Telegram Web
جر اللحون بصوته الناعم الترف
والخاطر التايب معاها تغوّى

ردّت له الذكرى ولا قاوم الذرف
يارب تعلم نيته ويش نوّى

سير الليالي لف وتخالف العرف
كنه على كبد المعنّا تلوّى

بريّح المكبوت وأستنطق الحرف
وإن كان يقوى الصمت حيل الله أقوى

أخييييه يامبنى على هاري الجرف
ينهار لو راعيه سوى وسوّى

الحب يغشى القلب م الطرف للطرف
مشاعره تقبل عليه وتطوّى

تقبل عليه أسرع من الرمش لا رف
والبين يجلس فوقها ويتبوّى

صالح الأثربي
شاعر سعودي
أتمنى من الأعضاء الكرام اللي يعرفوا لستات كويسة وممتازة لزيادة وحفظ متابعين القناة
أتمنى يرسل لي على المعرف الخاص بي @zenadao
وبكون ممتن له كثيرا

محبكم دائما:
شاعر الحياة( زندان التهامي)
إني بليتُ بقلبٍ لا ينام و إن
نامت عيوني فقلبي كله سهرُ

ما أطول الليل إذ يمضي كقافيةٍ
عجراء في صفحة للنار تنتظرُ

إني نذرت حروفي للرماد ولو
سطرت ما عجِزت عن رسمه الفكرُ

فليس في الشعر إلا الجرح يعرفني
ما أوجع الشعر بالأوجاع يعتمرُ

يموت كل رفاقي في الطريق وما
غيري تبقَى كلحنٍ ملَّه الوترُ

يا موت خذني فماذا يرتجي رجلٌ
أحبابه في جدارٍ يابسٍ صورُ

و ليس يملك لا حلما و لا وطنا
ما أثقل العمر إنْ للحلم يفتقرُ

وما أمرَّ حياة المرءِ في سفرٍ
وإن أيام قلبي كلها سفرُ



زنداني التهامي
٢٠١٨/٣/١٢
تمرُّ على كل شيءٍ ويبلى
ويصبحُ شيئًا قديما
سوى ما حكاه ابنُ سقاءِ ماءٍ بأرضِ العراق،
وما قاله رجلٌ زمَّهُ ذات يومٍ هناك خيالٌ بعيدٌ فقالَ وأصبح أسطورةً في البيان

......

تمرُّ على كل شيءٍ ويبلى
وتبقى الطفولةُ شيئا بديعا
تُقبِله فتزيدُ اشتياقًا
وتحضنه فيزيدُ احتياجك حضنَ الحنان.
.......

تمرٍُ على كل شيء ويبلى
ويبقى هناك وراءَ الحياةِ غموضٌ لذيذٌ تَسَتَرَّ من خلفه وجعٌ لا يزولُ يرافقُ معناك منذ البدايةِ،
ما عدتَ تدري:
أخالقُه أنت؟!
أم أنه خالقٌ لك من نبضاتِ الحنينِ إلى اللامكان.
.......

تمرُّ على كل شيء ويبلى
ويبقى بأُذنيكَ طعمٌ تذوقتُه بعد أن نلتَ منه بكل قواك العظيمة
أدخلتَ في جرحه عمقَ معناك
ناولته بيديك الحرائقَ
أشعلته واشتعلت
وآويته كي يموت التشردَ
لكنه لحلاوتهِ تتشردُ فيه وتأكلُ من نخبه دائما وتحبُ المكان.
......

تمر على كل شيء ويبلى
ويبقى النبي المحاصر فيك جديدا
يفلسف -ما يستطيع- الأغاني
ويصرخُ:
الله،
بعد بكاء الكمان.
......

تمر على كل شيء ويبلى
وقد لا تمر كثيرا
ولكن أشياء هذا الزمان تموت سريعا وتخنقُ دهشةَ هذا الصبي المشاغبَ فيكَ،
ولكنه لا يموت لأنَّ الصبي الزمان.


