tgoop.com/yalytanigadamtlhyati/1205
Last Update:
🔶سلسلة: بيان محاسن الإسلام "٤".
لقد جاء الإسلام بالتوحيد الذي يسمو بالنفس للأفق الأعلى، ويعلو بها في درجات العزِّة والشَّرف والكرامة، فيُعلِّقها ويربطها بالخالق المدبر سبحانه. لقد جاء الإسلام بالتوحيد الذي ينأى بالنفس عن أعظم سبيلٍ للسفول والذِّلة والمهانة والتردِّي إلى دركٍ سحيق، وهو الإشراك بالله سبحانه، قال تعالى: (ومن يشرك بالله فكأنما خرَّ من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق) الحج: ٣١.
لقد علَّق الإسلام قلوب المسلمين بربهم سبحانه، ولم يعلقها بوثنٍ أو حجر أو شجر أو قبر أو صالح. بل أظهر بوضوح وجلاء أن كل هؤلاء شركاء في عبودية الله، وأنهم فقراء إليه، لا يملكون لأنفسهم -فضلًا عن غيرهم- نفعًا ولا ضرَّا، فهم لا يستحقون العبادة بأيِّ وجه من الوجوه، ولا معبود مستحق للعبادة إلا معبود واحد هو الله، قال تعالى: (فاعبد الله مخلصا له الدِّين * ألا لله الدين الخالص) الزمر: ٢-٣. وقال تعالى مُظهِرًا فقر ما عُبِد من دونه: (والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير * إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا يُنبِّئك مثل خبير) فاطر: ١٣-١٤.
وامتنَّ الله عز وجل على هذه الأمة بأن عرَّف نفسه إليها في كتابه العزيز تعريفًا لم يسبقه مثيل، فذكر سبحانه لهذه الأمة في الكتاب العزيز عظمته وقيُّوميَّته وجلاله وقدرته وملكه وتدبيره وعلمه وإحاطته وحكمته وعزِّته وقهره وحلمه وفضله وكرمه ورحمته وغير ذلك من أسماءه الحسنى وصفاته العُلى، فكان هذا التعريف سبب هذه العقيدة القويمة الحقَّة.
لقد جاء الإسلام بالتوحيد الذي أوضح أن الذي بيده قضاء الحاجات وتفريج الكربات، وأن الذي بيده مقاليد الأمور هو الله وحده. جاء الإسلام ليُحرر الناس من رقِّ عبودية غير الله تعالى، فخاطب الله كلَّ الناس بقوله تعالى: (يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد) فاطر: ١٥، فلا تفتقروا أيها الناس إلى أحدٍ بعبادته دام أنكم كلكم سواء، وقال تعالى: (إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم) الأعراف: ١٩٤.
إنَّ هذه الفضيلة من أعظم الفضائل لو تأملها المسلم. والحمد لله رب العالمين.
BY يآليتني قدمت لحيآتي❤️

Share with your friend now:
tgoop.com/yalytanigadamtlhyati/1205