Telegram Web
"لا أُريد أن يُقاطع أَحدٌ طقوس عزلتي المُشتهاة ،
و ساعات النومِ المُنتظرة ،
و الحديث العالق ما بيني وبيني"

#لقائلهــــــا
"ما يجب الآن"

لا تزنها،
ولا تزن الطاعةَ المستحيلةَ في وقتِك المتمرد،
لا تتوخَّ الهروب ولا الاقتراب،
ولا تترجَّ البلاد ولا غصة النفي بعد الغرام الكبير،
ولا يا صديقي لا لا تحاول أن تُدْخِلَ الناسَ قائمةَ الذنبِ أو صفحةَ المغفرة،
كلَّ ما يجبُ الآن أن تنسى نفسَك وهي التي ما وجدتَ،
ودربَك وهو الذي ما انتهى أو بدا،
وجراحَك وهي التي وهبتك الحياةُ كأفضل ما يهبُ الكرماءُ،
وعقلَك وهو يجادلُ جدا ويبكيكَ في آخر الليل،
سطحَك وهو المعكرُ بالصفو،
طعمَك وهو الملبدُ باللحظاتِ التي لا تُشَمُّ،
ووقتَك وهو المسافر في طرقاتٍ كِثارٍ وتجهلُها كلَّها؛
انس هذا جميعا جميعا،
ولا تذكرِ الآن شيئًا سوى لحظاتِ الفناء مع الكون وهو يباركُ ذاتَك من غير ماضٍ ولا حاضرٍ أو غدٍ مُرتجى،
وحدَك الآن في هذه اللحظاتِ الأخيرةِ ربُّ الحياة،
فكن ربها جيدًا أو فكنُها كما تشتهيك وصنها...

زندان التهامي
(ما يقوله الشاهدُ الصادق)

مَرَتْ..
أنا أيضا مررتُ
وما تركتُ بقيتي أو أغنياتي مثلما يتحدثُ العشاق بعد نهايةِ المشوار،
ما غادرتُ معناي القديمَ،
ولا تركتُ وصية لأناي وهي تضيعني وأضيعها،
ونعودُ مبتسمين نفرح بالهزيمة،
نحتفي بالدرب حين يرى النهايةَ،
بالأغاني وهي تولد من جديد.

مرتْ..
نعم مرتْ..
وكنتُ أنا الشهودُ جميعهم،
ما كان غيري في الطريق
ولم تكن أبدا بمفردها،
ولكن بالذي حملته عند مرورها،
هي وحدها تدري
ولكن شاهدٌ في داخلي
خلقته لحظةُ غادرتْ
هو وحده في هذه اللحظات يكتب أو يعاند لست أدري..!!
بيد أني كلما أصغيتُ
أسمعه يخط على صحيفته بصوتٍ غامضٍ:
هي لن تمر

مرتْ..
نعم مرتْ..
ومن ذاتِ الطريق،
بذاتِ هذا اللون والمعنى،
حكايا أخريات مررن للمجهول،
لكن لستُ أدري كيف أصنعُ كل هذا الحكي مبتسما،
ومقتدرا على السرد الغوي..!!
وممسكا ألما قديما كم أحب وجوده في داخلي،
أنا وحده المجنون والمعقول والعشاق والنذاق والرجل الغوي،
أنا وحده المفتون بالدنيا
أحبك أيها الدنيا كثيرا
فاعذريني إنني غادرت وحدي كي أجيء بلا نهاية مثل شيء لا يموت..

زندان التهامي
٢٠٢١/٥/١٩
(ما يقوله الشاهدُ الصادق)

مَرَتْ..
أنا أيضا مررتُ
وما تركتُ بقيتي أو أغنياتي مثلما يتحدثُ العشاق بعد نهايةِ المشوار،
ما غادرتُ معناي القديمَ،
ولا تركتُ وصية لأناي وهي تضيعني وأضيعها،
ونعودُ مبتسمين نفرح بالهزيمة،
نحتفي بالدرب حين يرى النهايةَ،
بالأغاني وهي تولد من جديد.

