SYARA_1970 Telegram 1075
كيف يصل المخلوق إلى ما هو أبدع وأروع مما صنعه الخالق ؟!
هذا مستحيل هذا هو منهجنا منهج الإسلام وكان هذا واضحاً تمام الوضوح في دراسة السيرة النبوية .
     •┈┈••••○❁❁○••••┈┈•
💫 *السمة الخامسة : الوسطية في منهج النبي ﷺ :*
•┈┈••••○❁❁○••••┈┈•
︎ولا بد أن نتحدث عن الوسطية بعد حديثنا عن الشمول؛ فالذي يدرس السيرة النبوية ويتجول بين صفحاتها يدرك تماماً أن رسول الله ﷺ تعامل مع قضايا حياته المختلفة بتوازن رائع ، فليس معنى أنه كان يجد قرة عينه في الصلاة أن يهمل بيته، بل كان يأمر الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم الذين يبالغون في العبادة إلى درجة إهمال شئون حياتهم الأخرى، يأمرهم أن يقللوا من العبادة، وأن يأخذوا من وقت الصلاة والصيام ويعطوا زوجاتهم وأولادهم
نعم كان يحب الإنفاق في سبيل الله ويحض عليه، لكنه ما كان يترك أصحابه ينفقون كل أموالهم في سبيل الله دون أن يتركوا شيئاً لأولادهم، بل أمرهم أن يتركوا ورثتهم أغنياء، ولم يقبل منهم ﷺ إنفاق المال كله في سبيل إلا في ظروف معينة، ومن أفراد بأعيانهم كـالصديق في قصة الهجرة وتبوك .

• وليس معنى أنه كان يحب الموت في سبيل الله ﷺ حتى قال : *( لوددت أن أقتل في سبيل الله ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل )* ليس معنى هذا أن يلقي بنفسه في المهالك دون اكتراث أبداً ، بل رأيناه ﷺ يلبس درعين من حديد، ويضع الخطة المناسبة للمعركة، ويرسل العيون، ويأخذ بجوانب الحيطة والحذر، ويؤمن ظهره، ويحمي جيوشه وشعبه، هكذا رأيناه في دروس السيرة النبوية ﷺ ، حياة متوازنة راقية لا إفراط ولا تفريط، لا تشدد وتطرف، وكذلك لا تسيب وتنازل، حياة متوازنة عبر عنها ربنا سبحانه وتعالى بقوله وهو يصف هذه الأمة العظيمة : *﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا ﴾* [ البقرة : ١٤٣ ]
┈┅•••❁•✿◕◕✿•❁•••┉┈
💫 *السمة السادسة : البعد الأخلاقي للتشريعات الإسلامية :*
┈┅•••❁•✿◕◕✿•❁•••┉┈
︎وقد رأيناها واضحة في السيرة النبوية : البعد الأخلاقي العظيم في كل التشريعات الإسلامية، قال الرسول ﷺ فيما رواه البيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه وهو يصف بعثته ﷺ، ويقصرها ﷺ على إتمام مكارم الأخلاق، يقول : *( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق )*
عند النظر إلى كل شعائر الإسلام تجد أنها في المقام الأول تسمو بالأخلاق، الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، الصوم ينهى عن قول الزور والشقاق والعراك والتشاحن، الصدقة تطهر النفس وتوطد العلاقات الطيبة في المجتمع، وهكذا في كل التشريعات.

︎في أحداث السيرة النبوية رأينا أن الرسول ﷺ كان حريصاً على هذا الجانب الأخلاقي في كل مواقفه وفي كل معاملاته ﷺ ، يكفي فقط أن نذكر مجالين يتعجب الكثير في زماننا الآن من ارتباط الأخلاق بهما :
*• أما المجال الأول فهو : المجال السياسي،* ألف الناس في زماننا الآن وقبل ذلك تصوير السياسة على أنها خبث وكيد وخيانة وغدر ونفاق وعنف، لكن الرسول ﷺ أثبت لنا عكس ذلك تماماً، رأيناه في مكة وفي المدينة يحاور ويفاوض، ولكنه ما كذب ولا غدر ولا خان ﷺ، بل إنه لم تخرج منه كلمة سوء واحدة يندم عليها ﷺ، لم يكن فاحشاً ولا متفحشاً حتى مع أعتى الأعداء ، بل كان واسع الصدر ﷺ، كان مبتسماً هادئاً حيياً، كان خلوقاً ﷺ في سياسته الداخلية مع شعبه وحكومته وأعوانه وأنصاره بل ومع معارضيه، بل حتى المنافقين معلومي النفاق بالوحي كان يحسن صحبتهم ويعفو عن سبابهم أو قطيعتهم ﷺ ، وكان خلوقاً كذلك في سياسته الخارجية مع رسل وأمراء وملوك العالم، حتى من حاربه منهم فإنه لم يخرج أبداً عن حدود اللياقة والأدب وحسن الخلق ﷺ، وراجع - إذا أحببت - محاوراته ﷺ مع كفار مكة أمثال عتبة بن ربيعة والوليد بن المغيرة ووفود قريش المتتالية.

