tgoop.com/sana_a2020/12912
Last Update:
تقتضي منكَ الحياةُ أن تشعُرَ بكُلّ شيءٍ بقوةٍ قد تكونُ كافيةً لقطعٍ أنفاسك، ستتألّم جدًا، وستُجرح، وستتلاعبُ بكَ الحيرة، ستفقدُ إحساسكَ بالأمانِ، وستقعُ في براثن الخوف مرارًا، ستنتشلُكَ لحظةُ يقين، وربما بصيصُ أملٍ يؤرجحُكَ نحوَ القمةِ قليلًا، وقد يسقُطُ بكَ بعدها، فتُصيبُكَ الخيبة ستكونُ بخيرٍ على أيّ حال، لن تقتُلكَ الكلمةُ الجارحة، لكنّها ستورِثكَ التحيُّر بين المسامحةِ والانتقام، وبينَ التعافي والضغينة، لن يقتُلكَ رحيلُ الأحبّة لكنّهُ سيورثكُ ألف سؤالٍ لا إجابةَ له، ولن تقتُلكَ كل هذه الجروح التي لا يعلمُ عنها أحد شيئًا، لكنّها ستورثكُ الألم، الألمُ الذي يوقظكُ من النومِ ليلًا للاطمئنانِ على قلبكَ المُستغيث، لا شيءَ من هذا سيقتُلكَ ما دُمتَ تعرفُ طريقًا للتعافي، والنهوض من جديد، لكنّكَ ستتألّمُ في رحلتك بالتأكيد، ولا مفرّ من ذلك، ستمرُّ بكَ أيامٌ سِتتساءل كثيرًا إن كان هناكَ من جدوي لكُلِّ هذه الصراعات، وكل هذه الحيرة، وتوديعِ الأصدقاءِ لأجلِ معارك وهمية، ستتساءل عن جدوى العتاب، وجدوى الضغينة، هل في الحياةِ حقًا مُتّسَعُ لكُل هذا الحُزن! أم أنّك تسحبُ من رصيد الأيام الهادئة العادية لتلق بهِ في جحيمِ الحُزنِ والتعب، خلال حياتِك ستوضعُ مرارًا أمامَ نفس الدرس، سيمرُّ عليكَ كالعاصفة، يزلزلُ أركانك ويبعثرُ نفسك إلى أن تتعلمه، حينها فقط سيمرَّ من أمامك في هدوء في المرة التالية، بلا عواصف، ولا خسائر حتى لا تكادُ تشعُر به، أمّا هذاَ الدرس الذي تأبى أن تتعلّمه، فسيظلِّ يُطاردُك دومًا، كعاصفةٍ أبديّةٍ لا تهدأ .
BY همسات يمانية 🤍
Share with your friend now:
tgoop.com/sana_a2020/12912