مرتْ..
نعم مرتْ..
وكنتُ أنا الشهودُ جميعهم،
ما كان غيري في الطريق
ولم تكن أبدا بمفردها،
ولكن بالذي حملته عند مرورها،
هي وحدها تدري
ولكن شاهدٌ في داخلي
خلقته لحظةُ غادرتْ
هو وحده في هذه اللحظات يكتب أو يعاند لست أدري..!!
بيد أني كلما أصغيتُ
أسمعه يخط على صحيفته بصوتٍ غامضٍ:
هي لن تمر

مرتْ..
نعم مرتْ..
ومن ذاتِ الطريق،
بذاتِ هذا اللون والمعنى،
حكايا أخريات مررن للمجهول،
لكن لستُ أدري كيف أصنعُ كل هذا الحكي مبتسما،
ومقتدرا على السرد الغوي..!!
وممسكا ألما قديما كم أحب وجوده في داخلي،
أنا وحده المجنون والمعقول والعشاق والنذاق والرجل الغوي،
أنا وحده المفتون بالدنيا
أحبك أيها الدنيا كثيرا
فاعذريني إنني غادرت وحدي كي أجيء بلا نهاية مثل شيء لا يموت..

زندان التهامي
٢٠٢١/٥/١٩
(إلى القمر الشمالي الذي أخاف أن ينطفئ)

لا تغبْ،
كن بخيرٍ وإن باغتتك المنايا التي لا تَمِلُّ
لكي لا نملَّ من العيش بعدك يا نورنا الأبدي،
وخاتم حكمتنا،
يا نبي النوايا الطهورة،
يا صادقا كالسماء إذا رحمت،
والبلاد إذا حضنت بعد هجر طويل.

كن بخير
فإن حقول البلاد الحزينة تنتظر الآن صوتك،
وجهك،
أخبار حكمتك النبوية عند الصباح،
وتنتظر الآن بسمتها من شفاهك،
من سوف يضحكها إن تشاغلت عنها وغبت؟!!
ومن سوف يملؤها بالحياة؟!
يزين تربتها بيديه الحكيمة؟!
من يا ترى سيقول لنا:
لا تخافوا، فثمة رب كريم؟!!

لا تغب
ليس هذا أوان الغياب؛
في أقاصي الفؤادِ الكثيرُ من الجرح،
في العين ثمة وديانُ دمع،
وفي الأرض جرحٌ عميق،
وفي صفرة القات أحزان عمرٍ طويل من البؤس،
في وجه كل مساء يطل علينا مواويل شعب جريح،
وفي نظرات العيون الكسيرة إرهاق دهر عقيم من الابتسامة،
في كل شيء غناء حزين
فأرجوك ليس أوان الغياب
فقل لي:
كما تشتهي يا بني،
سأجتاز هذا المضيق وأبقى هنا حاضرا كي تكونوا بخير

زندان التهامي
( فيما يرويه عن نفسه...)

كثرتْ جراحَك
فانتبذ ركنا تعيش به وحيدا وانتخب كأسا وأغنية وقات

كثرتْ جراحك
أيها القلبُ النبي بوجه شيطانٍ وشيطانٌ تماما كالنبي فلذ بجرحك جيدا واذهب بعيدا في العزاء،
فليس في زمن الفلاسفة الصغار سوى الكثير من الدوار،
فلذ بجرحك إن جرحك يا نبي الصمت أصدق من جميع الفلسفات

كثرت جراحك
أنت آخرُ قادم من جبة الرؤيا،
ومن وجع التأمل،
من وراء الغيم في لغة المجاز،
ومن عزاء لم يعد يكفيك من شفة المعري،
من خواءِ اللانهائيات في كتب الحداثة،
من زمانٍ سائلٍ في اللاقرار،
ومن قرارٍ خائبٍ كحياة آدم،
من جنونٍ طائشٍ في بال آلهة تفكر ثم تخلق فكرة مجنونة تدعى الحياة

