tgoop.com/shahidzaid/18237
Last Update:
دروس من هدي القرآن الكريم
🔹 لتحذن حذو بني إسرائيل 🔹
ألقاها السيد / حسين بدرالدين الحوثي
ملزمة الأسبوع | اليوم السادس
بتاريخ 7/2/2002م | اليمن - صعدة
〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️
{وَدَّت طَّائِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ} يتمنون وبكل لهف وشوق أن يضلوكم {وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ} (آل عمران:69) وعندما يكونون كما قال الله تعالى عنهم –يودون، فمن الطبيعي أنهم عندما يمتلكون كل وسائل الإضلال فإنهم سينطلقون إلى إضلالنا، فنحن هنا وجدنا فيما يتعلق بنموذج واحـد مـن أنبيائهم أنه النموذج الذي لا يسير وراءه الكثير من شبابنا في البلاد العربية.
أوليس اليهود هم من يصنعون للشباب نماذج يتعلقون بهم في مجال الفـن، فـي مختلـف مجـالات الألعـاب الرياضية؟ تجد الشاب هو من يتعلق ببطل في الأرجنتين، أو في البرازيل، أو في أي منطقة أخرى وهو يتنكر لكل أعلام تاريخـه، ولكل أعلام دينه، بل يتنكر للعظماء من أنبياء الله فلا يلتفت إليهم، ولا يعمل على أن يتحلى بأخلاقهم، والله هو من أمره، وأمر بقية الشباب المسلمين، أمر الناس جميعاً أن يؤمنوا برسل الله كما في آخر (سورة البقرة): {لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ} (البقرة:285).
لأن كل نبي مـن أنبيـائه هـو عَلَـم مـن أعلامـه، ويحتـاج الناس إلى أن يقتبسوا من هديه، أن يتأسوا به في مواقفه المشرفة، في مواقفه العظيمة، وكثير من أنبياء الله عُرضت لهم مواقف عظيمة جـداً وهـم مـا زالوا في مرحلة شبابهم، في فترة ريعان شبابهم كنبي الله موسى (عليه السلام) الذي تكررت قصته في القرآن الكريم كثيراً، كما تكرر الحديث عن فرعون أيضاً كثيراً، كما تكرر الحديث عن بني إسرائيل؛ لأن فيه أسوة، وليقال لنا: هذا هو نبي اليهود، الذي يؤمنون به، وهو نبي من أنبياء الله لكنهم أصبحوا بعيدين عنه. فهل أنتم يـا مـن آمنتم بموسى كما آمنتم بمحمد هل ستتركون محمداً، وتتركون موسى وعيسى وتسيرون وراء أولئك؟
نبي الله موسى (عليه السلام) لاهتمامه العظيم بأمر الدِّيـن، والفارق الكبير فيما بينه وبين أولئك الذين أصبحوا من بني إسرائيل يشترون الدنيا بالدِّين، يبيعون الدِّين بثمن قليل من الدنيا، كان للدِّين مكانته العظيمة في نفسه. أليس هو من استشاط غضباً عندما عاد ووجد قومه قد أصبحوا يعبدون العجل؟ ألقى الألواح وهي تلك الألواح التي ظل بكل شوق ينتظر الموعد مع الله ليتلقى منه الهداية، لكنه عندما عاد عاد غضباناً أسفاً، وألقى الألواح، وأخذ برأس أخيه يجره إليه - أخوه نبي الله هارون (عليه السلام) - انفعل انفعالاً شديداً، غضب غضباً عارماً حتى جر رأس أخيه هارون بانفعاله الشديد فقال له هارون: {يَا ابْنَ أُمَّ لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي} (طـه:94) هز بلحيته، وهز برأسه، وأخوه هارون هو الذي لم يقصر. هذه النفس التي يستـثيرها أن ترى ذلك الهدى، أن ترى تلك الأمـة التي هو حريص على هدايتها، ويعرف قيمة الهدى بالنسبة لها، أهمية الدِّيـن والهـدى بالنسبـة لها يراها تتحول إلى عجل، تتنكر لنعمة الله عليها يوم أنقذها من آل فرعون، يوم أن شق لهم في البحر طريقاً يبساً ليخرجوا ثم ينطبق البحر على أعدائهم، ثم يتجهون لعبادة عجل! غضب غضباً شديداً، انفعل انفعالاً شديداً.
هو نفسه من هدد قارون ذلك الذي كان لديه الأموال الكثيرة الطائلة، الذي قال الله عنه: {وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَـا إِنَّ مَفَاتِحَـهُ لَتَنُـوءُ بِالْعُصْبَـةِ أُولِي الْقُوَّةِ} (القصص:76) هل قال موسى عليه السلام: حاول أن تعطينا سلفة، حاول تعطينا من هذا ونحن سنعمل كذا، ونحن سنتمشى معك؟ هدده، وفي الأخير دعا الله عليه أن يخسف به وبداره الأرض، ولم يلتفت إلى ماله، ولم يصبح لقارون ولا لماله وزن عنده.
من هو ذاك منا الذي يغضب والعجول تُعبد؟ عجول من البشر! عجول من اليهود والنصارى تُعبد من دون الله! عجـول مـن الطاغـوت يسيـر النـاس وراءهـا فيعبدونها من دون الله! من هم أولئك الذين يغضبون لهـذا؟ هـل أحـد يغضب؟ اللهم لا ندري من هو الذي يغضب.
ما الذي أوصلنا إلى هذه الحالة؟ هي أننا حملنا النفسية اليهودية بين أكتافنا، تلك النفسية التي لا قيمة للدِّين عندها، والـذي لا قيمة للدِّين عنده لن يغضب إذا رأى الأمـة تعبُـد عجـلاً سواءً عجلاً من الفضة، أو عجلاً من البشر، لا يغضب. ألسنا نرى أن الشيء الذي هو غائب عن أوساط المسلمين هو الغضب لله؟ بل يصبح الاستسلام هو الحكمة، أن تهدأ، أن تسكت، أن تمسك أعصابك لا تغضب، هذه هي الحكمة، ودع الأمة كلها تعبد تلك العجول، وتعبد ذلك العجل الكبير في البيت الأبيض. أليس هذا هو منطق الحكمة داخل البلاد العربية؟ أمـا مـن ينفعل، أمـا مـن يغضـب، فإنـه أحمـق، وإنـه لا يقدّر مصلحة الأمة، وإنه لا يبالي بوضعية الأمة.
BY مؤسسة الشهيد زيد علي مصلح
Share with your friend now:
tgoop.com/shahidzaid/18237