زندان التهامي
كيف نخفي حبنا والشوق فاضح
وفي ملامحنا من اللهفة ملامح
عاشقين ونبضنا طفل حنون
لو تزاعلنا يسامح

#اختلفنا #مين #يحب #الثاني #أكثر
لم أنسَ،
ما زال عطركِ في شنطتي لا يموت،
أُخبيه عن أعين الناظرين الذين يلومون قلبي الحنون على شنطتي،
ولا يعرفون لماذا..!!
ولم أنسَ شيئا كما قلتُ بالأمس،
بل صرتُ أكثر ذكرى،
فكفكِ تلك الصغيرة أحضنها دائما
وأرانا نمرُّ سريعا بدون اكتراثٍ لأعينهم،
هكذا واثقَينِ نمر بكل جمال
ولم أنس أيضا،
يذكرني قمرٌ كان يرعى لقانا السماوي فيه،
وكان يقبلنا بحنانٍ عجيبٍ.
ترى كيف صاموا عن الحب قومٌ
وعاشوا؟!
ونحن نموتُ إذا غاب حبٌ ألفناه أو مات في غفلة عن عيون القلوب؟!
أراك هنا الآن
سبحانه القلب حين يعود إليكِ
ويبكي
ويشتاق أكثر
ولكنَّ سبحانه لا يفوق علاكِ الذي دائما يتفتح إن عاد قلبي إليه.
وسبحانه القلب حين يحن كثيرا
وسبحانه إن تعالى الحنين الذي لا شريك له في الطريق إليك.
وسبحانه كيف يُخلِصُ جدا بكل مكان
ويعشق أكثر في كل يوم يطل عليه.
ويعشق يعشق يعشق حتى يموت من العشق،
لا يرعوي أبدا أو يخاف على ذاته،
عاش مجنون عشقٍ،
فإن مات يوما
فقولوا:
لقد مات عشقا.



زندان التهامي
◆♬شاعر الحياة♬◆
(دمعة في بداية الضياع) في نهايةِ هذي السهامِ الكثيرةِ من عمري المُتغَرِبِ في كل وادٍ تحسستُ قلبي سألتُ و قد كان يحملُ عكازَه و حقائبه شاردا قلتُ همسا إلى أين يا قلب؟ قال إلى حيث يمكن للصمتِ أن يحتويني، فإني تعبتُ كثيرا من العيشِ في بقعةٍ لا يراها الإلهُ…
(دمعة في بدايةِ الضياع)

في نهايةِ هذي السهامِ الكثيرةِ من عمري المُتغَرِبِ في كل وادٍ
تحسستُ قلبي،
سألتُ -وقد كان يحملُ عكازَه و حقائبه شاردا-
قلتُ همسا:
إلى أين يا قلب؟
قال إلى حيث يمكن للصمتِ أن يحتويني،
فإني تعبتُ كثيرا من العيشِ في بقعةٍ لا يراها الإلهُ ولا الأنبياءُ و لا العالمُ المتقدمُ،
لا أحدٌ يحتويها و لا أحدٌ حين أظلمَ هذا الزمان أضاء لها،
تركتها جميعُ الدنا تتحسسُ مصباحَها ثم تكسرهُ بأصابعِها الحجريةِ،
تفتحُ نافذةَ الفجرِ تُغْلِقُها ملكيةُ عصرِ الوحوشِ الجديدةِ،
تصنعُ فنجانَها ثم تسكبُه قبل أن تتمكن من شربِ قطرةَ بُنٍ
و تسمع فيروز كلَ صباحٍ ولكنها لا تحن إلى أي شيء لقد مات فيها الحنين سوى للمزيد من الجرح،
'إنَّ الظلامَ هنا أبديٌ كهذا الزمانِ الذي لا يزول'
يقولُ فؤادي:
في رحلتي سوف أنزعُ روحي سهما فسهما
فإني غرستُ بكفي سهامَ البلادِ،
الرفاقِ
الحبيباتِ
والأنبياءِ
وها أنذا الآن أنزعُها صرخةً صرخةً
وأموتُ كثيرا
مع الوقتِ حتى
أودعَ عامي الجديد..


زندان التهامي

2019/12/17
(إلى طفلةٍ تكبرُ الآن)


أنا مثلكِ الآن
انظرُ للعابرين إلى حيثُ لاشيَء غيرَ الثلوجِ التي لا تذوبُ
وأسألُ نفسي:
هل سوف تذهبُ بعد غدٍ مثلَهم للتزلجِ في مفرداتِ الجليد؟
أم ستصبِحُ دبا يُغطيه فرو كثيف؟!

