tgoop.com/rilimaxx/49085
Last Update:
صوت المُنبة، مددتُ يدي لأُغلقه، لم أكتفي من النوم بَعد، حسنًا سأغفو قليلًا ومن ثم سأستيقظ، مهلًا، ينتظرني الكثير في هذا اليوم.
حككت عيناي ووضعت خصلة من شعري خلف أذني، جلست خمس دقائق لأنتظر عقلي بأن يباشر عمله، الله أكبر الله أكبر، آه يا إلهي بالتأكيد اقترب موعد عودتهم من صلاة العيد، التقطتُ ربطة شعري ورفعته في عشوائية.
صبَاح الخير، كل عام وأنتم بخير، أكره هذه اللحظة، وأنا أيضًا، ضحكة، وحلوة، ننتظر الإفطار، ملعقتين سُكر، وتوست، أنهيتُ فطوري بسرعة، فاليوم ليس كأيّ يوم عادي.
أستند على الباب الرئيسي في إنتظارهم، ها هم قد عادوا، الأخير خشمة طويل، ضحكت، عيدٌ مُبارك، حلوة مرة أخرى، أنظر لشقيقتي الصُغرى وأقول لها لأنكِ بطلة ستصعدي حالًا لتوّقظِي بنات عمومتِك.
خلال دقائق قليلة كان الكُلّ هُنا وهذا الأمر غير مُعتاد منهم، ولكنَّ اليوم عيد لذلك سيكون كل شيء مختلف ومُميز أيضًا.
أجول بعينيّ في كل زاوية وكل وجه، حياة أخرى هُنا، عمي يذبح، شقيقتي توثق اللحظات بالكاميرا، جدّتي سعيدة، وأعمامي كذلك، حِكايات، وضحكات، أخي يغلبّه النُّعاس، وابناء عمومتي يُلاحِقون ذاك الخروف الذي يحاول الهرب، أبي يُزين "الجبهه" بالدماء، ولا أعلم حقيقةً لِمَ يفعلها في كل عيد، ولكنّي أعتقد أنها عادة قديمة تُسعد الجميع إلّا شقيقتي التي تختبئ خلف أمي كِي لا يضعوا الدم عليها.
يصرخ مكين المُزعج -تكاد حنجرته أن تتمزّق- لتتغيّر تعابييّر وجهي، ياه ها قد بدأنا، ما بكَ يا أخ فلتصمت ولو لثانية مِش حتموت يعني، يقولون أن خروف عُمر مكتوب عليه اسمه وأنا لا، معليش معليش، وبعد نِقاش طويل، أخيرًا حلّلنا المُشكلة.
بعد 8 ساعات أنهيّنا كل شيء، هُناك من ذهب ليرتدي الثوب الجديد، وهناك من جلّس ليتصفح، وهُناك أيضًا من عاد ليحظى بنومٍ عميق هادئ إلى اليوم التالي.
أمّا أنا لم أفعل أي شي من كل هذا، فقط توجهّتُ إلى الأرجوحة لأتذكر تلك اللحظات، وصوت الضحكات، والحِكايات، وأكتب هذا النص لتخليّد الذكريات.
فكُلّ عام وأنتم هانئون مُطمئنون وفي ضِفاف أحبّتكم مقيمون، كل عام وأنتم إلى الله أقرب، عيدكم مُبارك رفاقي.
- أروىٰ الشويهـدِي.
🤎
BY أروىٰ الشويهـدِي.
Share with your friend now:
tgoop.com/rilimaxx/49085