SD_ANONYMOUS Telegram 29441
Forwarded from قناة الإسلام
حقيقة الاستعاذة قبل قراءة القرآن وفي الصلاة والخطب والدروس

المقدمة: كثير من الناس يظنون أن التلفظ بالاستعاذة قبل قراءة القرآن وفي الصلاة والخطب والدروس من السنن المهجورة أو المستحبة التي ينبغي المحافظة عليها، وذلك أخذا منهم بظاهر آية النحل وأقوال بعض أهل العلم دون أن يُحرّروا القول فيها أو يرجعوا إلى سنة النبي صلى الله عليه وسلم العملية، التي هي أعظم بيان لكتاب الله.

أولًا: هل الاستعاذة مشروعة؟ نعم، الاستعاذة مشروعة بنص القرآن الكريم، قال تعالى: ﴿فَإِذَا قَرَأْتَ ٱلْقُرْآنَ فَٱسْتَعِذْ بِٱللَّهِ مِنَ ٱلشَّيْطَانِ ٱلرَّجِيمِ﴾ [النحل: 98]. لكن البحث هنا: هل التلفظ بها مشروع في العبادات الجهرية؟ وهل فعلها النبي صلى الله عليه وسلم أو أمر بها؟

ثانيًا: الدليل العملي من سنة النبي صلى الله عليه وسلم: أكثر عبادة فعلها النبي صلى الله عليه وسلم على مدى 23 عامًا كانت تلاوة القرآن وتعليمه لأصحابه في الصلاة، والخطب، والدروس، والمواعظ، ولم يُنقل عنه ولا عن أحد من أصحابه التلفظ بالاستعاذة في هذه المواطن ولا مرة واحدة، مع توفر الدواعي وانتفاء الموانع.

ثالثًا: أول ما نزل من الوحي: قال تعالى: ﴿ٱقْرَأْ بِٱسْمِ رَبِّكَ ٱلَّذِي خَلَقَ﴾ [العلق: 1]، ولم يقل: اقرأ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. وهذا يدل على أن البداءة باسم الله هي الأصل.

رابعًا: البسملة هي الاستعاذة العملية: من تأمل سنة النبي صلى الله عليه وسلم في سائر أحواله رأى أنه إذا دخل البيت، أو الطعام، أو الخلاء، أو خرج من المنزل، أو أتى أهله، أو توضأ، أو صلى، أو خطب... كان يفتتح أفعاله بذكر اسم الله، ولم يُنقل عنه في شيء من ذلك أنه قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.

وقد روى أبو داود في سننه (4982) بإسناد صحيح: عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ، عَنْ رَجُلٍ، قَالَ: كُنْتُ رَدِيفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَعَثَرَتْ دَابَّةٌ، فَقُلْتُ: تَعِسَ الشَّيْطَانُ. فَقَالَ: "لَا تَقُلْ: تَعِسَ الشَّيْطَانُ، فَإِنَّكَ إِذَا قُلْتَ ذَلِكَ تَعَاظَمَ حَتَّى يَكُونَ مِثْلَ الْبَيْتِ، وَيَقُولُ: بِقُوَّتِي، وَلَكِنْ قُلْ: بِاسْمِ اللَّهِ، فَإِنَّكَ إِذَا قُلْتَ ذَلِكَ تَصَاغَرَ حَتَّى يَكُونَ مِثْلَ الذُّبَابِ".

خامسًا: الحديث الوارد في الاستعاذة قبل القراءة في قيام الليل: رُوي حديث عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قام من الليل قال: "...أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه، ثم يقرأ".

هذا الحديث:

رواه أبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، وأحمد، والبيهقي وضعفوه

قال عنه الإمام أحمد: لا يصح.

وقال النووي في "الأذكار": ضعيف.

وقال أبو داود نفسه: هذا الحديث مرسل، والوهم من جعفر.


قال الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/273): "أسانيد هذا الحديث ضعيفة لا تقوم بها حجة".

سادسًا: الاطمئنان الرباني: قال تعالى: ﴿وَإِذَا قَرَأْتَ ٱلْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ ٱلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِٱلْآخِرَةِ حِجَابًا مَّسْتُورًا (45) وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا ۚ وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي ٱلْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَىٰ أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا﴾ [الإسراء: 45–46]

الخاتمة: من تأمل سنة النبي صلى الله عليه وسلم وحرص على الاقتداء بها، علم أن التلفظ بالاستعاذة قبل قراءة القرآن في المواطن التعبدية الجهرية ليس من هديه، بل هو خلاف السنة. والسنة أن يُقرأ القرآن باسم الله، كما بدأ به الوحي، وكما كان النبي يفتتح سائر شؤونه.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.



tgoop.com/sd_anonymous/29441
Create:
Last Update:

حقيقة الاستعاذة قبل قراءة القرآن وفي الصلاة والخطب والدروس

المقدمة: كثير من الناس يظنون أن التلفظ بالاستعاذة قبل قراءة القرآن وفي الصلاة والخطب والدروس من السنن المهجورة أو المستحبة التي ينبغي المحافظة عليها، وذلك أخذا منهم بظاهر آية النحل وأقوال بعض أهل العلم دون أن يُحرّروا القول فيها أو يرجعوا إلى سنة النبي صلى الله عليه وسلم العملية، التي هي أعظم بيان لكتاب الله.

أولًا: هل الاستعاذة مشروعة؟ نعم، الاستعاذة مشروعة بنص القرآن الكريم، قال تعالى: ﴿فَإِذَا قَرَأْتَ ٱلْقُرْآنَ فَٱسْتَعِذْ بِٱللَّهِ مِنَ ٱلشَّيْطَانِ ٱلرَّجِيمِ﴾ [النحل: 98]. لكن البحث هنا: هل التلفظ بها مشروع في العبادات الجهرية؟ وهل فعلها النبي صلى الله عليه وسلم أو أمر بها؟

ثانيًا: الدليل العملي من سنة النبي صلى الله عليه وسلم: أكثر عبادة فعلها النبي صلى الله عليه وسلم على مدى 23 عامًا كانت تلاوة القرآن وتعليمه لأصحابه في الصلاة، والخطب، والدروس، والمواعظ، ولم يُنقل عنه ولا عن أحد من أصحابه التلفظ بالاستعاذة في هذه المواطن ولا مرة واحدة، مع توفر الدواعي وانتفاء الموانع.

ثالثًا: أول ما نزل من الوحي: قال تعالى: ﴿ٱقْرَأْ بِٱسْمِ رَبِّكَ ٱلَّذِي خَلَقَ﴾ [العلق: 1]، ولم يقل: اقرأ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. وهذا يدل على أن البداءة باسم الله هي الأصل.

رابعًا: البسملة هي الاستعاذة العملية: من تأمل سنة النبي صلى الله عليه وسلم في سائر أحواله رأى أنه إذا دخل البيت، أو الطعام، أو الخلاء، أو خرج من المنزل، أو أتى أهله، أو توضأ، أو صلى، أو خطب... كان يفتتح أفعاله بذكر اسم الله، ولم يُنقل عنه في شيء من ذلك أنه قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.

وقد روى أبو داود في سننه (4982) بإسناد صحيح: عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ، عَنْ رَجُلٍ، قَالَ: كُنْتُ رَدِيفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَعَثَرَتْ دَابَّةٌ، فَقُلْتُ: تَعِسَ الشَّيْطَانُ. فَقَالَ: "لَا تَقُلْ: تَعِسَ الشَّيْطَانُ، فَإِنَّكَ إِذَا قُلْتَ ذَلِكَ تَعَاظَمَ حَتَّى يَكُونَ مِثْلَ الْبَيْتِ، وَيَقُولُ: بِقُوَّتِي، وَلَكِنْ قُلْ: بِاسْمِ اللَّهِ، فَإِنَّكَ إِذَا قُلْتَ ذَلِكَ تَصَاغَرَ حَتَّى يَكُونَ مِثْلَ الذُّبَابِ".

خامسًا: الحديث الوارد في الاستعاذة قبل القراءة في قيام الليل: رُوي حديث عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قام من الليل قال: "...أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه، ثم يقرأ".

هذا الحديث:

رواه أبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، وأحمد، والبيهقي وضعفوه

قال عنه الإمام أحمد: لا يصح.

وقال النووي في "الأذكار": ضعيف.

وقال أبو داود نفسه: هذا الحديث مرسل، والوهم من جعفر.


قال الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/273): "أسانيد هذا الحديث ضعيفة لا تقوم بها حجة".

سادسًا: الاطمئنان الرباني: قال تعالى: ﴿وَإِذَا قَرَأْتَ ٱلْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ ٱلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِٱلْآخِرَةِ حِجَابًا مَّسْتُورًا (45) وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا ۚ وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي ٱلْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَىٰ أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا﴾ [الإسراء: 45–46]

الخاتمة: من تأمل سنة النبي صلى الله عليه وسلم وحرص على الاقتداء بها، علم أن التلفظ بالاستعاذة قبل قراءة القرآن في المواطن التعبدية الجهرية ليس من هديه، بل هو خلاف السنة. والسنة أن يُقرأ القرآن باسم الله، كما بدأ به الوحي، وكما كان النبي يفتتح سائر شؤونه.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

BY Sudanese anonymous


Share with your friend now:
tgoop.com/sd_anonymous/29441

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

Co-founder of NFT renting protocol Rentable World emiliano.eth shared the group Tuesday morning on Twitter, calling out the "degenerate" community, or crypto obsessives that engage in high-risk trading. How to build a private or public channel on Telegram? Avoid compound hashtags that consist of several words. If you have a hashtag like #marketingnewsinusa, split it into smaller hashtags: “#marketing, #news, #usa. Choose quality over quantity. Remember that one high-quality post is better than five short publications of questionable value. Read now
from us


Telegram Sudanese anonymous
FROM American