YALYTANIGADAMTLHYATI Telegram 1375
ما زلنا مع رحاب أسماء العظمة؛ فتعظيم الله تعالى -كما أسلفنا- هو أصل العبادة وحقيقتها..
وبعد أن أبحرنا في معنى اسم "الله"، وعرفنا بأنه الاسم الأعظم والذي يُحب أن يُسأَل به، نواصِل فيما تبقى..

•أما الربُ فمعناها لغةً المالك والمدبر، وهو الذي يربي غيره وينشئه.
وهو من أسماء رب العباد التي خصّ بها نفسه فلا يطلق على غيره إلا مضافاً.
ورد لفظ الرب في القرآن في نواحٍ كثيرة، كلها تدل على تمام وصف المولى عز وجل وتعالى شأنه.
ففي الأعراف يقول تعالى:﴿ إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾ وفي الأنعام في قصة إبراهيم:﴿وَسِعَ رَبِّي كُلَ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ﴾

وكما وضحنا فإن الرب مُشتق من التربية، فالله سبحانه تعالى مربٍ ومدبرٌ لخلقه. يُسبغ عليهم نعمه ظاهرة وباطنة، أما الظاهرة فهي الصحة والغنى والأبناء وما شابه ذلك، وأما الباطنة فهي المصائب، نعم يبتلي الرب عباده ليزيدهم من فضله، ليرفع مكانتهم عنده، ليجزيهم على صبرهم، وليهذبهم ويعلمهم الرجوع إليه.
•ومن خصائص كلمة الرب أن التربية تتطلب رأفةً وعدلاً وطول صبر على المربى. تخيل والدك يصبر عليك حتى تكبر ويبذل في سبيل راحتك الغالي والنفيس. ولله المثل الأعلى، أوجدك ولم تك شيئاً، أمدك بما تحتاج، ثم هداك إليه.
ومن خصائص الربوبية أنها مطلقة غير محدودة، ففي الأنعام يقول عز وجل:﴿ قُلْ أَغَيْرَ اَللهِ أَبْغِي رَبَّاً وَهُوَ رَبُ كُلِ شَيْءٖ﴾. وما من كلمة أوسع وأشمل من كلمة شيء.

•وإذا أردنا الحديث عن اسم الله واسم الرب فبالضرورة لابد أن نتطرق إلى كلمة التوحيد "لا إله إلا الله". أساس الدين وملخص غاية كل رسل السماء، قال عز من قال:﴿وَمَآ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُوُلٍ إِلَا نُوحِيٓ إِلَيْهِ أَنَهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَآ أَنَاْ فَاْعْبُدُونِ﴾
وفيه يقول إبن القيم: ليس التوحيد مجرد إقرار العبد بأنه لا خالق إلا الله، وأن الله رب كل شيء ومليكه، كما كان عبَّاد الأصنام مقرين بذلك وهم مشركون، بل التوحيد يتضمن محبة الله، والخضوع له، والتذلل على بابه، وكمال الانقياد لطاعته، وإخلاص العبادة له، وإرادة وجهه الأعلى بجميع الأقوال والأعمال، والمنع والعطاء، والحب والبغض، مما يحول بين صاحبه وبين الأسباب الداعية إلى المعاصي والإصرار عليها.

ويكون التوحيد على ثلاث أوجه: ألوهيةٌ وهي إفراد الله بالتوكل والإستعانة والدعاء والتضرع له. وربوبيةٌ وهي إفراده بالتدبير والهيمنة والملك فلا خالق إلا الله تعالى، ولا مالك للكون إلا هو ولا متصرف لشؤون الخلق إلا هو سبحانه وتعالى. وتوحيدٌ للأسماء والصفات وذلك عبر تمام الإعتقاد بأن أسماء الله وصفاته التي خص بها نفسه كاملةٌ لا وجه للنقص فيها.

•ما الذي نخلص إليه من كل ما سبق؟ ما ثمرات معرفة الاسمين "الله" و"الرب" وتمام الإعتقاد بهما؟
إن كمال الإعتقاد بوحدانية الله مقدمةٌ يتلوها خير كثير، جملته إفراد الله تعالى بالعبادة وإفراده بالأمر والخلق والتدبير. وأما تفصيل ذلك فإنه حين يوقن العبد أنه مخلوق لربٍ كريمٍ رازقٍ، فإنه يقبل على طاعته مطمئناً أنه خُلق لغاية ولمعنى. وأنه لم يترك هكذا عابثاً هائماً في الأرض. إضافة لأنه يُورث في قلب العبد حباً لخالقه، فهو من هداه وتفضل عليه بكل ما يملك وتكفل برزقه.
وحين تفعل ذلك؛ فأنت تُقر بحق الله في التصرف في الكون إحياءاً وإماتةً وخلقاً ورزقاً وتدبيراً. وذلك جوهر التوحيد. وهل لموحدٍ إلا أن يتوجه للعبادة كما أمره خالقه وكما يحب!!؟.

مَن عرفَ اللهَ أحبَّه ومَن أحبَّه طَوعاً عَبَدَه

#ليس_كمثله_شيء
#الإجلال_والتعظيم
#أفياء_الشهر_الفضيل



tgoop.com/yalytanigadamtlhyati/1375
Create:
Last Update:

ما زلنا مع رحاب أسماء العظمة؛ فتعظيم الله تعالى -كما أسلفنا- هو أصل العبادة وحقيقتها..
وبعد أن أبحرنا في معنى اسم "الله"، وعرفنا بأنه الاسم الأعظم والذي يُحب أن يُسأَل به، نواصِل فيما تبقى..

