tgoop.com/shnizaralabbas/1471
Last Update:
فقد بيَّن أهل العلم أنَّ مَن أسلَم ونطَق بكلمة الحق وشهادة أن لا إله إلا الله عُصِم دمه وماله إلا بحقٍّ في الإسلام يَحمِل ويَستوجِب الحُكمَ والحدَّ عليه والعقاب؛ كمن سرَق، أو قتل نفساً بغير حق، أو أفسد دين المسلمين، أو زنى، أو ارتد عن دينه فكفَر، أو أَحدثَ بدعاً وعقائد فاسدة كفرية، أو خرج على السلطان وحاربَه ونازعَه أمره... إلخ، فهذا يعاقَب في الإسلام ويقام عليه الحد ويحارَب حرباً شرعيةً ويقاتَل على ذلك كحقٍّ من حقوق الإسلام والتوحيد والعقيدة الصحيحة كما أخبَرَ وأمَرَ ووجَّه -صلى الله عليه وسلم-..
قال الإمام ابن عبد البر -رحمه الله- في كتابه التمهيد (٢٩١/١٥): "أجمَع العلماءُ على أن مَن شقَّ العَصَا، وفارَق الجماعة، وشهَر على المُسلمين السلاحَ، وأخافَ السبيلَ، وأفسَدَ بالقَتْلِ والسَّلْب، فقَتْلُهم وإراقةُ دمائِهم واجبٌ؛ لأنَّ هذا من الفسادِ العظيم في الأرض، والفسادُ في الأرضِ موجِبٌ لإراقةِ الدماءِ بإجماع...".
فهل رأيتم أيها المسلمون العقلاء والغيورون على دينكم جهلاً وجرأةً وتهوراً كجهل وتهوُّر هذا المزمل بثياب الجهل والزور؟!!
وكيف كذَب وافترى وتقوَّل على الله ودينه بلا علم؟!!
فإن هذه المليشيا الخارجة الباغية المفسدة في الأرض خالفَت حق الإسلام وكل الحقوق المعتبرة شرعاً؛ فقد نازعَت السلطان وخرجَت عن طاعته وتمرَّدَت عليه، وأفسدَت في الأرض فقتلَت الأنفس وسلبَت الأموال، وتعدَّت كل الحدود الشرعية، واستخدمَت السحر والشعوذة والدجل ومظاهر الشرك والوثنية، وأنواع المحرمات من مخدِّراتٍ ومدمِّرات عقلية، وجلبَت -ومَن عاونها- المفسدين في الأرض من داخل البلاد وخارجها... إلخ؛ أليس هذا وغيره يؤكد بوضوحٍ لا ريبَ ولا مِريةَ فيه شرعيةَ هذه الحرب وهذا الجهاد المبارك -إن شاء الله- وأنها حرب كرامةٍ؛ فها هو النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "مَن بايع إماماً فأعطاه صَفْقَة يده وثمرة قلبه فليُطعه إن استطاع، فإن جاء آخر ينازعه فاضرِبوا عنق الآخر"، وقبلَها بيَّن -صلى الله عليه وسلم- ما سيكون مِن فتنٍ وتغيُّراتٍ ومتغيِّراتٍ، ووجَّه بالوفاء ببيعة الحكام والصبر عليهم والالتفاف حولهم.
فكيف بمن جاء -مع هذا العصيان والخروج والتمرد- بكل تلك البوائق والشرور والمفسدات؟! أيُترَك ويُسكَت عنه؟! ويؤسِّس وينظِّر مزمل السفيه للصمت عنه والتخذيل عن حربِه وجهاده ودفعِ شرِّه بزعمٍ فاجرٍ كاذبٍ ودعوى باطلةٍ كهذه أنَّ ذلك ينافي التوحيد والعقيدة الصحيحة!!، ومِن السياسة المذمومة!!، ليَخدَع ويخادِع ويَمكر بحزبه والمسلمين، وليُواري سوأة عمالته وخبثه ويُلبِس كل ذلك زوراً واحتيالاً لباس التوحيد والدعوة إليه ليَلْبِسَ الحق بالباطل -عليه من الله ما يستحق-.
وحين شَرَعَ اللهُ جهادَ كل الأعداء والمفسدين وقتالَهم بيَّن مِن حِكَمِهِ في ذلك: ((وَلَوْلَا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللهِ كَثِيراً وَلَيَنصُرَنَّ اللهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ)).
فهذا بيانٌ واضحٌ أنَّ الجهاد في سبيل الله -دفعاً أو طلباً- لتحقيق العبادة والطاعة وإقامة التوحيد وشعائره في ظل الأمن والاستقرار والاجتماع على الحق ((فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ)) لا كما ادَّعاه وافتراه ذاكم الغويُّ الجاهل.
بل كشَفَ عن جهله العميق وهواه حين قَرَّرَ ونَظَّرَ أيضاً أنه مع العقيدة (نحن مع العقيدة!!) فجعل العقيدة منحصرةً فقط على باب التوحيد ومحاربة الشرك -على أساس منهجه المنحرف- ولا تتناول إلا ذلك، وهذا مخالفٌ لأصول الدين وأدلته وإجماع علماء الأمة قاطبةً؛ حيث بيَّنوا أنَّ من صميم العقيدة والديانة طاعة ولاة الأمر في طاعة الله، والاجتماع عليهم، والجهاد والقتال معهم، وحربُ مَن حاربَهم وأَفسدَ في الأرض ونَزَعَ يد الطاعة وفارَقَ الكلمة والجماعة وشقَّ الصف.
كل ذلك وغيره سطَّرَه علماء الإسلام في كتب الاعتقاد والأحكام الشرعية، بل قيَّدوا بعض المسائل والأحكام الفقهية التي خالَفَ فيها أهلُ الأهواء والبدع أهلَ السنَّة والسلفَ الصالح؛ كالصلاة في الجماعة، وخَلْف الأئمة، والمسح على الخفين، والجهاد مع الأمراء وتحت رايتهم... إلخ؛ ردَّاً ودحضاً لما عليه الشيعة الرافضة والخوارج وغيرهم لأنها صارت بذلك أموراً تمسُّ وتخالِف الإيمان والعقيدة ومنهج السلف الصالح.
فيأتي هذا الجاهلُ بعقيدةِ السلفِ وكتبِهم يقرِّرُ مخالفاً بكل جرأةٍ للإجماع والعلم بهذا الجهل والتنظير الفاسد وليخادِع ويراوِغ ويستخفَّ بعقول أتباعه ليُظهرَ موقِفَه وصمتَه عن تأييد جيش البلاد في حربه موقفاً شرعياً يتماشى مع العقيدة والتوحيد -كذباً وزوراً-؛ ليلبس الحق بالباطل.
(يتبع الحلقة الثانية بإذن الله)
كتبه
نزار بن هاشم العباس
في يوم الفطر
غُرَّة شوال ١/ ١٠/ ١٤٤٥
الموافق ١٠/ أبريل/ ٢٠٢٤
BY الصفحة الرسمية للشيخ نزار بن هاشم العباس
Share with your friend now:
tgoop.com/shnizaralabbas/1471