tgoop.com/tahanaga/900
Last Update:
فقه النقائض!!
***
كان الفرزدق وجرير قامتين سامقتين في الأدب العربي ..
إذا أطلق مصطلح النقائض في الأدب العربي ؛ فإنما يراد به : ذلك النتاج الأدبي المتبادل بين الخصمين اللدودين ، الكبيرين ؛ ما بين قائل منهما ، ومجيب؛ لتكتب هذه "النقائض" فصلا خاصا بها، من "تاريخ الأدب العربي"!!
مات الفرزدق – همَّام بنُ غالب (ت:110هـ)، قبل جرير -: ابن عطية، الخَطَفي اليربوعي-.
فرثاه جرير :
فلا وَضَعَتْ بعد الفرزدقِ حامل *
ولا ذات بَعْلٍ من نِفَاسٍ تَعَلَّتِ
هو الوافدُ الميمونُ ، والراتِقُ الثأيِ *
إذا النعل يوماً بالعَشيرة زَلَّتِ !!
ثم بكى ؛
ثم قال :
أما والله إني لأعلم أني قليل البقاء بعده ؛
ولقد كان نجمُنا واحدا ، وكل واحد منا مشغول بصاحبه.
وقلما مات ضِدٌّ ، أو صديقٌ : إلا تبعه صاحبه !!
وفي رواية : قلما تصاول فحلان ؛ فمات أحدهما ، إلا أسرع لحاق الآخر به !!
فكان كذلك ؛ مات بعد سنة !! [الأغاني] .
***
هكذا؛ هو شأن كثير من الخصومات، الأدبية، والفكرية، والعلمية أيضا.
يسعى ألد الخصمين، دائبا، في إذكاء الخصومة مع خصمه؛ لأن بقاءه، حيا، مذكورا؛ رهن ببقاء هذه الخصومة ... فإذا ماتت .. مات؛ وطواه النسيان!!
وهبه أنتج بعد ذلك "أدبا" و"فكرا"؛ فبدون "نار" هذه الخصومات، و"توابلها":
سوف "يبرُد" نَتاجه .. إلى حد الجمود .. ويموت .. أو "يَبُوخ" = فصيحة: يفسُد=.
***
وصنف آخر من الناس :
يعمى عن حقيقة وجوده ، وأنها كثيرا ما تكون : رهينة ببقاء خصمه !!
فيسعى ، ويسعى ، ويفرح ...
وينسى أنه قد : يَشرق من شدة الفرح ؛ فيموت !!
شكا رجل امرأته إلى أبي العيناء !!
فقال له أبو العيناء : أتحب أن تموت هي؟
قال: لا ؛ والله الذي لا إله إلا هو !!
قال: لمَ ، ويحك ، وأنت معذب بها؟!
قال: أخشى والله أن أموت ؛ من الفرح !!
***
فقل للذي يبقَى ، خلاف الذي مضى *
تجهزْ، لأخرى مثلِها؛ فكأنْ قَدِ !!
BY المنثورات والملح-د.طه نجا
Share with your friend now:
tgoop.com/tahanaga/900