tgoop.com/shahidzaid/19428
Last Update:
🟢دروس من هدي القرآن الكريم
🔹في ظلال دعاء مكارم الأخلاق - الدرس الثاني🔹
ملزمة الأسبوع | اليوم الثالث
ألقاها السيد / حسين بدرالدين الحوثي
بتاريخ 2/2/2002م | اليمن - صعدة
〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️
لكن لاحظ هناك تربية إيمانية حقيقية في [إيران] وفي [حزب الله] ألم يتجه حزب الله لضرب معسكرات إسرائيل بعد التهديد؟ وهو مصنف في قائمة الإرهاب من زمان، من قبل أن يقال عن هؤلاء الدعاة إنهم إرهابيون. ماذا عمل؟ حزب في نفسه عزيز على الكافرين، وأذلة على المؤمنين حقيقة.
نقول لأولئك الدعاة: أنتم بعقائدكم من ضربتم أنفسكم، أما نحن فلم تكن ضربتكم ضربة لنا بل كانت شاهداً أعطانا قوة في إيماننا، وبصيرة في عقائدنا، وإلا لو كنا ننظر نظرتكم لاهتزت ثقتنا بالقرآن وبالإسلام كله، لأنكم كنتم تبرزون أمامنا كتلاً من الإيمان، كتلاً من الالتـزام حتـى فيمـا يتعلـق بالثوب والسواك، يحرك السواك وهو في الصف للصلاة التزاماً بالسنة، احتمال أن يكون المراد بأن السواك قبل الطهور، أو أن يكون أيضاً مقصوداً به قبل التكبير للصلاة، وأنت في الصف، فيخرج السواك من جيبه ويتمسوك، ويقصر الثوب!
هم يبرزون بأنهم ملتزمون حتى في أدق الأشياء، ثم تبخـرت كـل هـذه الأشيـاء أمام صرخة واحدة من اليهود. والذقن (اللحية) كان بقاؤها وإطالتها ركن من أركان الإيمان، ركن من أركان الإسلام، انطلقوا ليحلقوها سريعاً!
أذكر وأنا في مرة من المرات حول الكعبة قبل سنوات ورأيت شاباً يبـدو مـن ملامحه أنه لبناني بدون ذقن (لحية) وهو يقف بخشوع وهو يدعو الله دعاءً حاراً أن يرزقه الشهادة في سبيله.
وهؤلاء بذقونهم أين الشهادة في سبيل الله؟ وهم فئة لها قاداتها، لها إمكانياتها الهائلة، إمكانياتهم أعظم مـن إمكانيـات حـزب الله، إمكانيـاتهـم فـي اليمـن، وعددهم، أكثر عدةً وعدداً من حزب الله في لبنان، ثم لماذا لا نسمع أنهم يهتفون بشعار: الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، وأن يلعنوا اليهود.
كانوا يلعنون الشيعة. لماذا لا يلعنون اليهود؟ وهل الشيعة يشكلون خطورة بالغة على الإسلام أشد من أمريكا وإسرائيل؟ هم كانوا يلعنوننا ونحن هنا شيعة ضعاف مستضعفون فكانوا يلعنون الشيعة في مساجدهـم وعلى منابرهـم! لمـاذا لم ينطلقوا ليهتفوا بشعار:[الله أكبر | الموت لأمريكا | الموت لإسرائيل | اللعنة على اليهود | النصر للإسلام]؟ وهو شعار له أثره المهم، وأثره البالغ في نفوس اليهود والنصارى؟
لم نجد أي شيء من هذا، ولم نسمع أيضاً منهم كلاماً كثيراً عن فضح مؤامرات اليهود والنصارى، وتعبئة عامة للمسلمين ضـد اليهـود والنصـارى، تعبئـة ولـو فيمـا يتعلـق بجانـب الوعـي! لا شـيء، يل ضاعـوا هـم، وأصبحوا يلتجئون - كما يقال عن بعضهم - في الجبال، وفي المغارات، وانتهى الموضوع.
أريد أن أقول لأولئـك الذيـن يقولون: [كل أولئك الآخرون هم مسلمون، وهم على حق، لماذا ليس إلا نحن على الحق؟] نقول: أنظر هكذا تجلـى الحق عندهم ، ثم عـد إلـى القـرآن إذا كنـت تعتقـد أن مـا لديهـم هـو الحـق، وكنت تغتـر بكثرتهم فانظر إلى كثرتهم كيف تبخرت في مواجهة أعداء الله. والحق هو من الله، والحق جاء في كتاب الله، وتلك آيات كتـاب الله تصف المؤمنين، والجهـاد فـي سبيـل الله، والعزة في مواجهة أعداء الله، والاستبسال في سبيل الله هو من أبرز صفات المؤمنين. هل هذه فيهم؟ لا. أليسـوا هـم مـن تبخـروا أمام أعداء الله؟ فكيف بإمكانك أن تقول: أنهم على حق! انضم إلى صفهم لتكـون واحـداً مـن المهزوميـن. أو أنهـم متحرفون لقتال؟ لا. ينكمشون، وانتهى الموضوع.
يتبين لنا هنا أيضاً: بأن الله سبحانه قد بين للناس الأدلة علـى الحـق في كتابـه الكريـم، ثم الأدلة والشواهد على الحق في واقع الحياة، وفي ممارسات الناس جميعاً. إذاً فلا تغتر بكثرتهم. لا يخدعك ضجيجهـم، ولا تخدعـك ذقونهـم، ها هي تهاوت هذه الذقون سريعاً دون أن تعمل شيئاً.
لماذا وقفوا في وجه المؤتمر، وفي وجه الرئيس في الانتخابات من أجل أن يحصلوا على مقاعد في مجلس النواب؟ وإذا كانوا هم يرون أنه هو الذي انطلق ليوقفهـم عـن أن يقولـوا كلمـة في مواجهة اليهود والنصارى لماذا أطاعوه هنا وعصوه هناك؟ لماذا لم يقولوا له: لا؟ لماذا لم يقولوا له: لا يمكن أن نسكت حتى وإن لم نكن نحن مستهدفين شخصياً، أما وهم مستهدفون شخصياً - كما يزعم البعض - فبالأولى ألا يسكتوا. بالأولى أن يتكلموا، وأن يتحركوا.
BY مؤسسة الشهيد زيد علي مصلح
Share with your friend now:
tgoop.com/shahidzaid/19428