•أما الربُ فمعناها لغةً المالك والمدبر، وهو الذي يربي غيره وينشئه.
وهو من أسماء رب العباد التي خصّ بها نفسه فلا يطلق على غيره إلا مضافاً.
ورد لفظ الرب في القرآن في نواحٍ كثيرة، كلها تدل على تمام وصف المولى عز وجل وتعالى شأنه.
ففي الأعراف يقول تعالى:﴿ إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾ وفي الأنعام في قصة إبراهيم:﴿وَسِعَ رَبِّي كُلَ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ﴾

وكما وضحنا فإن الرب مُشتق من التربية، فالله سبحانه تعالى مربٍ ومدبرٌ لخلقه. يُسبغ عليهم نعمه ظاهرة وباطنة، أما الظاهرة فهي الصحة والغنى والأبناء وما شابه ذلك، وأما الباطنة فهي المصائب، نعم يبتلي الرب عباده ليزيدهم من فضله، ليرفع مكانتهم عنده، ليجزيهم على صبرهم، وليهذبهم ويعلمهم الرجوع إليه.
•ومن خصائص كلمة الرب أن التربية تتطلب رأفةً وعدلاً وطول صبر على المربى. تخيل والدك يصبر عليك حتى تكبر ويبذل في سبيل راحتك الغالي والنفيس. ولله المثل الأعلى، أوجدك ولم تك شيئاً، أمدك بما تحتاج، ثم هداك إليه.
ومن خصائص الربوبية أنها مطلقة غير محدودة، ففي الأنعام يقول عز وجل:﴿ قُلْ أَغَيْرَ اَللهِ أَبْغِي رَبَّاً وَهُوَ رَبُ كُلِ شَيْءٖ﴾. وما من كلمة أوسع وأشمل من كلمة شيء.

•وإذا أردنا الحديث عن اسم الله واسم الرب فبالضرورة لابد أن نتطرق إلى كلمة التوحيد "لا إله إلا الله". أساس الدين وملخص غاية كل رسل السماء، قال عز من قال:﴿وَمَآ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُوُلٍ إِلَا نُوحِيٓ إِلَيْهِ أَنَهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَآ أَنَاْ فَاْعْبُدُونِ﴾
وفيه يقول إبن القيم: ليس التوحيد مجرد إقرار العبد بأنه لا خالق إلا الله، وأن الله رب كل شيء ومليكه، كما كان عبَّاد الأصنام مقرين بذلك وهم مشركون، بل التوحيد يتضمن محبة الله، والخضوع له، والتذلل على بابه، وكمال الانقياد لطاعته، وإخلاص العبادة له، وإرادة وجهه الأعلى بجميع الأقوال والأعمال، والمنع والعطاء، والحب والبغض، مما يحول بين صاحبه وبين الأسباب الداعية إلى المعاصي والإصرار عليها.

ويكون التوحيد على ثلاث أوجه: ألوهيةٌ وهي إفراد الله بالتوكل والإستعانة والدعاء والتضرع له. وربوبيةٌ وهي إفراده بالتدبير والهيمنة والملك فلا خالق إلا الله تعالى، ولا مالك للكون إلا هو ولا متصرف لشؤون الخلق إلا هو سبحانه وتعالى. وتوحيدٌ للأسماء والصفات وذلك عبر تمام الإعتقاد بأن أسماء الله وصفاته التي خص بها نفسه كاملةٌ لا وجه للنقص فيها.

•ما الذي نخلص إليه من كل ما سبق؟ ما ثمرات معرفة الاسمين "الله" و"الرب" وتمام الإعتقاد بهما؟
إن كمال الإعتقاد بوحدانية الله مقدمةٌ يتلوها خير كثير، جملته إفراد الله تعالى بالعبادة وإفراده بالأمر والخلق والتدبير. وأما تفصيل ذلك فإنه حين يوقن العبد أنه مخلوق لربٍ كريمٍ رازقٍ، فإنه يقبل على طاعته مطمئناً أنه خُلق لغاية ولمعنى. وأنه لم يترك هكذا عابثاً هائماً في الأرض. إضافة لأنه يُورث في قلب العبد حباً لخالقه، فهو من هداه وتفضل عليه بكل ما يملك وتكفل برزقه.
وحين تفعل ذلك؛ فأنت تُقر بحق الله في التصرف في الكون إحياءاً وإماتةً وخلقاً ورزقاً وتدبيراً. وذلك جوهر التوحيد. وهل لموحدٍ إلا أن يتوجه للعبادة كما أمره خالقه وكما يحب!!؟.

مَن عرفَ اللهَ أحبَّه ومَن أحبَّه طَوعاً عَبَدَه

#ليس_كمثله_شيء
#الإجلال_والتعظيم
#أفياء_الشهر_الفضيل

BY يآليتني قدمت لحيآتي⁦❤️⁩


Share with your friend now:
tgoop.com/yalytanigadamtlhyati/1375

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

With the sharp downturn in the crypto market, yelling has become a coping mechanism for many crypto traders. This screaming therapy became popular after the surge of Goblintown Ethereum NFTs at the end of May or early June. Here, holders made incoherent groaning sounds in late-night Twitter spaces. They also role-played as urine-loving Goblin creatures. How to create a business channel on Telegram? (Tutorial) Matt Hussey, editorial director at NEAR Protocol also responded to this news with “#meIRL”. Just as you search “Bear Market Screaming” in Telegram, you will see a Pepe frog yelling as the group’s featured image. It’s yet another bloodbath on Satoshi Street. As of press time, Bitcoin (BTC) and the broader cryptocurrency market have corrected another 10 percent amid a massive sell-off. Ethereum (EHT) is down a staggering 15 percent moving close to $1,000, down more than 42 percent on the weekly chart. 4How to customize a Telegram channel?
from us


Telegram يآليتني قدمت لحيآتي⁦❤️⁩
FROM American