• أيضاً انظر إلى مباحثاته ﷺ مع بني عامر وبني شيبان وغيرهما، وراجع بيعتي العقبة الأولى والثانية، راجع المعاهدات والمحاورات مع اليهود ومع مشركي المدينة، راجع صلح الحديبية، راجع استقباله ﷺ للوفود المختلفة على مدار السنوات المتعاقبة، راجع الرسائل إلى ملوك العالم، والخطب السياسية والمكاتبات إلى العمال والأمراء ، ولا نبالغ إذا قلنا : إن علينا أن نراجع حياته بكاملها لأنه ما خلت لحظة من لحظات حياته، ولا مرحلة من المراحل التي مر بها في سياسته من أخلاق رفيعة وخلال حميدة في كل المواقف.

• هذه كانت أخلاقه في الجانب السياسي من حياته ﷺ، والكلام يستغربه سياسيو العصر الحديث ومحللو العالم ومفكروه، لكن هذا واقع رأيناه في السيرة النبوية.

*• المجال الآخر - وهو صعب أن تجد زعيماً من زعماء العالم إلا من رحم الله عز وجل - يفلح في التحلي بالأخلاق في الجانب العسكري* والواقع أن الضوابط الأخلاقية التي وضعها ﷺ في حروبه من المستحيل فعلاً الإلمام بها في هذه العجالة، فهي تحتاج إلى بحث مفصل ودراسة متأنية، ويكفي أن نذكر أنه كان دائماً يجعل الحروب آخر الحلول لم يكن أبداً - كما يشاع عنه في بعض الكتابات أو الرسوم - متعطشاً للدماء كما نرى الكثير الآن من



tgoop.com/syara_1970/1075
Create:
Last Update:

كيف يصل المخلوق إلى ما هو أبدع وأروع مما صنعه الخالق ؟!
هذا مستحيل هذا هو منهجنا منهج الإسلام وكان هذا واضحاً تمام الوضوح في دراسة السيرة النبوية .
     •┈┈••••○❁❁○••••┈┈•
💫 *السمة الخامسة : الوسطية في منهج النبي ﷺ :*
•┈┈••••○❁❁○••••┈┈•
︎ولا بد أن نتحدث عن الوسطية بعد حديثنا عن الشمول؛ فالذي يدرس السيرة النبوية ويتجول بين صفحاتها يدرك تماماً أن رسول الله ﷺ تعامل مع قضايا حياته المختلفة بتوازن رائع ، فليس معنى أنه كان يجد قرة عينه في الصلاة أن يهمل بيته، بل كان يأمر الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم الذين يبالغون في العبادة إلى درجة إهمال شئون حياتهم الأخرى، يأمرهم أن يقللوا من العبادة، وأن يأخذوا من وقت الصلاة والصيام ويعطوا زوجاتهم وأولادهم
نعم كان يحب الإنفاق في سبيل الله ويحض عليه، لكنه ما كان يترك أصحابه ينفقون كل أموالهم في سبيل الله دون أن يتركوا شيئاً لأولادهم، بل أمرهم أن يتركوا ورثتهم أغنياء، ولم يقبل منهم ﷺ إنفاق المال كله في سبيل إلا في ظروف معينة، ومن أفراد بأعيانهم كـالصديق في قصة الهجرة وتبوك .

• وليس معنى أنه كان يحب الموت في سبيل الله ﷺ حتى قال : *( لوددت أن أقتل في سبيل الله ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل )* ليس معنى هذا أن يلقي بنفسه في المهالك دون اكتراث أبداً ، بل رأيناه ﷺ يلبس درعين من حديد، ويضع الخطة المناسبة للمعركة، ويرسل العيون، ويأخذ بجوانب الحيطة والحذر، ويؤمن ظهره، ويحمي جيوشه وشعبه، هكذا رأيناه في دروس السيرة النبوية ﷺ ، حياة متوازنة راقية لا إفراط ولا تفريط، لا تشدد وتطرف، وكذلك لا تسيب وتنازل، حياة متوازنة عبر عنها ربنا سبحانه وتعالى بقوله وهو يصف هذه الأمة العظيمة : *﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا ﴾* [ البقرة : ١٤٣ ]
┈┅•••❁•✿◕◕✿•❁•••┉┈
💫 *السمة السادسة : البعد الأخلاقي للتشريعات الإسلامية :*
┈┅•••❁•✿◕◕✿•❁•••┉┈
︎وقد رأيناها واضحة في السيرة النبوية : البعد الأخلاقي العظيم في كل التشريعات الإسلامية، قال الرسول ﷺ فيما رواه البيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه وهو يصف بعثته ﷺ، ويقصرها ﷺ على إتمام مكارم الأخلاق، يقول : *( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق )*
عند النظر إلى كل شعائر الإسلام تجد أنها في المقام الأول تسمو بالأخلاق، الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، الصوم ينهى عن قول الزور والشقاق والعراك والتشاحن، الصدقة تطهر النفس وتوطد العلاقات الطيبة في المجتمع، وهكذا في كل التشريعات.