أنا مثلكِ الآن
أقرأُ وجهَ أبي وهو يَصْرِفُ أنظاره خيفةً أن يرى وجه أمي فَيشتاقُ ماضيهِ
إذْ كان يأكلُ من طبقٍ ناعمٍ
وتعاتبه جيدا إن رأت فيه ما يشبه البردَ،
لكنها اليوم لا تحتفي وهي في الأربعين بغيرِ نظافةِ منزلها وأبي هائمٌ في دروبِ الرغيف


أنا مثلكِ الآن
أكبرُ شيئا فشيئا
وأسأل:
كيف نُودعُ أجزائنا كلَ يومٍ؟
ونطرحُ ما كان لازمةً للحياةِ ونمضي إليها خفافا،
وفي داخلي فيلسوفٌ قديمٌ ينبؤني كيف أغدو غدًا
كيف أحملُ كيسَ الدقيقِ إلى البيت،
كيف أُعلمُ أطفالي الأبجديةَ،
كيف أُحبكِ من غير صوتٍ،
وكيف أُغيرُ حبي بما تقتضيه المشيئةُ للوقتِ،
كيف أُفسر أخطائي الماضوية
إذ أصبحت -بعد أن كنتُ أُجزِم أنَّ ملامحها لم تكن غير كل الصواب- ذنوبا
كيف أقنعني الوقت أن صوابي في ذلك العمر أصبح ما يشبه الخطأ العفوي هنا؟!
فأدركتُ أنَّ لكل حياةٍ صوابٌ جديدٌ وذنبٌ طريف


أنا مثلكِ الآن
أقرأُ ما أستطيعُ لأعرفَ لون الحياةِ
وفي كل يومٍ أصادفُ لونا جديدا
فاحتار:
كم مرةً ستُغير هذي الحياة لنا لونها؟!
لم أجد رقما واضحا
رغم أن الحياة هنا دائما مثل طعم الخريف


أنا مثلكِ الآن
لا أتخيلُ أن يصبح الوقت تكتكةً في الجدارِ
ويصبحُ قلبي نبيا بلا تابعين
وليلي زمانٌ بلا دمعةٍ
وبلا أغنياتٍ تُحرِكُ في داخلي
الرقص والشجن العالمي
وأصبح من بعد هذي الحياة
كنافذةٍ تشبه الانتظار الرزين لما يجهل الشوقُ في داخلي
حينها أتعلَّمُ في تعبٍ
أن لوني هو الانتظار
وفي الانتظار حياة لمن ينشدون البعيد النظيف

زندان التهامي
2020/6/21
من روائع الفنان اليمني محمد مرشد ناجي


https://youtu.be/tH1_rbF19mU
‏ذَهبتُ و هيهات أني أعود
فهل عاد يوما زمان الجدود

و غيرتُ قلبي الصغير الحزين
بقلبٍ عنيدٍ يُحِبُ الصدود

و سافرتُ خلف الغيوم التي
تُروي فؤادي بماءِ الجمود

نسيتُ فمي في مكانٍ غريبٍ
به كان يعطيكِ رغم الجحود

و هاجرتُ من غربتي للسماء
فيا عالم الأرض لا لن أعود

زندان التهامي
٢٠١٩
◆♬شاعر الحياة♬◆ pinned «أحاول أني أحرر روحي من الأسر فتأسرني فكرة التحرر أتخلص منها وأفكر أن أعيش فقط فتأسرني فكرة العيش بكل ما فيها من غموض وتناقض أنسى أن أعيش فيحررني النسيان ليأسرني هو أيضا في غربة الأبد، لعنت الحرية ولعنت الحياة الأسيرة وفكرت بالانتحار فاستعبدتني مخاوف المصير…»
◆♬شاعر الحياة♬◆
أحاول أني أحرر روحي من الأسر فتأسرني فكرة التحرر أتخلص منها وأفكر أن أعيش فقط فتأسرني فكرة العيش بكل ما فيها من غموض وتناقض أنسى أن أعيش فيحررني النسيان ليأسرني هو أيضا في غربة الأبد، لعنت الحرية ولعنت الحياة الأسيرة وفكرت بالانتحار فاستعبدتني مخاوف المصير…
ليس من السهل أن تنسى لتتحرر
يحتاج منك الأمر العديد من المحاولات
ورغم أن محاولات النسيان إعادة لكل ما يوجع
ولكن النتيجة النهائية كتلة من اللامبالاة بشيء سوى بلذتك وضحكتك مع اللاشيء.

زندان التهامي
أفضل قناة في اليوتيوب يمكنك من خلالها أن تصبح شاعرا
أنصحكم بمتابعتها


https://youtube.com/c/Hamedjwainah


مع أفضل التحايا :
شاعر الحياة
【 سجدة في حضرة البهاء】

لا أستسيغُ الكلامَ بحضرةِ أمي،
ولاأستسيغُ السكوت،
ففيها جلالٌ تَخِرُّ له الروحُ ساجدةً،
تتطلب العفو عن عثراتِ الكلام أمام البهاءِ الإلهي
في عين أمي،
وجبهتها،
واليدين التي تشبه البحر،
والأغنياتِ التي تشتهي شفتيْ أجمل العازفين حكايتها للحياة.

ما الذي قد أقول؟!!
بربك قُلْ لي يا حرفُ
يا ذنب قلبي الشغوف
ويا خطأي في سماء اللقاء الجلي
بكعبةِ روحي وقبلتها في زمان الضياع.

أمــــي
وأصمتُ..
ثم أعيدُ الكلامَ..
وأصمتُ..
ثم أعود إلى دفتري كي أقول الحقيقةَ لا ريب فيها:
أنا أيها الدفتر المتوهجُ بالورد
لا أنت تفهمني،
لا الحياةُ،
ولا الناسُ،
لا أعظم العاشقين،
ولا أعظم العاشقات،
إذا قلتُ أني:
الهباء الذي أوجدتْهُ،
الظلام الذي نورتْهُ،
الضياع الذي لملمتْهُ،
الضلال الذي أرشدتْهُ،
الشقاء الذي أسعدتْه،
وأني لولا اليدين النبية كنت العدم،
فليس لقلبي سوى قلبها أولِ الأصدقاء وآخرِهم والحياةِ التي لا تعيها الحروف.

زندان التهامي
2016/3/21
إذا بدأ الله جرحكَ
من يا ترى سوف ينهيه،
أو من يعينك؛
كي تحمل الله في روحك المتعبة؟!

إذا حارب الدهر معناك..
من يستطيع بهذا الفضاء الفسيحِ
بأن يتصدر حربك؛
كي ينصر الحلم فيك،
ومن يا ترى قد يكون لحلمك ذا مقربةْ؟!

إذا طاردتك الجيوش الجديدة،
من أين تلقى لمعناك أرضا تليق به،
والبلاد كما هي من ألف نوح معذبةً مُسغبةْ؟!

إذا لم تكن عاشقا جيدا،
كيف يسطيع قلبك أن يجلب الحب أو يكسبه؟!

إذا لم تكن مؤمنا جيدًا،
كيف يعرفك الوحي؟!
كيف ستخشاك هذي القباب الكثيرة؟!
كيف ستجلب للناس دينا جديدًا
ومن يسمح الآن أن تجلبه؟!

إذا لم تكن سارقا جيدًا،
كيف يمنحك الضوء أبصاره،
والجميع يرى الآن بالأعين الكاذبة؟

إذا لم تكن كافرًا جيدا،
كيف تشرب أفكارك الآن نخبا فنخبا؟!
وتضحك من حزنك الأبدي العظيم،
ولا نخب للمؤمن الجيد الحق،
لا بسمة غير أحقاده المرعبة

إذا لم تكن مستحيلًا،
لماذا إلى الآن لم يعرف الحظ بابك،
لم يثمر الحلم دربك،
لم تتجزأ رؤاك الكثيفة،
لم تتقن الرقص في كل ساح،
ولم تك للممكنات الكثيرة غير خيال بعيدٍ يعذبها ثم تصرخ ما أصعبه..!!

إذا لم تكن ممكنًا،
كيف تحيا بهذا الزمان
الذي فاق قدرة عقلك في الفهم؟!
كيف تعيش كما الناس؟!
كيف تواصل سيرك من غير قصد؟!
وكيف ترى في الهلاك النجاة؟!
وتشعر بالانتشاء العظيم
ولا تستحي من بلادك شَحَّاذةً متربة؟!

إذا لم تكن شاعرا جيدا،
كيف تسترسل الآن
حتى تُفَصّلَ جرحك أكثرَ
والجرح آيةُ إنسانك المتشردِ،
من حقه أن تغامر فيه وأن تكتبه؟

