tgoop.com/turath_janoob/1014
Last Update:
بعين فاحصة ويد محققة ... مركز تراث الجنوب يرفد المكتبة الإسلامية بإصدار (شرح اللمعة الدمشقية)
يواصل مركز تراث الجنوب التابع لقسم شؤون المعارف الإسلامية والإنسانية في العتبة العباسية المقدسة مشروعه المبارك في إبراز نفائس التراث الجنوبي وصيانة ذخائره المخطوطة، إذ يستعد لإصدار تحقيق علمي من خمسة أجزاء لكتاب (شرح اللمعة الدمشقية)، تأليف الفقيه الجليل الشيخ (علي بن حسين بن عباس الخاقاني النجفي) (ت 1334هـ)، أحد أعمدة المدرسة الفقهية والأصولية في النجف الأشرف.
يمثل كتاب (شرح اللمعة الدمشقية) واحدًا من أبرز الشروح على متن (اللمعة الدمشقية) للشهيد الأول (ت 786هـ)، ذلك السفر الفقهي الذي عُد من أعمدة الدرس الفقهي في الحوزات العلمية، وقد تناول الشيخ الخاقاني في شرحه أبواب الطهارة، والصلاة، والصيام، والزكاة، وبقية العبادات، والمعاملات، ببيان علمي رصين، وسلاسة في التعبير، ودقة في الاستدلال، ووضوح يجلي المطالب، فجاء شرحه حلقة مضيئة في سلسلة شروح (اللمعة) المتعددة.
اعتمد المركز في تحقيق هذا السفر على نسخة خطية نفيسة، بخط نجل المؤلف (الشيخ حسن بن علي الخاقاني)، محفوظة في مكتبة كاشف الغطاء العامة، وتقع في (812) صفحة كبيرة القطع، جُمعت بعناية وتُوجت بفهارس علمية تسهل على الباحثين والقراء الوصول إلى المعلومة، حيث عملت وحدة التحقيق في المركز على مقابلة النصوص، وتوثيق الموارد، وضبط العبارات؛ بما يرفع من قيمة التحقيق، ويمنحه صبغته العلمية الرصينة، ليخرج الكتاب إلى القارئ في حلة قشيبة تليق بمكانته وأصالته.
وتتجلى أهمية هذا الإصدار في كونه أكثر من مجرد نشر لمخطوطة، إذ يمثل إحياءً لتراث فقهي إمامي عريق، يكشف عن عقلية جنوبية فذة، أسهمت في إثراء الدرس الحوزوي، وواكبت قضايا عصرها بوعي ودراية، كذلك يُعد هذا الإصدار إضافة نوعية إلى المكتبة الإسلامية، ومرجعًا مهمًّا للباحثين في الفقه والأصول، وتاريخ الشروح على (اللمعة الدمشقية)، وبذلك يكون مركز تراث الجنوب قد خطا خطوة جديدة في مشروعه الهادف إلى توثيق نتاج علماء الجنوب، وإبراز دورهم الريادي في مسيرة العلم والمعرفة، وصيانة تراثهم من الضياع، ليبقى ذخيرة متجددة للأمة ومرجعًا ثريًّا للأجيال القادمة.
ويقف خلف هذا الأثر النفيس عالمٌ جليل هو الشيخ علي الخاقاني، الذي وُلد في النجف الأشرف نحو سنة (1255هـ) ، ونشأ في بيت علم وفضل، فتربى على والده العالم الجليل الشيخ حسين الخاقاني، ثم نهل من كبار علماء عصره، فحضر على الشيخ مرتضى الأنصاري (ت 1281هـ)، والسيد محمد حسن الشيرازي (ت 1312هـ)، وغيرهما من الأعلام الذين تركوا في نفسه أثرًا علميًا ومنهجيًا واضحًا، كما عُرف الشيخ الخاقاني بحدة ذكائه، وسعة اطلاعه، وعمق بحثه، حتى غدا من العلماء المبرّزين الذين يُشار إليهم بالبنان، فكان أستاذًا بارعًا ومحققًا متتبعًا، له العديد من المؤلفات والرسائل الفقهية والأصولية، منها ما طُبع ومنها ما لا يزال محفوظًا في بطون المخطوطات، وقد تتلمذ على يديه ثلة من الفضلاء، وترك تراثًا علميًا مميزًا يشهد بسُمو منزلته في ميدان الفقه والاجتهاد.
BY مركز تراث الجنوب
Share with your friend now:
tgoop.com/turath_janoob/1014