︎في أحداث السيرة النبوية رأينا أن الرسول ﷺ كان حريصاً على هذا الجانب الأخلاقي في كل مواقفه وفي كل معاملاته ﷺ ، يكفي فقط أن نذكر مجالين يتعجب الكثير في زماننا الآن من ارتباط الأخلاق بهما :
*• أما المجال الأول فهو : المجال السياسي،* ألف الناس في زماننا الآن وقبل ذلك تصوير السياسة على أنها خبث وكيد وخيانة وغدر ونفاق وعنف، لكن الرسول ﷺ أثبت لنا عكس ذلك تماماً، رأيناه في مكة وفي المدينة يحاور ويفاوض، ولكنه ما كذب ولا غدر ولا خان ﷺ، بل إنه لم تخرج منه كلمة سوء واحدة يندم عليها ﷺ، لم يكن فاحشاً ولا متفحشاً حتى مع أعتى الأعداء ، بل كان واسع الصدر ﷺ، كان مبتسماً هادئاً حيياً، كان خلوقاً ﷺ في سياسته الداخلية مع شعبه وحكومته وأعوانه وأنصاره بل ومع معارضيه، بل حتى المنافقين معلومي النفاق بالوحي كان يحسن صحبتهم ويعفو عن سبابهم أو قطيعتهم ﷺ ، وكان خلوقاً كذلك في سياسته الخارجية مع رسل وأمراء وملوك العالم، حتى من حاربه منهم فإنه لم يخرج أبداً عن حدود اللياقة والأدب وحسن الخلق ﷺ، وراجع - إذا أحببت - محاوراته ﷺ مع كفار مكة أمثال عتبة بن ربيعة والوليد بن المغيرة ووفود قريش المتتالية.

• أيضاً انظر إلى مباحثاته ﷺ مع بني عامر وبني شيبان وغيرهما، وراجع بيعتي العقبة الأولى والثانية، راجع المعاهدات والمحاورات مع اليهود ومع مشركي المدينة، راجع صلح الحديبية، راجع استقباله ﷺ للوفود المختلفة على مدار السنوات المتعاقبة، راجع الرسائل إلى ملوك العالم، والخطب السياسية والمكاتبات إلى العمال والأمراء ، ولا نبالغ إذا قلنا : إن علينا أن نراجع حياته بكاملها لأنه ما خلت لحظة من لحظات حياته، ولا مرحلة من المراحل التي مر بها في سياسته من أخلاق رفيعة وخلال حميدة في كل المواقف.

• هذه كانت أخلاقه في الجانب السياسي من حياته ﷺ، والكلام يستغربه سياسيو العصر الحديث ومحللو العالم ومفكروه، لكن هذا واقع رأيناه في السيرة النبوية.

*• المجال الآخر - وهو صعب أن تجد زعيماً من زعماء العالم إلا من رحم الله عز وجل - يفلح في التحلي بالأخلاق في الجانب العسكري* والواقع أن الضوابط الأخلاقية التي وضعها ﷺ في حروبه من المستحيل فعلاً الإلمام بها في هذه العجالة، فهي تحتاج إلى بحث مفصل ودراسة متأنية، ويكفي أن نذكر أنه كان دائماً يجعل الحروب آخر الحلول لم يكن أبداً - كما يشاع عنه في بعض الكتابات أو الرسوم - متعطشاً للدماء كما نرى الكثير الآن من

BY 🕋السيرة النبوية الشريفة🌅


Share with your friend now:
tgoop.com/syara_1970/1075

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

Users are more open to new information on workdays rather than weekends. best-secure-messaging-apps-shutterstock-1892950018.jpg The group also hosted discussions on committing arson, Judge Hui said, including setting roadblocks on fire, hurling petrol bombs at police stations and teaching people to make such weapons. The conversation linked to arson went on for two to three months, Hui said. Administrators Read now
from us


Telegram 🕋السيرة النبوية الشريفة🌅
FROM American