SHNIZARALABBAS Telegram 1399
بسم الله الرحمن الرحيم

[نصيحــةٌ وُدِّيَّــة]

مِن مُشكِلاتِنا في المجتمع السوداني


الحمد لله رب العالمين، وصلَّى الله وسلَّم على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد؛

فالإنسان السوداني -حفظه الله ووفقه لكل خير- إنسانٌ طيبٌ إن شاء الله وعلى سجيَّته، لكنَّه -إلا من رَحِمَ الله وعصَمَ وأنقَذَ- في ذات الوقت سببٌ رئيسٌ في كثيرٍ من إشكالات وتأخُّر السودان وعدم تقدُّمه ورِفعتِه في بعض المجالات.

وعلى سبيل المثال: تدخُّله في عمل جنود الجيش السوداني -نصَرَه الله- في الميدان وحربِه، وهذا حقيقةً يُبْرِز شخصية المواطن السوداني أنَّه -إلا من رَحِمَ الله- يتدخل ويتكلم فيما لا يعنيه فيُفْسِد ولا يُصْلِح..

بدءاً بِدِين الله الإسلام؛ تجد كثيرين يتكلمون في الإسلام بلا علمٍ ولا وعيٍ، فشوَّهوا الإسلام وأهله بأعمالٍ وأقوالٍ وتطبيقاتٍ تخالِف الإسلام..

وهكذا يتكلم في كل صغيرةٍ وكبيرةٍ، وكلٌّ يريد أن يكون زعيماً، وقائداً، ومتحدثاً، وخطيباً، وفقيهاً، وطبيباً، و... إلخ!! وهو لا يملك أدنى مقوِّمات تلك المهام..

ويريد أن يكون تاجراً كبيراً وهو لا يعلم الحلال والحرام في التجارة ولا يَعرف أخلاق التجارة وآدابها؛ فظَهَرَ تجَّار السوء، والجشع، والاستغلال، والاحتيال، والكذب، وهكذا فَقِس في السياسة وكل شيء -إلا مَن رَحِمَ الله وعصَمَ-..

فهنا حقيقةً فوضى عارمةٌ في كل شيءٍ وباب، ومع هؤلاء وأولئك جماعاتٌ من الإمِّعة (والإمعات) زادوا الفساد فساداً، والشرَّ شرَّاً، والخَرْق خَرْقاً على الراقع...

فليس هنالك مِن علاجٍ ودواءٍ ناجعٍ لهذه الشخصية السودانية وغيرها والطباع غير الحميدة إلا بالرجوع الصادق إلى الله وإلى دينه الإسلام الحق؛ الإسلام الصحيح النقي من كل أمراض الجهل، والأحزاب، والطوائف، والفِرَق، والجماعات الضالَّة والمضلِّلة للأمة.. ثم الاستقامة على هذا الإسلام وتطبيقه في الحياة في كل صغيرةٍ وكبيرةٍ، مع الاجتماع عليه على قلب رجلٍ واحدٍ وكلمةٍ سواء واحدة..

وحينها نَعْلَم أنه "مِن حُسْنِ إسلام المرء تركُه ما لا يعنيه" [حديث صحيح]، ونَعْلَم أيضاً "ألَّا ننازع الأمر أهله" [حديث صحيح].. والمراد بالأمر كل أمرٍ وَفَّقَ الله له مَن شاء مِن عباده وساقَهُ إليه، سواء كان أمر قيادة دولة، أو قيادة جيشٍ وحرب، أو قيادة علمٍ وفقهٍ شرعيٍّ ومرجعيَّةٍ معتَبَرةٍ مأمونةٍ... إلخ.

وهذا لا يعني ألا نصحِّح الأخطاء وألا نتناصح فيها بالطرق الشرعية السليمة لا بالفوضى والعشوائية وحشر الأنوف بالكلام بلا وعيٍ وإدراكٍ ومنهج سويٍّ أَمَرَنا الله بالسير والاستقامة عليه قال الله تعالى: ((لكلٍّ جعلنا منكم شرعةً ومنهاجاً))، وقال تعالى: ((وأنَّ هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه))، وحَذَّرَنا من مخالفة صراطه وطريقه الذي لا صلاح ولا سعادة لنا إلا به في الدنيا والآخرة وبه تُوَحَّدُ صفوفنا وكلمتنا ويتحقق به اجتماعنا على الحق فخالِقُنا سبحانه أعلم بنا وبصلاحنا ((ألا يَعلم مَن خَلَقَ وهو اللطيف الخبير)).

فإذا خالفنا ذلك ولم ندركه ولم نتيقن به وأهملناه ولم نستقم عليه واتبعنا سبيلاً وصراطاً غير صراط ربنا وسبيله فإنَّا إِنْ لم يتغمدنا الله برحمته وفضله سنهلك، ونضلُّ، ونتفرَّق، ونختلف، ونضعف، ونَذِلُّ، وسيتسلط علينا كل عدوٍّ وغاشم ((ولاتتَّبعوا السبل فتفرَّق بكم عن سبيله)).

وهذه الحرب -نَصَرَ الله جيشَنا وشعبَ السودان- فيها درسٌ وعبرةٌ للجميع، ودعوةٌ لوقفةٍ صادقةٍ مع أنفسنا ومسارنا وانتمائنا كيف هو للإسلام؟! ووقفةٌ مع أخلاقنا وتصرُّفاتنا؛ "فالمصائب -للمُوفَّق- دواء وعلاج المعائب"، ودعوةٌ للتحرر من كل الحزبيات والعصبيات والجاهليات المقيتة التي فرَّقَتْ أهل السودان -إلا مَن رَحِمَ الله وعصَمَ- وسلَّطَت عليه أعداءه..

فأسأل الله سبحانه العظيم أن ينصر جيشنا، ويقبل قتلاه والضحايا عنده شهداء، ويشفي الجرحى والمرضى، وأن يجمع كلمتنا على الحق، وأن يبصِّرنا بعيوبنا وصلاحنا، ويتولانا ولا يكلنا إلى أنفسنا طرفة عين، ويصلح كل شأننا.

كتبه
نزار بن هاشم العباس
ليلة الخميس ٢/المحرَّم/١٤٤٥هـ
الموافق ٢٠/يوليو/٢٠٢٣م

https://www.tgoop.com/shnizaralabbas



tgoop.com/shnizaralabbas/1399
Create:
Last Update:

بسم الله الرحمن الرحيم

[نصيحــةٌ وُدِّيَّــة]

مِن مُشكِلاتِنا في المجتمع السوداني


الحمد لله رب العالمين، وصلَّى الله وسلَّم على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد؛

فالإنسان السوداني -حفظه الله ووفقه لكل خير- إنسانٌ طيبٌ إن شاء الله وعلى سجيَّته، لكنَّه -إلا من رَحِمَ الله وعصَمَ وأنقَذَ- في ذات الوقت سببٌ رئيسٌ في كثيرٍ من إشكالات وتأخُّر السودان وعدم تقدُّمه ورِفعتِه في بعض المجالات.

وعلى سبيل المثال: تدخُّله في عمل جنود الجيش السوداني -نصَرَه الله- في الميدان وحربِه، وهذا حقيقةً يُبْرِز شخصية المواطن السوداني أنَّه -إلا من رَحِمَ الله- يتدخل ويتكلم فيما لا يعنيه فيُفْسِد ولا يُصْلِح..

بدءاً بِدِين الله الإسلام؛ تجد كثيرين يتكلمون في الإسلام بلا علمٍ ولا وعيٍ، فشوَّهوا الإسلام وأهله بأعمالٍ وأقوالٍ وتطبيقاتٍ تخالِف الإسلام..

وهكذا يتكلم في كل صغيرةٍ وكبيرةٍ، وكلٌّ يريد أن يكون زعيماً، وقائداً، ومتحدثاً، وخطيباً، وفقيهاً، وطبيباً، و... إلخ!! وهو لا يملك أدنى مقوِّمات تلك المهام..

ويريد أن يكون تاجراً كبيراً وهو لا يعلم الحلال والحرام في التجارة ولا يَعرف أخلاق التجارة وآدابها؛ فظَهَرَ تجَّار السوء، والجشع، والاستغلال، والاحتيال، والكذب، وهكذا فَقِس في السياسة وكل شيء -إلا مَن رَحِمَ الله وعصَمَ-..

فهنا حقيقةً فوضى عارمةٌ في كل شيءٍ وباب، ومع هؤلاء وأولئك جماعاتٌ من الإمِّعة (والإمعات) زادوا الفساد فساداً، والشرَّ شرَّاً، والخَرْق خَرْقاً على الراقع...

فليس هنالك مِن علاجٍ ودواءٍ ناجعٍ لهذه الشخصية السودانية وغيرها والطباع غير الحميدة إلا بالرجوع الصادق إلى الله وإلى دينه الإسلام الحق؛ الإسلام الصحيح النقي من كل أمراض الجهل، والأحزاب، والطوائف، والفِرَق، والجماعات الضالَّة والمضلِّلة للأمة.. ثم الاستقامة على هذا الإسلام وتطبيقه في الحياة في كل صغيرةٍ وكبيرةٍ، مع الاجتماع عليه على قلب رجلٍ واحدٍ وكلمةٍ سواء واحدة..

وحينها نَعْلَم أنه "مِن حُسْنِ إسلام المرء تركُه ما لا يعنيه" [حديث صحيح]، ونَعْلَم أيضاً "ألَّا ننازع الأمر أهله" [حديث صحيح].. والمراد بالأمر كل أمرٍ وَفَّقَ الله له مَن شاء مِن عباده وساقَهُ إليه، سواء كان أمر قيادة دولة، أو قيادة جيشٍ وحرب، أو قيادة علمٍ وفقهٍ شرعيٍّ ومرجعيَّةٍ معتَبَرةٍ مأمونةٍ... إلخ.

وهذا لا يعني ألا نصحِّح الأخطاء وألا نتناصح فيها بالطرق الشرعية السليمة لا بالفوضى والعشوائية وحشر الأنوف بالكلام بلا وعيٍ وإدراكٍ ومنهج سويٍّ أَمَرَنا الله بالسير والاستقامة عليه قال الله تعالى: ((لكلٍّ جعلنا منكم شرعةً ومنهاجاً))، وقال تعالى: ((وأنَّ هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه))، وحَذَّرَنا من مخالفة صراطه وطريقه الذي لا صلاح ولا سعادة لنا إلا به في الدنيا والآخرة وبه تُوَحَّدُ صفوفنا وكلمتنا ويتحقق به اجتماعنا على الحق فخالِقُنا سبحانه أعلم بنا وبصلاحنا ((ألا يَعلم مَن خَلَقَ وهو اللطيف الخبير)).

فإذا خالفنا ذلك ولم ندركه ولم نتيقن به وأهملناه ولم نستقم عليه واتبعنا سبيلاً وصراطاً غير صراط ربنا وسبيله فإنَّا إِنْ لم يتغمدنا الله برحمته وفضله سنهلك، ونضلُّ، ونتفرَّق، ونختلف، ونضعف، ونَذِلُّ، وسيتسلط علينا كل عدوٍّ وغاشم ((ولاتتَّبعوا السبل فتفرَّق بكم عن سبيله)).

وهذه الحرب -نَصَرَ الله جيشَنا وشعبَ السودان- فيها درسٌ وعبرةٌ للجميع، ودعوةٌ لوقفةٍ صادقةٍ مع أنفسنا ومسارنا وانتمائنا كيف هو للإسلام؟! ووقفةٌ مع أخلاقنا وتصرُّفاتنا؛ "فالمصائب -للمُوفَّق- دواء وعلاج المعائب"، ودعوةٌ للتحرر من كل الحزبيات والعصبيات والجاهليات المقيتة التي فرَّقَتْ أهل السودان -إلا مَن رَحِمَ الله وعصَمَ- وسلَّطَت عليه أعداءه..

فأسأل الله سبحانه العظيم أن ينصر جيشنا، ويقبل قتلاه والضحايا عنده شهداء، ويشفي الجرحى والمرضى، وأن يجمع كلمتنا على الحق، وأن يبصِّرنا بعيوبنا وصلاحنا، ويتولانا ولا يكلنا إلى أنفسنا طرفة عين، ويصلح كل شأننا.

كتبه
نزار بن هاشم العباس
ليلة الخميس ٢/المحرَّم/١٤٤٥هـ
الموافق ٢٠/يوليو/٢٠٢٣م

https://www.tgoop.com/shnizaralabbas

BY الصفحة الرسمية للشيخ نزار بن هاشم العباس




Share with your friend now:
tgoop.com/shnizaralabbas/1399

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

A Hong Kong protester with a petrol bomb. File photo: Dylan Hollingsworth/HKFP. The optimal dimension of the avatar on Telegram is 512px by 512px, and it’s recommended to use PNG format to deliver an unpixelated avatar. As the broader market downturn continues, yelling online has become the crypto trader’s latest coping mechanism after the rise of Goblintown Ethereum NFTs at the end of May and beginning of June, where holders made incoherent groaning sounds and role-played as urine-loving goblin creatures in late-night Twitter Spaces. Those being doxxed include outgoing Chief Executive Carrie Lam Cheng Yuet-ngor, Chung and police assistant commissioner Joe Chan Tung, who heads police's cyber security and technology crime bureau. In the “Bear Market Screaming Therapy Group” on Telegram, members are only allowed to post voice notes of themselves screaming. Anything else will result in an instant ban from the group, which currently has about 75 members.
from us


Telegram الصفحة الرسمية للشيخ نزار بن هاشم العباس
FROM American