كثرت جراحك..
أيها المعنى الغريب،
تكاثرتْ فيك البدايةُ حيث لا بدء لها،
وتكاثرت فيك النهايةُ،
كيف أصبح واضحا هذا البكاء لديك أكثر من سواك ؟!
وكيف وحدك ثم وحدك كالجنون غدوتَ تضحك من غباءٍ في المناضل والشهيد،
ومن صباحٍ خائبٍ كاليأسِ،
من وجعٍ عريق في الحكايةِ،
من حكايًا لا تشابه جيدا معناك إلا في مذكرةِ السياسي المحنك،
فلتذ بالحائط المهدوم،
لا مبنى هنا إلا وتخرج منه رائحة الشواءِ الآدمي،
ولا جدارٌ ساقط إلا وخلف حجاره صلف الولايات الكبيرة،
لا فراغٌ في المساحة ثَمَّ في جيب المفكر خطةٌ ما غادرت شبرا ليرقد فيه إنسانٌ أخيرٌ
أو ينام الله فيه بدون أي خزعبلات..

زندان التهامي
٢٠٢٠/١٢/٢٤
https://www.alqasidah.com/poet.php?poet=zndani

هنا تجدونني أكثر مما مضى
“أنا مشغول هذة الليلة
بيتي غاية في الفوضى
لا شيء في مكانه
قد تعثرين على مغسلة الحمام تحت السرير
الغبار هو السيد هنا
لكن،
لكن..
إذا فكرتِ بالمرور عليَّ،
أقول إذا فكرتِ..
سألقي بالبيت من النافذة
وأسهر معكِ.”

- خالد صدقة.
(كلام الناس)

اتضح أن هؤلاء الناس لا ألتقي بهم إلّا في المناسبات .. وأحيانا لا ألتقي بهم أبدا.

- لقائلــــــها
لستِ بيتُنا، لماذا كلّما أضعتْ الطريق
جئتُ إليكِ ؟

• علي صالح
‏غريب هذا الإنسان لدرجة أنه يحن حتى الى الأشياء التي تدمره 💔

#اقتبــــاس
-لماذا نكره الأحلام الجميلة ..؟!

-لأننا لا تحب خيبة الأمل عند الاستيقاظ.

•ربيع زاهر
‏لا أحد يعلم كم من النزاعات تحدث بداخلك يوميًا وكم يكلفك الأمر لتبدو بخير

