tgoop.com/shnizaralabbas/1634
Last Update:
📌 جديد..
[تنبيه العامَّة والإثيوبي بنبذةٍ مختصَرةٍ عن العلَّامة الإمام محمد أمان السَّلَفي الهَرَري]
(سائلٌ مِن إثيوبيا):
حفظكم الله، لو ذكرتُم لنا ما تَعرِفون عن الشيخ محمد أمان الجامي؟ وما هي جهوده في خدمة الإسلام والمسلمين؟ ولو ذكرتم لنا بعض أوصافه إن كنتم رأيتموه؟
فإننا نرى في بلده (هَرَر) مَن يَطعن فيه طعناً شديداً لاسيما في هذه الأشهر وينشرون بين الطلاب والعامة الكلام على الجامي وأنه مؤسس الفرقة الجامية؟
(الجواب):
رَحِمَ الله شيخنا العلامة محمد أمان بن علي الجامي الهَرري الإثيوبي المدني وأجزل له الأجر والثواب وجعله في فردوسه الأعلى، وهو -رحمه الله- أول شيخٍ رأيتُه ووقعَت عيني عليه من أهل السُّنة السلفيين ولله الحمد والمنة، وحضرتُ حَلقته بالمسجد النبوي في شرح (الحموية) قبل الالتحاق بالجامعة عام ١٤١٢ هجرية تقريباً، وحضرتُ بعضاً من دروسه كـ(قُرَّة عيون الموحدين)، و(زاد المعاد) بالمسجد النبوي في آخِر حياته -رحمه الله-.
• وهو علَمٌ شامخٌ غنيٌّ عن التعريف عند مَن يَعرِفُه؛ فهو شيخ العقيدة السلفية والمتبحِّر فيها كما كان يَصِفُه شيخُنا وتلميذه النبيل العلامة الوالد الربيع -حفظه الله-، وكان يوصينا به ويقول: "تَعَلَّموا منه وادرُسوا عليه فإنني ما عرفتُ العقيدة السلفية إلا منه".
• وحين سياق الموت أوصى الجامي -رحمه الله- وهو على فِراش الموت بأن يُبلَّغ سلامُه لمشايخ السلفية، وقال: "قولوا لهم: اللهَ اللهَ في العقيدة السلفية"، ثم نَطق بالشهادة ثم فاضت روحه إلى الله خالِقه الرحيم.
• وعلَّق شيخنا الربيع على هذه الوصية العظيمة بقوله: "الله أكبر! الله أكبر! هذه وصية الأنبياء والرسل، الله يرحمه".
• وقد وفَّقه الله لنشر الدعوة السلفية بالدروس المتنوعة للعقيدة، والتوحيد، والحديث، والفقه... إلخ في الجامعة، والمسجد النبوي، وغير ذلك من المحافل، وبالمحاضرات، والتآليف البديعة.
• وله كتابٌ عظيمٌ في (الصفات الإلهيَّة في الكتاب والسنة النبوية) نال به الدكتوراه، وجُمِعت رسائله وبعض محاضراته في مجموعٍ معروفٍ.
• فهو -رحمه الله- داعيةُ سنَّةٍ وسلفيةٍ واضحة، لكن لمَّا كان يحارِب المخالفين للسنَّة من أحزاب الضلال من القطبية السرورية والخوارج وغيرها من الفرق (فهو مِن أوائل مَن كشَف حقيقة القطبية السرورية) حُورِب وعُودِيَ مِن قِبَلهم أشد العِداء، لِذا لِيَصرِفوا عن دعوته السلفية ودعوة طلابه الكبار كالشيخ العلامة الربيع حاوَلوا تشويه دعوته وشخصه؛ فلقَّبوا دعوته وطريقته السلفية بالجامية! كما هي عادة أهل البدع والهوى تجاه أهل السنَّة مِن نَبذِهم بأقبح الألقاب والأوصاف كـ(الحشوية، والناصبة، والمرجئة، وعلماء السلطان) كما وَصفوا دعوة العلامة الربيع وطلابه السلفيين -وهي دعوة الإسلام الصافية- بالمدخلية والمداخِلة! عامَلَهم الله بما يستحقون وكَشَفَ حقيقتهم الفاضحة لمن يَجهلهم أو اغترَّ بهم..
• فالعلامة الجامي دُرَّة بلاد إثيوبيا وعَلَمها البارز، وصاحب رايةٍ سلفيةٍ علميةٍ واضحةٍ.
وقد زار بلادنا السودان عدة مراتٍ وقام بدعوةٍ طيبةٍ في نشر التوحيد والسنة والحق، وكَشَف عن عوار المعتزلة والأشاعرة الذين كان فيهم جماعةٌ في جماعة أنصار السنة الحزبية، وحاولوا الاعتداء عليه لمَّا غاظهم ما نَشَرَ مِن حقّّ يخالِف باطلهم وجَهْلَهم -كإنكارهم حقيقة العين والسحر، وإنكار أخبار الآحاد... إلخ- لكنَّ اللهَ أَنقذَه ونجَّاه، وكذا قام بكشف حقيقة مذهب جماعة (الجمهوريين) وحِزبهم المنحرف ورأس ضلالِه محمود محمد طه الذي أسَّسه وأضلَّ أتباعه؛ فكان ينكِر فرائض الإسلام! ويدَّعي سقوط فرض الصلاة عنه! وينكِر السنَّة! مع ضلالات أخرى كثيرة؛ كمذاهب الصوفية الغلاة وأهل الحلول والوحدة والاتحاد والزندقة. وقد قام رئيس البلاد الأسبق قائد جيش السودان جعفر محمد نميري -رحمه الله- بإقامة الحجة الشرعية القضائية عليه وحَكَمَ بقتله ردةً عن الإسلام.
• فهذه خلاصةٌ مختصرةٌ لا تفي -لا شك- بقَدرِ هذا الإمام الجامي لكنها -إن شاء الله- ذكرى وتذكيرٌ وتنبيهٌ على شيءٍ مِن علمِه وفضلِه ومكانتِه، وهو في مصافِّ العلماء الأكابر الكبار ومحلُّ تزكيتهم واحترامهم وتقديرهم ومحبتهم.
• وكان الشيخ -رحمه الله- رجلاً مُهاباً، كثير الصمت، قليل الكلام إلا فيما ينفع، متواضعاً لا يَسمح لأحدٍ بتقبيل رأسه، ويَدفعُ بقوةٍ مَن يريد فِعلَه، ذا سمتٍ ظاهرٍ، وإذا نظرتَ إليه كأنه يشعُّ بالضياء والنور مع سُمرة لونه.. رحمه الله وجميع علمائنا ومن سار على نهجهم وجمعَنا وإياهم في جنات الفردوس والنعيم.
• وأتمنى وأرجو أن يقوم طلاب العلم في إثيوبيا -محتسبين الأجر والثواب من الله- بترجمة كتبه مع ترجمة سيرته وأخباره باللغة الإثيوبية أو الإنجليزية ونشرِ ذلك؛ ليُعرَف هذا العلَم والجبل الشامخ في وطنه ومَسقَط رأسه وغيره من البقاع وينتفَع بعلومه وٱثاره العظيمة؛ ليكون ذلك -إن شاء الله- صدقةً كريمةً جاريةً للشيخ وللجميع.
BY الصفحة الرسمية للشيخ نزار بن هاشم العباس
Share with your friend now:
tgoop.com/shnizaralabbas/1634