tgoop.com/storyzam22/3259
Last Update:
"المصفاة من الأدناس"
الحلقة التاسعة 🍃
تميزت حميـدة المـصفاة سلام الله عليها بلطفهـا وخلقهـا وحـسن تعاملهـا
مع الامام الباقر “ عليـه السلام “وام فـروه فكانـت سيدة الدار
وهـي تصنع الطعام وتجيد الطـبخ وكـان مطبخهـا عـامـر بـالنعم الكثيـرة مـن الـسكر
والـرز والدقيق والزيت والخـل واذا دخلـت منزلهـا تجـد الـوان مـن الطـعـام الـدجاج المحشى والمـشوي واللـحـم البارد والحلـوى
هـذا مـا كـان يقـدم للضيوف
امـا طعـامهم فهو
الخبز والخل فهو ادام الانبياء
فرحـت حميـدة المـصفاة بزواجهـا مـن الامـام العابـد الـذي كان يعاملهـا كأنـسانة ، فهـو يـعـرف حـق الزوجـه ولـم يعاملهـا
كجاريـة اشـتراها مـن سـوق الرقيـق والجـواري ، وجـدت فـيـه كـل مـا كـان ينقصها وتحتاجه من الإنسانية
والرحمـة خـلال رحـلـة سـفرها ، وجـدت فيـه حلـمـهـا فـي الـدفاع عـن حقـوق الفقـراء والمساكين وكـل سـنوات
الغربـة
وهـي تبحـث عـن حقيقتهـا ووجودهـا بعـد ان ذابـت كـل تـلـك الـشموع ومـا أضـاءت
تلك اللحظـات التي
تمنت ان تكون لها او تعيـشـها ولـكـن الان هـي تـعـيـش هذه اللحظـات الـتـي انكشفت مثـل شـمـس الـصباح انـه الـعـشق الالهـي الـذي اوصـلـهـا الـي تلـك اللحظـات الدقيقـة مـن السعاده والأمان..
عـرف الامـام البـاقر عليه السلام حميـدة المـصفاة سلام الله عليها بعلمه وروحـه
النبيلة فأنتظرهـا وهـي تنتقـل بـيـن تلـك الـصـور والخيـال ، بـيـن تـلال الـرمـال ومـا تكـدس عليهـا مـن الحـصى والحجـر
تلـك الـتـلال الـتـي اريقـت عليهـا الـدماء وأزهقـت الارواح..
شعر الإمام الباقر عنـدهـا بـان مـسافرا مـن الافق البعيـد قـد عـاد ، حـضـر فـي روحـه..
مـع إن الإمام الباقر عـرف ان مـوعـد رحيلـه قـد آن ، وقـد حـزن لـذلك فهـو يـحـب العـيـش بـيـن هـذه الأرواح يتمنـى أن يـرى حفيـده موسـى بـن جعفر عليهم السلام الذي انتظـره ليلاعبـه ويناغيـه مثلمـا حـضى بأمـه حمـيـدة المـصفاة بعـد انتظـار ، غير ان هـشام بـن عبـد المـلـك وبـنـي امـيـة لـم يـمـنـحـوه الفرصـة هـذه المرة ولم يسمح له بتحقيق أمله ..
ففي الـسابع مـن ذي الحجـه سـنـه (١١٤ هـ ) الذي ظل التاريخ يذكر هذا اليوم و يخلده ، يذكر الإنسانية بذلك الإنسان الذي رسم معانيـهـا الـسامية
باخلاقـه وسيرته العطـرة وطيبتـه وتعاملـه مـع تـلـك العصفورة الـصغيرة بعـد ان نزعـت القطـط الوحـشيه
ريشها وتركـت قلبـهـا يخفـق ويـركض بـيـن تلـك الـتلال
عنـد اقتـراب سـاعات الغـروب والقمـر لا زال مختبئـا بـين الغيـوم الـسوداء وقـد عـادت الـذئاب بعوائـهـا تفـوح منهـا
رائحـة نتنـة مـن لـحـوم المـوتى ، والتهامهـا الـجـرذان
سـنـة تذكرنا بتلـك اليـد البيضاء الكريمـة الحنونـة التـي مسحت علـى رأس حميـدة المـصفاة لتـشفى مـن مرضـها
وتنهض لتعـود لـهـا صـحتها وينبـت لـهـا مـن جـديـد ريـشـا جميـلا تزينـه قـطـرات مـن نـدى الـصباح وتـذوب فيـه
خيوط الشمس
احتضن الإمام البـاقر عليـه السلام حميدة المصفاة وخفف عنهـا عنـاء ومـشقه تلـك الرحلـه الطويلـه وهـي تسبح فـي ذلـك الغـروب وتـصارع هـواجس الخـوف
احتضنها بقلبـه الهاـشمي الكبيـر ليتخذها زوجـة لولـده الصادق عليـه الـسـلام فـي وقـت تـسـود فـي الجزيـرة العربيـة تلـك النظـرة الدونيـة للمـرأة التـي تحقرها
وتعاملهـا كبضاعة تبـاع وتشترى ..
نـشـأ البـاقر فـي بيـت يتحـرر فيـه العبيـد وتعتـق الرقـاب فقد رأى والـده علـي
بـن الحـسين عليـه الـسلام يفعـل ذلـك كثيـرا ..
ولـم تكـن رعايتـه لحميـدة المـصفاة رعايـة وحـسـب بـل جـعـل منـهـا مـدرســة منـاهـضـة للظلـم والاستعباد بعـد ان اطلـق
حريتهـا وكـسر قيـدها
نعم في هذا اليوم فقدت حميـدة المـصفاة ذلك الأب الحنـون الـدافئ الرقيـق ، فقـدت يـده الـتـي تقبلـهـا كـل صـباح وفقدت نـور وضياء ذلـك الوجـه البهـي الطلعة
وهـي تـستقبله حـيـن يعـود حـيـث كـانـت تـسـرع لخدمته ..
⭕️ يرجى عدم ازالة التوقيع عند النقل ⭕️
"قناة قصص معبرة وهادفة "
Https://www.tgoop.com/storyzam22
BY "قصص معبرة وهادفة"
Share with your friend now:
tgoop.com/storyzam22/3259