زندان التهامي
٢٠٢٢/٣/١٧
مناجاة

أوجعتني الحياة يارب قل لي
كيف تحلو الحياة من غير ذكرك

ليس لي في الحياة يا قلب إلا
دمعة في الدجى وليدة وزرك

أنت عذبتني وأشقيت عمري
وأذقت العيون من حر جمرك

وأرقت الدموع لا ماء فيها
غير نارٍ تسري بمجمر نحرك

آه يا قلب ليتني كنت حرا
لمنعت الدماء من باب حِجرك

لأرحت الحروف منك و مني
ولأغمدتها رماحا بصدرك

عذبتني مواجعي في مساءٍ
لا يعي ما أقول..
لا ليس يُدرك

كم تجرعت كأسه وهو مرٌ
ومن الهم ما يَجيئُ لكسرك

يا إله المساء ماذا دهاني
فبرغم الذنوب ما كنت مُشرك

يا إله الدجى مسائي طويل
كيف أجلوه و هو يرسو بأمرك

احملِ الليل عن فؤادي و مُر لي
يا إله الحياة من بعض صبرك

نفد الصبر وانتهت حيلة العمر
وأشقى الفؤاد آلام هجرك

سيدي سيدي أنا منك عبدٌ
ضاع يبغي النجاة فامنن بيسرك

وأرِحهُ من الضياعِ و خذه
نحوك الله كي يرى نور فجرك

زندان التهامي
2016/5/6
(البيضة المهووسة)


إنهم يدعونك كثيرا في هذا الشهر أن تتقبل صيامهم وقيامهم،
حتى أنهم يروون أن سلفهم الصالح كانوا يقضون السنة يدعون الله إما في أن توفقهم لاستقبال رمضان، أو أن تتقبل منهم صيامهم وقيامهم،
وهكذا هم لا زالوا سائرين على طريقة سلفهم،
لم يفكر أحد منهم أن يدعوك كي تتقبله هو بخطئه وصوابه وبيقينه وشكه،
بدلا من أن تتقبل صيامه وصلاته الخالية منك تماما..
إنهم في هذا الشهر يفكرون بطريقة تجارية بحتة، يضربون كل حرف من القرآن بعدد الحسنات التي سيحصلون عليها،
أصبحت حين أسمعهم يتحدثون عن جمع الحسنات بهذه الطريقة؛ أتذكر اللعبة التي تحبها أختي الصغيرة في هاتفها، فهي كلما جمعت قدرا أكبر من القطع الذهبية؛ تتقدم أكثر في اللعبة، حتى تدخل في النهاية البيت الذهبي بفضل قطعها الذهبية الوفيرة التي جمعتها عن طريق اجتياز العقبات في لعبتها، هم كذلك تماما،
إنهم يعتقدون أن الأمر كله في الحسنات والسيئات؛ لذا أصبح لديهم طرقا لجمع الحسنات بسرعة مذهلة تمنكهم من السكن في أعلى فراديسك في الجنة.
إن دينك كله يارب، لم يعد سوى حسنات وسيئات بفضل مشرعي المذاهب وواضعي الأحاديث التي تذهلني دائما، وهي تسهل لي امتلاك الجنة بطريقة مذهلة، إنه بمجرد أن أُسبِّحَ بكلمة ما؛ تغرس لي نخلة في الجنة، وهكذا في المقابل كلمة واحدة يمكنها أن ترسلني إلى قعر الجحيم.
إن دينك كله أصبح بهذه الطريقة يا رب، بل إنهم يقولون أيضا أنه بأكمله خمسة أركان فقط حين يفعلها المرء سيدخل الجنة فورا...
على أية حال،
أنت تعرف كل شيء يارب،
لا فائدة أن أقدم لك ماذا يفعلون أو كيف يعتقدون،
فأنا لم أأتي إليك من أجل هذا،
إنني أتيتك من أجل موضوع مهم،
أعرف مدى انشغالاتك، ومدى كبر اهتماماتك،
أعرف جيدا كيف إنه لأمر مرهق أن تتولى إدارة هذي الأكوان الفسيحة، وبالذات هذا الكوكب الذي نعيش فيه نحن بنو الأرض أو بنو آدم كما يحبون تسميتنا هؤلاء الذين حدثتك عنهم.
أنت الله وأنا أعرف جيدا مدى سعتك وعظمتك،
عفوا..
أكذب حين أقول أعرف جيدا مدى سعتك وعظمتك،
فأنا لم أعرف بعد، ماذا يدور فقط في جهازي العصبي الذي ترهقه أموري الحياتية فضلا عن بقية الأجهزة..
فكيف لي أن أعرف مدى عظمتك وأنت تدير العالم منذ لحظته الأولى ولم يظهر به خلل واحد للان؟!
أنا واحد من مليارات البشر في هذا العالم الواسع
الذي لا أعرف طرفه أبدا، بل لم أعرف منه لحد الآن سوى حدود بلادي التي لا تتعدى 555ألف كيلو متر مربع وبشكل ناقص أيضا.
أنا ذرة متناهية الصغر، حشرة صغيرة تتطير عدة سنتيمرات وتتعب؛ فتحط بشكل عشوائي في أماكن لا تعرفها، أنا أعرف جيدا مدى صغري ولا أعرف أبدا مدى سعتك وعظمتك وحدود صبرك التي لا وجود لها، ولكني كعادتي لا يمكنني أن أتخيل شيئا بلا حدود؛ فوضعت حدودا وأركانا لكل شيء، ابتداءً من دينك الذي اخترعتُ حدوده، وانتهاءً بأركان غرفتي الأربعة؛ لأنه من الصعب عليَّ جدا أن أفهم أمرا لا حدود له؛ لأنك خلقتني محدودا منذ البداية،
فسامحني حين أقول افتراءً: أعرف حدود صبرك، وأنا الجهول الذي لا علم له بشيء.
أنا يارب إنسان،
وهذا أجمل ما يمكن أن أصف به نفسي أمامك؛
لأني لولا روحك التي تجري في وريدي لم أكن إنسانا.
وكم أنت عظيم يا رب،
حين تمنحني كل شيء، فأغتر به وأتكبر فتناجيني قائلا:
"يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم؟!"
غرني كرمك ولطفك أيها الحليم جدا.
على أية حال،
كعادتي يارب ثرثار حتى وأنا في حضرتك،
ما أحقرني دائما،
ومع ذلك كل دعني أود أن أقول لك شيئا مهما هنا:
إنني متعب جدا من هذا الصراع الذي يدور بداخلي، متعب جدا جدا يارب،
وكأنك وليتني إدارة ولاية من ولاياتك في هذا العالم وتركت كل أمورها على عاتقي..
متعب جدا لدرجة السخرية من تعبي الذي لا مبرر له،
تخيل معي:
حين يكون إنسان مثلي في كوكب لا يعرف أحد سواك مدى صغره بالنسبة للكون، متعبا جدا،
ما مدى تأثير هذا التعب على الكواكب والمجرات والانفجارات الكونية -التي لا زالت تحدث لحد اللحظة من قبل مليارات السنوات- بل ما مدى تأثيره على الكائنات الصغيرة من حوله؟!!
لا يهم أن تتخيل معي،
سأتخيل أنا:
لنفترض أن رجلا وقف على ظهر كوكب المريخ الذي يبعد عن الأرض ب (لا أدري) من الوحدات الفلكية -والتي كذلك لحد الآن يعجز العلم عن وضع قانون نستطيع به حساب المسافة بين كوكب وآخر ولا يهم هذا؛ فالعلم شاب مغرور كعادته- لنفترض وقف الرجل على ظهر هذا الكوكب ورمى هذه الكتلة الزرقاء التي نعيش فيها ببيضة صغيرة جدا.
ما الذي ستحدثه بيضته بهذا الكوكب الكبير في ذهني، والصغير في نظر المجرات المذهلة؟
أتخيلك الآن وأنت تبتسم من هذه البيضة المهووسة بإيقاف الأرض،
هكذا هو تعبي يارب،
أشعر في كثير من المرات -خصوصا آواخر كل مساء أسهره منفردا- أني كمن يحاول رجم الأرض من كوكب آخر ببيضة صغيرة جدا؛
لذا تراني الآن اكتب وأنا مبتسم، لأني عرفت جيدا أن تعبي هذا لن يُحدث شيء أبدا حتى وإن امتد بعمر النظام الشمسي الذي تجاوز 4.6 مليارات من السنوات؛ لذا يأست جدا أن يؤثر تعبي أو غضبي في هذا العالم،
فأتيت إليك؛ لأخبرك بالأمر؛ فوحدك فقط من يهمه أمري، ففي أوردتي دماء من دماءك، وفي شراييني نبض من نبضك، وفي حياتي روح من روحك؛ لذا وحدك يا رب، من أثق أنه سيهتم لتعبي، وحدك من سيلتفت لقلبي ووجعه،
وحدك من سيعالج الأمر بشكل طارئ وحكيم لأستنأنف الحياة التي وقفت في قلبي منذ بدأ هذا التعب،
وحدك فقط من يعرف كل الأمر يارب،
ووحدك من استطعت أن أقول له بثقة مني أنه سيفعل ماقلت له،
فأرجوك انتبه جيدا لما تبقى مني ولا تتركني
مع كل حبي الذي لا يفنى
لجلالك وعظمتك يارب.

زندان التهامي
2025/10/04 04:01:00
Back to Top
HTML Embed Code: