tgoop.com/shnizaralabbas/1414
Last Update:
التحذير من أحزاب الشر والفساد
ومِن أعوانِهم طُرُقِ الضلال والاستعباد
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد؛ فأسأل الله أن ينصر الجيش، وأن يتقبل الضحايا شهداء، وأن يعافي الجرحى والمرضى، وأن يوفِّق قائد الجيش البرهان وأعوانه ومساعديه وجنوده لما فيه صلاح وعزة العباد والبلاد، وأن ينصره وينصر به ويجعل له القبول والتأييد.
ورحم الله النميري فقد كان رجلاً وقائداً موفَّقاً وشجاعاً وأعزَّ الله به هذه البلاد ووفَّقه لتطبيق شرع الله، وأعلَن ذلك في الملأ والعالَم، وأراق الخمور وحطَّم أوانيها ولم يَخَف في الله لومة لائمٍ، لكن للأسف الشديد غَدَرَه وعارَضَه الإخوان المسلمون وبقية الأحزاب السياسية التي دمَّرت وأفسدَت السودان كحزب الأمَّة وزعيمه الصادق المهدي العلماني التوجه وغيره من أهل الجهل والانحراف، فثاروا عليه وألَّبوا بالكذب والخداع كثيراً من شعب السودان عليه ومِن ورائهم دول الشر والكفر، وخدعوهم وحاولوا تشويه النميري -رحمه الله- وأعوانه بأكذب التهم والافتراءات، ثم ظهر -ولله الحمد- لأهل السودان صِدقُ النميري ونزاهته وشجاعته وحرصه على بلاده وجيشه لكن بعد فوات الأوان وتسلُّط الأحزاب الفاسدة وجثومها على صدر هذا البلد -حرسه الله-، فنسأل الله أن يرحم النميري القائد وأعوانه ويجعل الجنة مأواهم وقرارهم..
ونسأل الله أيضاً أن يوفِّق أهل السودان لكل خيرٍ، وأن يبصِّرهم بالحق وأن يتعظوا ويعتبروا من تأريخهم وتجاربهم، وكيف ضيَّعَتْهم تلك الأحزاب والجماعات الدينية والسياسية وأبعَدَتهم عن حقيقة دينهم الإسلام الصافي وعن مصالحهم ومنافعهم وخيرات أرضهم التي مَنَّ اللهُ بها عليهم فكانت تلك الأحزاب -حقيقةً- مِن أعظم أسباب دمار وضياع وفساد السودان، وواللهِ لو لم يكونوا مَعَاولَ هدمٍ وإفسادٍ ودمارٍ لَمَا خَلَّفَهم المستعمر البريطاني الفاسد وراءه وجعَلَ مقاليد الأمور وأيادي تخطيطه لجهات منحرفة؛ حزب آل المهدي (الأمة) وحزب آل الميرغني (الختمية) وبعض شتات أحزاب وطوائف من الصوفية فغَيَّبوا كلُّهم للأسف الشديد جماعاتٍ من أهل السودان عن حقيقة دينهم الإسلامي العظيم واستعبَدوهم وجعلوهم سُخرةً لهم..
بل كان -ولا يزال- جماعاتٌ من أتباع (الختمية الميرغنية) وغيرهم يركعون ويسجدون لزعيمهم!، وجماعاتٌ من أتباع (المهدية) حزب الأمَّة وغيرهم يتمسحون بتراب آثار أقدام زعيمهم أيضاً!، وتلك الطوائف الصوفية كثيرٌ من أتباعها يطوفون حول قبور بعضهم ويشدُّون الرحال إليهم ويدعونهم من دون الله طلباً للمدد والأرزاق والاستغاثات التي لا تُطلب إلا من الله الخالق الرازق، ولا يُدعَى ولا يُنادَى بها إلا الله وحده لا شريك له، ويرفعون شعارات الاستعباد للأتباع والمريدين الضائعين عن حقيقة الإسلام النبيل العظيم الذي جاء به أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- إلى بلاد السودان غضَّاً طريَّاً رافعين شعار توحيد الله الأصيل والمتابعة للرسول الخاتم الكريم -صلى الله عليه وسلم-..
ثم تَوالى ظهور الأحزاب مع تقادُم الأيام حزباً بعد حزب بأسماء متعددةٍ ومتنوعةٍ، لكنها اجتمعَت على تفريق الشعب، وإغراقه في الجهل والجهالات، وتفتيت قواه، وتشتيت صفِّه، والسعي في تقسيمه ما بين معسكرات وأحزاب الشرق والغرب من شيوعيةٍ ورأسماليةٍ وبعثيةٍ وناصريةٍ وإلحاديةٍ و... إلخ؛ كل ذلك برعاية وتخطيط الماسونية الصهيونية العالمية التي لم يسلم منها السودان بل كان الاستعمار البريطاني الإنجليزي للسودان ثمرةً مُرَّةً من تخطيطه ودوافعه.
فعلينا أيها المسلمون ويا شعب السودان -حفظكم الله- التنبُّه واليقظة ووعي الدروس، والاستفادة القصوى مما ابتلانا الله به من هذه الحرب ومِحنها، بوقفةٍ جادَّةٍ صادقةٍ مع نفوسنا، ومحاسبتها وحملها على اتباع الحق والخير، والبعد عن الشرور والمعاصي والغفلات، وجمع الكلمة والصف لتحقيق ذلك، مع الحذر كل الحذر من كل الأحزاب والجماعات والطوائف، والتحرُّر والتحرُّز منها، والاجتماع على جيش البلاد وقائده وأعوانه، ومساندتهم الصادقة بدعاء الله لهم بالتوفيق والسداد والنصرة والتمكين وقبول قتلاهم والضحايا شهداء عنده سبحانه وأن يشفى الجرحى والمرضى، وأن نسعى في دعمهم بكل غالٍ ونفيسٍ، ومناصرتهم والانخراط في النفير معهم -لله وفي سبيله- للحفاظ على هذا البلد وحماية أهله وعزتهم وكرامتهم، والضرب بيدٍ من حديدٍ لكل أعدائه ممن تمرَّدَ وخالَفَ وفارَقَ الجماعة وتعَدَّى الحدود وجَلَبَ الغزاة المدحورين ومَن عاونهم من أعداء الداخل والخارج..
وفَّق الله الجميع لكل خيرٍ وسدَّدهم وتولَّاهم.
كتبه
نزار بن هاشم العباس
في يوم الخميس ٢٩/ صفر/ ١٤٤٥
الموافق ١٤/ سبتمبر/ ٢٠٢٣
الصفحة الرسمية للشيخ على التلجرام:
https://www.tgoop.com/shnizaralabbas
BY الصفحة الرسمية للشيخ نزار بن هاشم العباس

Share with your friend now:
tgoop.com/shnizaralabbas/1414