tgoop.com/sd_anonymous/29446
Last Update:
صوابُ القولِ في الاستعاذةِ لفظًا أنها مخالفةٌ لسُنَّةِ اللهِ ورسولِه
قد يرى البعضُ أنَّ الأمرَ ظاهرُهُ يسيرٌ،
لكنَّه شرٌّ مستطيرٌ وفسادٌ كبيرٌ.
فأوَّلُ ما نزلَ: ﴿ٱقْرَأْ بِٱسْمِ رَبِّكَ ٱلَّذِي خَلَقَ﴾ [العلق: 1]
ولم يكن: اقرأ أعوذُ باللهِ من الشيطانِ الرجيم.
وأنك إذا دخلتَ البيتَ فذكرتَ اللهَ، قال الشيطانُ: لا مبيتَ لكم.
فإذا جلستَ إلى طعامِك فذكرتَ اللهَ، قال الشيطانُ: لا عشاءَ لكم.
فإذا نِمتَ فذكرتَ اللهَ، كان ذلك لك استعاذةً من الشيطان.
وكذلك إذا استيقظتَ، وإذا خرجتَ من منزلِك، وإذا دخلتَ المسجد، وإذا دخلتَ الخلاء، وإذا توضَّأتَ، وإذا صليتَ، وإذا أتيتَ أهلك.
كلُّ هذا يدلُّ على أنَّ البسملة هي الاستعاذةُ المأمورُ بها في قولهِ تعالى:
﴿فَإِذَا قَرَأْتَ ٱلْقُرْآنَ فَٱسْتَعِذْ بِٱللَّهِ مِنَ ٱلشَّيْطَانِ ٱلرَّجِيمِ﴾ [النحل: 98]
ويؤكِّدُ هذا: ما صحَّ ورواه أبو داود في سننه:
عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ، عَنْ رَجُلٍ، قَالَ:
كُنْتُ رَدِيفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَعَثَرَتْ دَابَّةٌ، فَقُلْتُ: تَعِسَ الشَّيْطَانُ.
فَقَالَ:
«لَا تَقُلْ: تَعِسَ الشَّيْطَانُ، فَإِنَّكَ إِذَا قُلْتَ ذَلِكَ تَعَاظَمَ حَتَّى يَكُونَ مِثْلَ الْبَيْتِ، وَيَقُولُ: بِقُوَّتِي.
وَلَكِنْ قُلْ: بِاسْمِ اللَّهِ، فَإِنَّكَ إِذَا قُلْتَ ذَلِكَ تَصَاغَرَ حَتَّى يَكُونَ مِثْلَ الذُّبَابِ»
[سنن أبي داود: 4982، إسناده صحيح]
وأكثر عبادةٍ على الإطلاقِ فعلها رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ 23 عامًا:
هي قراءةُ القرآنِ وإقراءُه لأصحابِه في الصلاةِ والخطبِ والدروسِ وغيرها.
ولم يثبتْ عن النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع توافر الدواعي وانتفاء الموانع أنَّهُ تلفَّظ بها ولو مرة، لا في صلاتِه، ولا في خطبِه، ولا في دروسِه، ولا قراءتِه،
ولا أمرَ غيرَه بها من أصحابِه، ولا قرأ واحدٌ منهم فلفظ بها، فسمعه النبيُّ وأقرَّهُ عليها ولو مرة.
دلَّ ذلك على أنَّ التلفُّظ بالاستعاذة قبل قراءة القرآن في الصلاةِ والخطبِ والدروسِ والتعبُّدِ:
مخالفٌ لسنَّتِه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وكل ما ورد في الاستعاذة ضعيف ومنه حديثُ جبير بن مطعم وعبد الله بن مسعود وأببي أمامة الباهلي وأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أنَّهم قالوا :
«كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ كَبَّرَ، ثُمَّ يَقُولُ:
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، وَتَبَارَكَ اسْمُكَ، وَتَعَالَى جَدُّكَ، وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ.
ثُمَّ يَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ - ثَلَاثًا.
ثُمَّ يَقُولُ: اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا - ثَلَاثًا -، أَعُوذُ بِاللَّهِ السَّمِيعِ الْعَلِيمِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، مِنْ هَمْزِهِ، وَنَفْخِهِ، وَنَفْثِهِ.
ثُمَّ يَقْرَأُ».
قال أبو داود:
وهذا الحديث يقولون: هو عن عليِّ بن عليٍّ، عن الحسن، مرسلًا، الوهم من جعفر.
وقد رواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه والبيهقي وأحمد وغيرهم بأسانيد ضعيفة وضعَّفوه.
وقال أحمد بن حنبل: لا يصحُّ هذا الحديث.
وقال النووي: ضعيف.
وإني لأعجبُ من تصحيح الألباني له بعد تضعيف هؤلاء!
وقد طمأن اللهُ رسولَه صلى الله عليه وسلم فقال:
﴿وَإِذَا قَرَأْتَ ٱلْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ ٱلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِٱلْآخِرَةِ حِجَابًا مَّسْتُورًا (45) وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا ۚ وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي ٱلْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَىٰ أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا﴾ [الإسراء: 45–46]
BY Sudanese anonymous
Share with your friend now:
tgoop.com/sd_anonymous/29446