tgoop.com/shnizaralabbas/1380
Last Update:
بسم الله الرحمن الرحيم
[الحثُّ على الاستجابة لدعوة قائد البلاد -وفقه الله- بالاستنفار والتعبئة لقتال البغاة المتمردين]
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد؛
فنسأل الله تعالى أن يوفق رئيس البلاد وقائد جيشها لكل خير، وأن يجعله مفتاح خيرٍ ومغلاق شرٍ، وأن ينصر جيش البلاد الباسل على كل الأعداء ويجعله ذخراً للإسلام والمسلمين، وأن يُمدَّه ويعينه بمدده وحماه.
أما بالنسبة لهذه المطالَبة والدعوة والنداء من قائد البلاد -وفقه الله- لشباب البلاد فهي دعوة استنفارٍ للدفاع عن النفس، والعِرض، والبلاد، والأموال، والممتلكات، ومواجَهة المؤامرات على السودان وصدِّها.
وهذه صورةٌ من صور الجهاد والقتال في سبيل الله تعالى -كما بيَّنَ أهلُ العلم(١)- واستنفارٌ للمسلمين وشبابهم لرفع راية هذه الشعيرة العظيمة للدفاع عن الدين والبلاد والعِرض، ودفعِ العدوِّ الصائل والباغي بكل أنواع البَغْي والخارج على المسلمين والمتآمر مع خونة الداخل والخارج لتدمير بلادنا -حرسها الله وسائر بلاد المسلمين-.
قال الله تعالى: ((وقاتِلُوا في سَبِيلِ الله الَّذِينَ يُقاتِلُونَكم ولا تَعْتَدُوا إنَّ الله لا يُحِبُّ المُعْتَدِين))، وقال تعالى: ((وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِله فَإِنِ انتَهَوْا فَإِنَّ الله بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)).
• فَعَلى شباب المسلمين ورجالهم القادرين على حمل السلاح ومعرفته (إلا من له عذرٌ معتبَر) الاستجابةُ لهذا النداء والاستنفار طاعةً لله تعالى، وعدم التباطؤ والتثاقل ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ الله اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ))، وقال -صلى الله عليه وسلم-: "وإذا استُنفِرتم فانفِروا" [متَّفقٌ عليه]؛ للدفاع عن أنفسهم وأهليهم وأعراضهم وبلادهم وممتلكاتهم في العاصمة الخرطوم ونواحيها (وكل مناطق البلاد المختلفة التي تتواجد فيها هذه المليشيا الخارجة المفسدة الباغية)، وذلك تحت توجيه وإمرة جيش البلاد وقادته ومن يجعلونه في إدارة هذا النفير -حفظهم الله جميعاً-.
• وعلى بقية الشباب والرجال في بقية أنحاء السودان -التي لم تَصِلها اعتداءات وإفساد هذه المليشيا الباغية- إعداد عدَّتهم بالتدريب والتهيئة في معسكرات الجيش والالتحاق بها تحسُّباً لكل شيء، وليكونوا مدداً وعوناً لإخوانهم عند الحوجة إليهم في مكان الحرب والثغور، وكل ذلك تحت توجيه وإمرة وإدارة جيش البلاد في مناطقهم، محتسبين كل ذلك عند الله مخلصين نيتهم له وحده لا شريك له؛ طلباً لرحمته ومغفرته والشهادة في سبيله، وعملاً بدينه، واستجابةً لأمره؛ دفاعاً عن حياض الدِّين والأهل والعِرض والأرض والشرف والأموال، ودفعاً لعدوان عدوِّنا المعتدي في الداخل والخارج، ودحراً بحول الله وقوته لمؤامراته ومكره وكيده.
قال الله تعالى في كتابه الكريم: ((وَمَا لَكُمۡ لَا تُقَاتِلُونَ فِی سَبِیلِ لله وَالمُسۡتَضۡعَفِینَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالۡوِلۡدانِ الَّذِینَ یَقُولُونَ رَبَّنَا أَخۡرِجۡنَا مِنۡ هَذِهِ الۡقَرۡیَةِ الظَّالِمِ أَهۡلُهَا وَاجۡعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِیࣰّا وَاجۡعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِیرًا)).
• وعلينا أن نعلم أيها المسلمون ويا شعب السودان أنَّ الجهاد هو ذروة سنام الإسلام، وأعظم شعيرةٍ بعد الإيمان بالله وتوحيده وفرائض دينه، وهو طريق الكرامة ونيل الأجر والشهادة من الله تعالى ممن أراد سبحانه اصطفاءه واختياره لهذا الشرف العظيم والكرامة الجليلة؛ قال الله تعالى: ((إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ الله الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ وَالله لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ)).
وقال سبحانه: ((وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ الله أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لا تَشْعُرُونَ))، وقال -صلى الله عليه وسلم- في فضل الشهيد ومكانته عند الله: "للشهيد عند الله ستُّ خصال: يُغفر له في أول دُفعةٍ من دمه، ويُرى مَقعده من الجنة، ويُجار من عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبر، ويُحلى حُلَّة الإيمان، ويُزوَّج من الحور العِين، ويَشفع في سبعين إنساناً من أقاربه" [أخرجه الترمذي وابن ماجه واللفظ له].
وهذا وغيرُه من الخير في الدنيا والآخرة لِمَن أخلصَ النية لله وجاهد لتكون كلمة الله هي العليا، لا لدنيا، ولا لعصبية، ولا لقَبَلية، ولا لسلطة، ولا لشهرة وفخر، وإنما لله وحده لاشريك له وفي سبيله ((إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ الله أُوْلَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَةَ الله وَالله غَفُورٌ رَحِيمٌ))....
BY الصفحة الرسمية للشيخ نزار بن هاشم العباس
Share with your friend now:
tgoop.com/shnizaralabbas/1380