tgoop.com/rilimaxx/46661
Last Update:
مرحباً يا عزيزتِي، كنتُ دائماً أردد عندكِ: لا أحبُ المقدمات ولا تروقنِي..
وهذهِ المرة، أنا أنهار..بلا مقدماتٍ هكذا.
أراكِ في كل الزوايا، تدركين هذا جيداً؟
لا تفارقينني..كلّك معي، كلّك معي صدقيني، لم ترحلي ولن تفعلي.
أنزوي وحدِي، أضغط نفسي لإنجاز مالا يمكن إنجازه في فترة قصيرة، لكي تسلو نفسي، ولكنّك معي..
كلّما حاولتُ التقاط صورة، افتقدتُ رؤية ما التقطتِ بيدكِ التِّي لا تنجزُ إلا فناً..كما أنتِ.
في كلِّ موضوعٍ يجري من أحداثِ الدنيا، أرى نصوصاً مصطفة أُعدمت قبل خروجها منك..ماذا كنتِ ستكتبين؟
وتلك النصوص التِّي لم تنشريها، ومخاوفكِ التِّي عاشت معي بعد موتِك..
حفظ القرآن قبل العشرين، الأمومة، الأثر، الجنّة، وإلّا الفقدُ يا الله.
وعدتنِي أن نلتقي، وسأكون أولَ الحضورِ في زفاف أختك..التِّي ماتت معك.
وعدتُك أن أحتفل مع أمك وأبيكِ وبنيكِ..الذين ماتوا معك، بعد خروجكِ من تلك العمليّة التي أثارت قلقك..فرحنا لأنها تأجلت، ولم تجريها ولن تفعلي.
تمنيتِ ألا تدخلِي ذاك المستشفى القابعِ في درنة مرة أخرى، ولم تدخليه ولن تفعلي.
لا أعلم إن كان لا يزال موجوداً في الأصل، ولكنّك ياعزيزتي دخلتِي مستشفى مدينة أخرى..لتُغسّلِي فيه.
والكثير والكثير من الأفكار والأحاديث التِّي لا تنتهي، إنها تأكلنِي من الداخل.
تذبحُ لسانِي عند حديثها، وتشل أناملي بكتابتها.
أنا لا أعترض صدقيني، أنا لا أعترضُ يا ربِّ..لكنِّي ممزقة.
كلّ الذكريات تخنقنِي، كلّ خطواتِي تعودُ عليّا بدمعٍ يبكيك، كلِّي رجاء بأن يكون كلّ ما كان كابوس سأستيقظ منه بعد هذه الليلة، أو التي بعدها..المهم أن ينتهي قبل أن أنتهي.
لأنّك تؤمنين بالكتابةِ شوقاً وحزناً؛ أكتبك.
-هَاجَر الفاخرِي
BY أروىٰ الشويهـدِي.
Share with your friend now:
tgoop.com/rilimaxx/46661