:39:05
Back to Top
HTML Embed Code: