tgoop.com/shnizaralabbas/1064
Last Update:
[حكم كتابة الثالوث، ونصيحة بوجوب التمسك بدين الإسلام]
سؤال: ما حكم كتابة الثالوث؟
جواب فضيلة الشيخ نزار بن هاشم العباس -حفظه الله ورعاه-:
لا يجوز لمسلمٍ يعرف الإسلام ويعتقد قول الله العظيم: ((وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ)) لا يجوز وحرامٌ عليه أن يكتب مثل هذا؛ لأن اسم الثالوث هو عقيدة النصارى الكفرية كما بيَّن الله تعالى: ((لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)).
فهذا مِن عظيم الجهل بالإسلام والعياذ بالله، وتضييعٌ لمعالم دين الله، وفيه خيانةٌ لهذا الدين وتغريرٌ وغشٌّ لغير المسلمين وعدم نصحٍ لهم حيث مثل هذا الفعل إقرارٌ وتقريرٌ لهم على كفرهم بالله الذي ندعوهم لخِلافِه مِن اعتناق دين الإسلام الحق.
علينا وعلى الجميع أن نعي أن الإسلام الحق ليس بحزبيةٍ وعصبية، وليس منظمةً أو فرقةً وطائفية.. وهذا دين مَن حَكمَ بلاد السودان بعد أن دخل الإسلام على يد صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على مر العصور والدهور، فلو خالفَته جهاتٌ أو تسلَّقَت عليه باسم الدين أو جعلَته مطيةً لمآرب شخصيةٍ أو حزبيةٍ أو طائفيةٍ تخالف الإسلام فهذا لا يعني أبداً أن نترك الإسلام أو ثوابته وعقائده وأخلاقه ومبادئه وسلوكه ومعاملاته؛ فهذا دين الله الذي أرسل الله به خير خلقه محمداً -صلى الله عليه وسلم- فالإسلام يدعو الناس للاجتماع على دين الله والتآلف عليه والحب في الله وحب الخير للجميع حتى لغير المسلمين أن يعتنقوا الإسلام، وليس الإسلام دين إرهاب أو دَموية، لكن الفرق التي انحرفت عن الإسلام الصحيح هي التي شوهت الإسلام وصُورَتَه، لكن دين الله الحق دينٌ عظيمٌ وعالميٌ ((ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ)).
فعلينا جميعاً أن نجتمع عليه ونوعِّي ونعرِّف الناس بجماله وعظمته وشموليته وصلاحه للعالمين في كل شؤون حياتهم.
ولابد من التنبيه لأمرٍ مهمٍ وخطيرٍ، وهو أن الدعوة السلفية هي دعوة الإسلام الحق لا علاقة لها مطلقاً بأفكار ومناهج الإرهاب والغلو والتطرف التي هي في حقيقتها منهج الخوارج الذي كان لكثيرٍ من الجماعات الإسلامية سببٌ رئيسٌ في نشره وتأسيسه كالقاعدة وداعش وجماعات الجهاد (والجهاد بريء منها). فالدعوة السلفية تبرؤ من هذه الطائفية والمناهج المنحرفة -ولو كانت بمسمياتٍ إسلامية- وتسعى لعلاجها ودعوتهم جميعاً للسير على منهاج الإسلام الصحيح. وراجع لمزيد بيانٍ كتاب (إعلام الأمة بأن حكم المظاهرات والثورات الحرمة)، ورسالة (ليس بالحق الواضح يا د. عارف ما كتبتَه تحت عنوان "الحق الواضح").
فهنالك من أهل الإسلام من يحب الإسلام ويحب رِفعته ويتمنى انتشاره، لكن انخراطه وانتماءه لهذه الجماعات والطوائف المخالفة للإسلام ودعوتِه جعله يسيء للإسلام ويشوه صورته ويحطم دوله ويصد غير المسلمين عن دين الإسلام بل يصد حتى المسلمين عن فهم الإسلام الصحيح، لكن لابد أن نقرر ونعتقد أن دين الله الإسلام هو الدين الحق الذي لا يقبل الله من الخلق كلهم ديناً سواه ((وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا * وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا))، وقال الله: ((وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا)). وقد أخطأ وجهل مَن ظن هذه الآية وهذا الخطاب للتخيير أو حرية اختيار واعتناق الأديان، بل هذا خطاب تهديدٍ ووعيد أن من اختار غير الإسلام فقد أَعْتَدَ وهيَّأ اللهُ له نار جهنم خالداً فيها أبداً كما هو نص وصريح الآية، فإذا ضم العاقل إلى ذلك قولَه تعالى في آل عمران: ((وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ)) عَلِم يقيناً أنه لا خيار ولا مجال نجاةٍ وسعادةٍ وفلاحٍ في الدارين إلا باختيار الإسلام الحق -عقيدةً ومنهجاً وعملاً وحكماً وتحاكماً- والسير عليه للفوز بمرضاة الله في الدنيا والآخرة ((وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)).
هذه هي الدعوة السلفية ومنهجها، تمثِّل دين الإسلام الحق لا علاقة لها بما يشيعه البعض ويَنسبه إليها مِن كل أفكارٍ مخالفةٍ وغلوٍ وتطرفٍ، بل تدعو الجميع على منهاج الكتاب والسنة بالعلم والحكمة والموعظة الحسنة بعيداً عن الشطط والشتم والسب وسيء الألفاظ؛
BY الصفحة الرسمية للشيخ نزار بن هاشم العباس
Share with your friend now:
tgoop.com/shnizaralabbas/1064