• مارك توين
فجأة تكتشف أنك لم تعد ذلك الطفل اللاهي والخالي من هموم الحياة،
فجأة ترى نفسك في مكان آخر،
لم تعتده كثيرا،
مكان ليس مزدحما ولكنه مليء بالمشاعر المختلفة، تأتي من كل الجهات، تتساقط من هنا وهناك،
ثمة نظرة حزينة ترقبك، ثمة صديقة قديمة للتو تذكرت، ثمة أخرى تبكي لأنها صادقت الطفل فيك وظنت أنه لن يكبر، ثمة عاشقة صغيرة تريدك دائما أن ترعاها أنت فقط، ثمة صديق حزين كنت فرحه الوحيد ولا زال هناك ينتظرك، ثمة أغنية تريدك أن تبكي معها كعادتك، ورواية أخرى لم تُكتب بعد تريدك أن تصغي لأحداثها، ثمة أسئلة كثيرة تريد إجابة شافية منك، ثمة مشاجرة قديمة بين قلبيين اعتاداك حكما لطيفا وليس قاضيا، ثمة خلاف قديم على معنى الأخوة والقرابة ومعنى الأرض في قلوبٍ تحبها جميعا، ثمة أصدقاء كثر بكيت معهم آخر مرة على الإنسان والان وحدك تبكي الجميع بصمت، ثمة أصدقاء آخرون وكثر أيضا في شفاههم الكثير من اللعنات التي تقصدك أنت فقط، ثمة إنسان يريد أن يغادر الآن فقد ضاق بالمكان ولم يزل في السابعة عشر.
تحاول أن تمسك بكل هذا وتصنع منه مشهدا جميلا لا يجرح أحدا، ولا يؤذي.
تحاول أن تسد الخلل الناتج عن ثقب قديم في شجرة العائلة، تحاول جيدا بكل ما تستطيع، لا تريد ثقوبا أخرى، تتحاشى المجابهة والاصطدام، تزهد في الكثير من اهتماماتك، تقدم الكثير من الصمت الذي لا يجب لكي لا يُساء فهمك، تقدم الكثير من الرضى لأنك تحب الجميع بقلب أم.
لا تهمك الخسارة، كل ما يهمك قلوبهم فقط،
يجرحُك عتبُ العيون ولو كانت عابرة، يجرحك أن تُكْتَمَ كلمةٌ في قلب كان يود أن يقولها ولم يستطع، يجرحك الصمتُ، حين تسمع الكلامَ من العيون.
تود أن تساعد الجميع، يهمك الجميع، ووحده قلبك الغارق هناك في الوجع، وحده قلبك الذي يبتسم دائما ويمد حبه لهم بلا انقطاع، يداوي كنبي، ويخشى أن يبكي أحدهم، مع أنه يبكي وحيدا بعد منتصف الليل، مع أنه يذوي ويشيخ مبكرا ويفقد عينيه يوما بعد يوم.
أشجان عالقة في صدرك، لا تحب أبدا أن تتخلص منها، إنها منك، كيف يترك القلب جزء منه؟!
أسئلتك الأصيلة التي لا تنساك تحملها أيضا وتحبها كحبك لهم،
وشغف قديم بالليل والأغاني والروايات ما يزال باسقا في أعماقك.
وبكل حرص تود أن تظل كل هذه الأشياء بخير مهما دفعت مقابل ذلك..

زندان التهامي
◆♬شاعر الحياة♬◆
للأعضاء الذين هنا و للمغادرين من هنا أقول لهم انا شاعر لا أملك غير حروفي لتقيني حر الحياة و بردها أكتب هنا لي و لكم ما استطعت احاول ان اكون كأنتم كواحد منكم أكتب للحزن الذي يغمر قلب العاشق الحزين و لحزن الباعة المتجولين على الرصيف اكتب للحياة و أقدارها و أكتب…
للأعضاء الذين هنا و للمغادرين من هنا أقول لهم
انا شاعر لا أملك غير حروفي لتقيني حر الحياة و بردها
أكتب هنا لي و لكم ما استطعت
احاول ان اكون كأنتم
كواحد منكم
أكتب للحزن الذي يغمر قلب العاشق الحزين
و لحزن الباعة المتجولين على الرصيف
اكتب للحياة و أقدارها
و أكتب للفقراء الجائعين الذين يبحثون عن رغيف يسدون به جوعهم
أكتب للأغنياء الذين ينامون و هم لا يفكرون الا بمزيد من البذخ بلا أدنى إحساس بجيرانهم الفقراء
أكتب لطالب العلم الذي تحاربه الحياة و تقول له قف هنا و ارمي حقيبتك
اكتب للحالمين الذين لا يزالون يبحثون عن حياة تليق بهم
أكتب لليائسين الذين تعبت أرواحهم فقررت أن تستريح باليأس
أكتب للتاريخ الذي أمسى شعلة نار
أكتب لللاجئين الذين نبذتهم أرصفة أوطانهم إلى أرصفة التشرد و الضياع في الحدود و البحار و المحيطات
أكتب للثائر الفاشل الذي ترك وطنه في الجحيم
أكتب للثورة المخنوقة بأيدي المستبدين
أكتب للوطن الذي ينزف من أعماقي و أنا الضحية الأولى له
أكتب للقمر
و للصباح
وأكتب كل شي يمر بخاطري فلا أخجل من شي
هذا أنا أيها السادة الكرام و السيدات الكريمات
عربي أكاد أنسى لكثرة أحزاني قلبي فلا أعطيه أي اهتمام
لأن احزانه لا تعنيني
هذا انا أقول لكم
اسف لمن أوجعته حروفي
و شكرا لمن قرأني و حمل حزني
و شكرا لكم على صبركم على ثرثراتي

محبكم دوما :
زندان التهامي
"صدى البطل المنكسر"



لا تثق..؛
المدينةُ بعد الهزيمة تُنكر أبطالَها،
والنشيدُ العريقُ العريقُ انتهى..؛
ثم صوتٌ هنا لا يَرَى أحدا
لا يَرَى أبدا،
ثم عينٌ هنا لا تثق،
لا تنادي سوى نفسها،
فانكسر جيدا
وانكسر راضيا
واحذر الآن من غلطٍ فادح في الكتابةِ،
إن الليالي القديمات تلعبُ في الشارعِ العام،
فاحذر من الأمسِ،
كم قتلَ الأمسُ قبلَك من حاضرٍ حالمٍ بالزغاريد والورد في ساحة المعركة؟!
فالزمان يغير أيامه،
ها هم الآن أبناءَ صفِكَ في الثانوية ينتظرونك،
لا لتفهِمهم -مثلما كنتَ تفعلُ- درسَ التفاضل أو فيزياء الأشعة
بل ليقولوا:
'لقد كنتُ تحلمُ أيامَها،
وتعلمنا أن فهمَ معادلةٍ في كتاب الرياضة أعظم أجرا من الانتظار لصوت المؤذن في الفجرْ،
أنَّ زهدَ المعري إذْ كان يرثي صديقا له في كتاب النصوص وتقرأ في دمعة قوله:

"صَاحِ هَذِي قُبُورُنا تَمْلأ الرُّحْبَ
فأينَ القُبُورُ مِنْ عَهدِ عادِ

خَفّفِ الوَطْء ما أظُنّ أدِيمَ الأرْضِ
إلاّ مِنْ هَذِهِ الأجْسادِ

سِرْ إنِ اسْطَعتَ في الهَوَاءِ رُوَيداً
لا اخْتِيالاً عَلى رُفَاتِ العِبادِ

رُبّ لَحْدٍ قَدْ صَارَ لَحْداً مراراً
ضَاحِكٍ مِنْ تَزَاحُمِ الأضْدادِ

وَدَفِينٍ عَلى بَقايا دَفِينٍ
في طَويلِ الأزْمانِ وَالآبادِ

تَعَبٌ كُلّها الحَياةُ فَما أعْجَبُ
إلاّ مِنْ راغبٍ في ازْديادِ"

كنتَ تخبرنا أنَّ حزنَ المعري هذا لأفضل من دمعةٍ في عيونِ مشائخِ وعظٍ كبار،
تعذبنا إنْ سهرتَ بشككَ في النصرِ والبعثِ،
ها نحن ننتصرُ الآن ثم نُوفيك حلمك يا جاحدا بالسماواتِ منذ الطفولة.

فاحذر بأن تثقَ الآن ثانيةً أن هذي المدارس تصنعُ شيئًا جميلًا،
واحذر كثيرا من الشغف المتهور بالحلم،
عش جيدا وبعيدا
لأن الزمانَ شريطٌ يكرر أيامه حين يعجز مثل البشر
وقيل امتحانا
وليس كذلك لكنه لعبة المنتصر..


(زندان التهامي)
طفلان
يمسكان الحياة فجأة
يفتح عينه يراها ممتدة في خياله كشجرة الأبد
تفتح عيناها تراه إلها ويصح أن تصلي له على غير وضوء لأنه يعرف موضع الطهارة،
يمضيان يوما فيوما
يكبر الزمن
ويغيران التقويم
ولا يزالان طفلين
حدثته عن قسوة الحب والصمت عندما يجتمعان،
رسمت له صعوبة الحياة قبل فمه،
وكيف يتضاءل حجم الدمعة حين تكون في حضن من نحب،
والليالي أيضا
قالت:
يكذب الناس حين يقولون أنها متشابهه
ليس كذلك يا حبيبي
الليالي تختلف تماما كملابس النوم،
حدثته عن الشك
ليس شكا فلسفيا
ولكنه ذلك الذي حكى عنه المتنبي
وكيف يرفض أن يزول من روحها لكبر السؤال الذي يعجزها الآن:
أحقا أنا الآن بين يديه؟!
هل فعلا جئنا إلى بعض ونحن نتعانق الآن بهذا الجنون ونبكي ولا نعرف لماذا؟!
الفرح أيضا قد يدهش حد الصدمة
حدثته كثيرا عن الخيال،
وكيف تسلت به في الطريق إليه مع أنه كان جارح في أغلب الأوقات،
حدثته عن المعنى الذي كانت تظن أنه لن يكتمل،
وكيف خيب ظنها وأكمل معناها المفقود،
إنها فصيحة أكثر مما يعتقد
أكثر جدا من كل اختبارات اللغة العربية التي سقطتت فيها،
لم يكن يريد أن يحدثها عن الحب
ولكنه حدثها بكل شغف وأغمض عينيه وهمس ملء روحها : أحبك جدا..
كان يتحاشى الحديث عن الحب
ليس لأنه لا يحبها
ولكن لاعتقاده أن من الترف حديثه عنه وهي بين يديه،



زندان التهامي
لا تقفي هكذا،
ارقصي أكثر الآن،
ردي السماوات بعد الغياب الطويل إلى نفسها،
رتبي عبثية هذا الوجود القديم،
وغني أكثر،
غني لكي تستمر الحياة،
أنا واقفٌ منذ خمس وعشرين دربٍ
أناديك
أبحث عنك
أسائل حزن الدروب الكثيرة في داخلي
أي درب سيحملني ليديك؟!..
وها هي ذي لحظتي الأبدية
إني أراك هنا
وأراني هنا
وليس مهما إذا لم أرانا هناك
أنا أرقص الآن
لكن مع وقع أغنية داخلي اسمها أنت
أنت الأغاني التي ما سمعت
وأنت الحياة التي ما طعمت
وها أنت روحي الطليقة
أقرب لي من أناي
هواك عظيم كرقصة عاشقة مثل عينيك في حضن مجنونها
رقصة رقصة هكذا سنحل الوجود،
الوجود اللعين سنرميه في سلة المهملات
أنا وحده الآن في هذه الأرض من يربح اللحظات الحياة ومن يحرز الانتصار العظيم بلا مهرجان ولا نشرة كاذبة..


زندان التهامي
(الآن...)

لا أتذكرُ شيئا؛
نسيتُ جميع الأماني القديمات في حضرة الاكتمال الجمالي،
لا أتذكر آخرَ عاشقة طاردتني،
ولا لونَ آخر ليل قضيتُ،
ولا ليلَ آخر (تكسٍ) ركبتُ
وآخر نص ذرفت مع قُبَلٍ في الطريق،
ولا أي شيء،
هنا وحدها لذة اللانهائي تغمرني بالجمال المبالغ فيه من الله،
لا أعرف الله
لكنني الآن بالذات أعرفه جيدا مثل روحي،
أسبحه جيدا،
وأجنُّ،
وأدخل في مدنٍ لا شبيه لها...
الآن
لا أتذكرُ شيئا
ولا الغد لن أتذكر
ثمة ما يمنع الذكريات:
الجمالُ الحقيقي
لذته،
حضنه،
عنقٌ لا تمل الرحيل إليه
إلهٌ جميل يحبك جدا ويكفيك عن كل شيء
يُغَنِيك
يُغْنِيك
يهديك
يؤويك
يمنع عنك الضلال
أنا عابدٌ للجمال..

زندان التهامي
2025/10/04 10:06:09
Back to Top
HTML Embed Code: