Telegram Web
حديث عن حق الزوج
حديث عن حق الزوج جاء في السنة النبوية المطهرة عدة أحاديث تدل على حق الزوج، ومن تلك الأحاديث قوله عليه الصلاة والسلام: (لَا يَصْلُحُ لِبَشَرٍ أَنْ يَسْجُدَ لِبَشَرٍ، وَلَوْ صَلَحَ لِبَشَرٍ أَنْ يَسْجُدَ لِبَشَرٍ، لَأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا، مِنْ عِظَمِ حَقِّهِ عَلَيْهَا).[١]وقد استدل بهذا الحديث الشريف على عظم حق الزوج على زوجته حيث لو جاز للنبي أن يأمر أحداً بالسجود لأحد لأمر الزوجة أن تسجد لزوجها.[٢]   حقوق الزوج من حقوق الزوج على زوجته نذكرها:[٣] طاعة الزوج، فطاعة الزوج واجبة على الزوجة إلا إذا أمرها بمعصية فحينئذٍ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، فالزوجة الصالحة تطيع زوجها إذا أمرها، وتدرك أن طاعته سببا من أسباب دخولها الجنة. حسن معاشرة الزوج. إعطاؤه الحق في تأديب زوجته إذا ترفعت عنه، فقد أعطى الإسلام الزوج الحق في تأديب زوجته إذا كانت ناشزاً بالوعظ والإرشاد، فإن لم يصلح معها ذلك هجرها في المضطجع، فإن لم يصلحها الهجران ضربها ضرباً غير مبرح. الاستجابة لطلب الزوج إذا دعاها للفراش، فمن حقوق الزوج أن لا تمتنع عنه زوجته إلا إذا له عذر شرعي في الامتناع. عدم التنفل بالصيام والطاعة إلا بإذنه، وترك الخروج من البيت إلا بإذنه، وأن لا تدخل أحداً بيته إلا بإذنه. الرفق به في طلب النفقة. حفظه في نفسها وماله وولده. الحرص على التزين له، ورعاية بيته، وتربية أولاده. مسألة تقديم طاعة الزوج على طاعة الوالدين قد قدم العلماء ومنهم الإمام أحمد طاعة الزوج على طاعة الوالدين، فلا يجب على الزوجة أن تطيع والديها إذا أمراها بفراق زوجها، وكذلك في حال زيارتهم وغيره لأنَّ طاعة زوجها أولى وأوجب، وهذا يدل على عظم حق الزوج على زوجته حيث رتب الله عز وجل لمن أطاعت زوجها دخول الجنة ونيل النعيم المقيم، قال عليه الصلاة والسلام: (إذا صلت المرأة خمسها و صامت شهرها و حصنت فرجها و أطاعت زوجها قيل لها: ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت)
التصنيفات تصفح المواضيع الرئيسية / أساليب التعليم / التعلم الذاتي التعلم الذاتي كتابة غادة الحلايقة - آخر تحديث: ٠٧:٢٤ ، ٣ فبراير ٢٠٢٠ ذات صلة أهمية استخدام التكنولوجيا في التعليم ما هي مصادر التعلم محتويات ١ مفهوم التعلّم الذاتي ٢ سمات وخصائص التعلّم الذاتي ٣ مبرّرات التعلّم الذاتي ٤ أهداف التعلّم الذاتي ٥ أهمية التعلّم الذاتي ٦ مهارات التعلّم الذاتي ٧ مصادر التعلّم الذاتيّ ٨ طرق التعلّم الذاتي ٩ استراتيجيات التعلّم الذاتي ١٠ خطوات التعلّم الذاتي ١١ الفرق بين التعلّم الذاتي والتعلّم التقليدي ١٢ المراجع مفهوم التعلّم الذاتي يُعرف التعلّم الذاتيّ على أًنّه اكتساب الفرد للمعلومات، والمهارات، والخبرات بصورة ذاتيّّة ومُستقلة عن أي مؤسسة تربويّة وبالاعتماد على نفسه، إذ تعتبر هذه العملية نشاطاً واعياً ينبع من اقتناع ودوافع داخلية لدى الفرد تحثّه على تحسين وتطوير شخصيته، وقدّراته، ومهاراته عن طريق ممارسة المُتعلم لمجموعة من الأنشطة والنشاطات التعليمية بمفرده من مصادر هادفة ومختلفة بعد تشخيصه لغاياته التعليميّة، وصياغة أهدافه، وتحديد الوسائل الملائمة له، بحيث يضع خطة تعليمية تتتناسب مع سرعته بالتعلّم، وميوله وتوجهاته.[١] تتأثّر عملية التعلّم الذاتي بمجموعة من العوامل؛ مثل عمر الشخص، ومستوى ذكائه، وقدراته الإدراكية ومواهبه، وقدرته على التعلّم بنفسه، والمعوقات الجسدية والاقتصادية للمتعلّم، والبيئة الاجتماعية المناسبة للتعلّم، ومدى الدافع والإرادة للاستمرار بهذه العملية التعلّيمية.[١] سمات وخصائص التعلّم الذاتي يتميز التعلّم الذاتي بمجموعة من الخصائص والسمات، وهي كما يأتي:[١][٢] مراعاة الفروق الفردية بين المتعلّمين وتقليلها، وأخذ حاجات المتعلّم ورغباته، وقدراته، واهتماماته بعين الاعتبار. مساعدة المتعلّم على التقدّم والتطور بشكل أفضل عن طريق بذل جهد ذاتيّ وفقاً للمعرفة والمهارات المُراد اكتسابها. اتخاذ المتعلّم القرار بنفسه وتحمّل مسؤوليته لتحقيق هدفه. التخلص من النظام والأساليب التعليمية التقليديّة، وذلك باستخدام أساليب وأنشطة غير اعتياديّة، ومختلفة عن باقي الأنماط التعليمية الأخرى. تحديد مستوى الفرد التعليمي وتقييمه بالاعتماد على أنظمة التغذية الراجعة، إذ يساعد ذلك على توضيح هدفه، ومعرفة ما يلزمه من جهد ووقت، ومهارات للوصول للهدف المُراد. إعطاء المتعلّم الحرية الكافيّة باختيار الوقت المناسب للتعلّم، والأنشطة والأساليب المُراد اتباعها، وتنسيق التقويم الذاتي لبدء تحقيق هدفه. تعزيز ودعم شعار التعلم مدى الحياة، أي أنّ عملية التعلّم مستمرة طوال الوقت. مبرّرات التعلّم الذاتي ظهر أسلوب التعلّم الذاتي ليواكب جميع الأحداث والتطورات بكل المقاييس، ومن هنا يستوجب ذكر حاجة الفرد للتعلم الذاتي، وهي كما يأتي:[١][٣] مواكبة جميع التغييرات والمُجريات بسبب ما يشهده العالم من انفجار معرفي في كافة المجالات، مما يساهم في بناء مجتمع قائم على العلم والمعرفة. الابتعاد عن جميع الأساليب والأنظمة التعليمية التربوية المُعتادة والروتينية. توفير المهارات لتلبية حاجات سوق العمل التنافسي. تطوير مهارات متعلقة بالعمل والدراسة وغيرها. المُساهمة بحل المُشكلات الشخصيّة والمهنيّة التي قد تواجه الفرد بصورة فرديّة. حاجة المتعلّم لمعرفة العديد من المهارات والخبرات والمعلومات السليمة. أهداف التعلّم الذاتي يختلف الهدف من عملية التعلّم الذاتي باختلاف غاية المتعلّم أو الهدف المُراد تحقيقه، ويُذكر منها ما يأتي:[٢] اكتساب المهارات والمعرفة اللازمة لمواصلة عملية التعلّم بشكل ذاتي. وقوع عملية التعليم على عاتق الفرد، وذلك بتعليم نفسه بنفسه. المساهمة ببناء مجتمع بنّاء وهادف، وجعل عملية التعلّم محوراً أساسيّاً وثابتاً بالمجتمع. تحقيق عملية تعلّم مستمرة مدى الحياة. الحصول على المهارات، والمعرفة، والمهارة بطريقة سلسة وسهلة على المتعلّم، بالإضافة لتكلفتها المنخفضة، وقدرته على اختيار المساق الملائم له دون التقييد بالزمان والمكان. أهمية التعلّم الذاتي يعكس التعلّم الذاتي أهمية بالغة تتلخص بالنقاط الآتية:[٢][٤] مواكبة الانفتاح المعرفي المستمر الحاصل في العالم. تعلّم المهارات واكتساب المعرفة بأقل جهد مبذول، وبتكلفة منخفضة، ودون أي تقيّد بالزمان أو المكان للحصول عليها. وجود دور إيجابي للمتعلّم في عملية التعلّم الذاتي، وضمان مشاركته الفعّالة أثناء عملية التعلم. تغيير سلوكيات المتعلّم، وزيادة ثقته بنفسه، وتطوير مهارة تحمّل المسؤوليّة لديه. توفير تغذية راجعة للفرد مما يسهم بتحسين أداء المتعلّم أول بأول. إتاحة الفرصة للمتعلّم لاكتشاف مواهبه والمجالات التي يبدع بها. مهارات التعلّم الذاتي تستلزم عملية التعلّم الذاتي مجموعة من المهارات التي تفيد باكتساب المعرفة، ومهارات تتعلق بعملية تقييم الفرد لنفسه، وأخرى تتناسب مع مجتمع المعرفة تتعلق بقدرة المتعلّم على النقد، والتحليل، والاكتشاف، والتفسير، والإ
قبال على التعلّم لمدى الحياة وغيرها الكثير، بالإضافة لمهارات معرفية متعلقة بالتوظيف المعرفي المُكتسب، ومهارات دراسيّة تقتضي بالكتابة والقراءة، ومهارات حياتيّة، ومهارات فنيّة تتبلور باستخدام الطرق والأدوات التي تسهل وصوله لهدفه وفقاً لخبراته،[٥] وهناك مجموعة من المهارات المهمة، وهي كما يأتي:[٤][٥] الاستعداد والقابلية لعملية التعلم، ويكمن ذلك بوجود دافع لدى الشخص للتعلّم. استغلال جميع الظروف المتوفرة في بيئة المتعلّم على أكمل وجه لمساهمة بتحقيق غايّاته. تقبّل الرأي االآخر. التوصل والتفاوض وإدارة الوقت. مواجهة الضغوط. مصادر التعلّم الذاتيّ تتعدد مصادر التعلّم الذاتي التي تُمكّن الفرد أو المتعلّم من تطوير نفسه أو شخصيته، والوصول للمعرفة والمهارات، إذ تساهم بتوفير نطاق واسع من المعرفة والمعلومات اللازمة لتحقيق أهدافه، وهي كما يأتي:[٦][١][٥] الكتب والمكتبات والمنشورات. وسائل الإعلام المُختلفة. البرامج التعليمية المُتعددة. المؤتمرات والمحاضرات، والأنشطة الثقافيّة. مواد تعليميّة مُبرمجة، ومطبوعة، وصوتيّة أو مرئيّة. المواقع التعليمية عبر الإنترنت، والبرامج التعليمية عبر الكمبيوتر. طرق التعلّم الذاتي يمكن اتباع مجموعة من الطرق التعليمية لتحقيق التعلّم الذاتي، ومن أهمها الآتي:[١][٧] التعلّم المبرمج: وذلك من خلال وضع برنامج متسلسل ومنظّم ومجزّء للمتعلّم بحيث يراعي قدّراته ليتمكن من إنجازه، وما يميّز هذه الطريقة مراعاتها للفروق الفرديّة واختلاف سرعة المتعلمين. التعلّم الإلكتروني والتكنولوجي: إذ يتم استخدام شبكة الإنترنت للحصول على المعرفة الواسعة بشتى أنواعها سواءً مكتوبة، أو سمعيّة، أو بصريّة، أو أفلام الفيديو وغيرها، بحيث تمكنّه من أخذ المعرفة والمعلومة من عدة مصادر موثوقة. التعلّم بالاستقصاء والاكتشاف: إذ ينبغي على الطالب التساؤل، والبحث، والقراءة وعدم قبول المعلومة كما هي وأخذها كمسلّمات، فعلى الطالب إثارة التساؤلات حول ما يبحث عنه للوصول إلى المعلومة بنفسه. التعلّم في مجموعات صغيرة: قد يظن البعض أن هذه الطريقة من التعلّم قد تتعارض مع التعلّم الذاتي، ولكن بحقيقة الأمر أن هذه الطريقة تساعد المتعلّم على الوصول للمعرفة من خلال تبادل الآراء والخبرات مع غيره بدلاً من الاعتماد على المُحاضر. التعلّم باستخدام أسلوب حل المشكلة: وتتمثل بمحاولة حل المشكلة بشكل فردي عند وجودها أو في حال افتراضها، مما يُكسب المتعلّم المهارات والقدرات على حل المشاكل التي تواجهه بصورة إبداعيّة، وهذا ينمّي فكره ويطوره. التعلّم بواسطة التمثيل والدراما: إذ تتبلور العملية التعليميّة الذاتيّة بتمثيل المتعلّم دوراً ما بنفسه للمادة المُراد تعلمها. التعلّم الميدانيّ: فيرتكز هذا النوع من التعلّم على زيارة المُتعلّم للمتاحف ووالآثار، والحدائق والغابات، والمؤسسات المختلفة، إذ يتأكد ويوثق المعلومة على أرض الواقع. التعلّم من خلال المشاريع الذاتيّة: إذ يكلَّف المتعلّم بعمل مشروع متكامل الخطة والتنفيذ بحيث يتكفل بكافة تفاصيله، ويكون المتعلّم مسؤولاً ومحوراً رئيسياً لهذا المشروع لتحقيق أفضل النتائج. استراتيجيات التعلّم الذاتي يعتقد الكثير من المُعلّمين والمتعلّمين أنّ التحصيل الأكاديمي العالي ناتج عن زيادة الساعات الدراسيّة إلا أنه وفي الحقيقة يعتمد بشكل أساسي على اتباع مجموعة من الاستراتيجيات لزيادة فاعلية التعلّم، ومن تلك الاستراتيجيات:[٨] التعلّم المعزّز بالاختبار: تُعرف استراتيجية التعلم المعزز بالاختبار أو استرجاع المعلومات (بالإنجليزية: Retrieval Practice) على أنها قدرة الطالب على تذّكر المعلومات بناءً على الاختبارات التي تُعطى له، فقد تكون اختبارات تحريرية وتكون فيها الإجابات أكثر إسهاباً وتفصيلاً، ويتم فيها تنشيط المعرفة واسترجاع المعلومات للمحتوى التعليمي، أما النوع الثاني فهو الاختبارات الموضوعية كالاختيار من متعدد، إذ تقتصر على اختيار الإجابة الصحيحة. التفسير الذاتي التفصيلي: تعتمد استراتيجية التفسير الذاتي التفصيلي (بالإنجليزية: Elaborative self-explanation) على الطالب في إثارة الأسئلة حول المحتوى التعليمي لتحفيز الذاكرة والتذّكر، والتي بدورها تُحفّز استرجاع المعلومات، مما يساعد على فهم المادة بشكل أفضل واستخدام المعرفة في حل المشكلات. الممارسة الموزّعة: تُستخدم استراتيجية الممارسة الموزّعة (بالإنجليزية: Distributed Practice) لضمان تذكّر المعلومات في المحتوى التعليمي لفترة طويلة، ويكون ذلك بتجزئة المحتوى الدراسي وتوزيع الجهد ودراسته على جلسات مختلفة، مما يشكل القدرة على استرجاع المعلومات لفترة طويلة، فعلى سبيل المثال يُنصح عند دراسة المادة للامتحان بتقسيمها إلى أجزاء لدراستها على فترة زمنية طويلة وليس بالتكرار لساعات طويلة قبل الامتحان. الممارسة المتداخلة: تعتمد استراتيجية الممارسة المتداخلة (بالإنجليزية: Interleaved Practice) على دراسة مواضيع مختلفة أو مواد متعددة
في الوقت ذاته بدلاً من دراسة نفس المادة، والتركيز عليها جيداً قبل الانتقال لدراسة المواد الاخرى، وتعتبر هذه الطريقة أكثر فاعلية في تنمية مهارات العقل على حل المشكلات والتصنيف، والقدرة على نقل المعلومات التي تمّ اكتسابها، والاحتفاظ بها لمدة طويلة.[٩] خطوات التعلّم الذاتي ينبغي اتباع عدّة خطوات للارتقاء بالعملية التعليمية عند تطبيق عملية التعلّم الذاتي، أهمها:[٧] تحديد أهداف التعلّم: ينبغي على الطالب تحديد الهدف المُراد تحقيقه من خلال تحديد المجال الذي يرغب في البحث والقراءة حوله، أو المهارة المُراد اكتسابها. فهم النهج الخاص بالطالب: وتكمن في تحديد الطالب للوسيلة أو الطريقة التي تناسبه في عملية التعلّم، واختيار الموضوعات التي تتناسب مع اتجاهاته. تنمية الدوافع الداخلية: ويأتي هذا الدافع ذاتياً من خلال الرغبة في التعلّم، فهو لا يأتي إلا بالتدريب والتعليم، ويمكن تعزيز هذا الدافع بالقراءة، والبحث عن المعلومات والحقائق، ومشاركة ما تمّ تعلّمه مع الآخرين. البدء بتكوين خلفية عن الموضوع: من خلال البدء بقراءة الموضوع وفهمه بشكلٍ تدريجي، ثم التعمّق في تفاصيله، ليستطيع الطالب فهم الموضوع بشكل كامل من جميع جوانبه. استخدام الاستراتيجيات القائمة على اللعب: من الضروري في العملية التعليمة استخدام التحّفيز والتعزيز في التعلّم، ويكون ذلك بأن يضع الطالب مكافأة من نوعٍ ما عند إنجاز هدف ما، مما يكسبه دافعاً للوصول لهذا الهدف للحصول على المكافأة. صُنع شيءٍ مما تعلمه الطالب: أي ضرورة مراجعة وتلخيص ما تمّ تعلمه من خلال الرسم التخطيطي، أو دفتر تلخيص، أو أغنية، وهذا يساعد على استرجاع المعلومات وترسيخها في عقل الطالب، ووضع أهداف جديدة تُكمّل ما تمّ تحقيقه من أهداف. مشاركة الطالب لما تعلّمه مع الآخرين: وذلك بمناقشة ما تعلّمه من خبرات ومعلومات للآخرين، وبالتالي تأكيد تلك المعلومات، وتنمية ثقته بنفسه أمامهم. مراقبة عمليّة التعلّم الخاصة بالطالب: على الطالب متابعة ما تمّ تعلّمه، والتحقق من مدى قدرته على إنجاز أهدافه التي وضعها ومتابعتها وتقييمها بشكل مسّتمر، ويكون ذلك وفقاً للمعايير التي وضعها الطالب بنفسه. الفرق بين التعلّم الذاتي والتعلّم التقليدي يختلف التعلم الذاتي والتقليدي بمجموعة من الفروقات، ويبين الجدول الآتي مقارنة بينهما: [٥] الرقم وجه المقارنة التعلّم الذاتي التعلّم التقليدي 1 المتعلّم المتعلّم محور رئيسي وفعّال بالعملية التعليمية. المتعلّم متلقٍ. 2 المعلم في حال وجود معلم فيكون دوره تشجيعياً وتحفيزياً. ملقن. 3 الطرق متنوعة وتتناسب مع جميع الفروق الفردية. يتم اعتماد أسلوب واحد مع جميع المتعلّمين. 4 الوسائل متنوعة ومتعددة، ومختلفة. سمعيّة وبصرية لجميع المتعليمين. 5 الهدف بما يتناسب مع العصر ومجرياته لمواكبته. محدّد. 6 التقويم يحدده المتعلّم. يحدده
مفهوم المواطنة وعلاقته بالانتماء

المواطنة في اللغة
بما أنه لا تتكشف دلالة المصطلح إلا بواسطة شرطين :
أولهما : مفهومه الذي اكتسبه في حقل معرفة ما عبر ظروف تاريخية معروفة .
وثانيهما : اندراجه في علاقات تفاعل مع مصطلحات مماثلة تبين مدى اختلافه عنها . وحيث أن المفهوم لا يكون رمزاً ذا دلالة كاملة إلا حين يكون مدلوله محدداً معلوماً ذا مكان وزمان محددين فإن مفهوم المواطنة – في ظل ما تسعى إليه الدراسة الحالية – بحاجة إلى تحديد دلالاته واستكشاف مضامينه واستجلاء قيمه في سياق فكر خاص يبين النسق النظري والعملي للمواطنة في الوعي العربي ويتشكل وفق معطيات معينة ( فكراً وتشريعاً وممارسة ) ويقتضي ذلك معالجة مفهوم المواطنة على النحو التالي :
المواطنة والمواطن مأخوذة في العربية من الوطن : المنزل تقيم به وهو " موطن الإنسان ومحله" ، وطن يطن وطناً : أقام به ، وطن البلد : اتخذه وطناً ، توطن البلد : أتخذه وطناً ، وجمع الوطن أوطان : منزل إقامة الإنسان ولد فيه أم لم يولد ، وتوطنت نفسه على الأمر : حملت عليه ، والمواطن جمع موطن : هو الوطن أو المشهد من مشاهد الحرب(5)، قال الله تعالى: " لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ..." (6) ،والمواطن : الذي نشأ في وطن ما أو أقام فيه (7) وأوطن الأرض : وطنها واستوطنها ، و اتطنها أي أتخذها وطنا ً . (8) ومواطنة : مصدر الفعل واطن بمعنى شارك في المكان إقامة ومولداً لأن الفعل على وزن (فاعل ) 9) .

أما في الاصطلاح فالوطنية تأتي بمعنى حب الوطن Patriotism في إشارة واضحة إلى مشاعر الحب والارتباط بالوطن وما ينبثق عنها من استجابات عاطفية ، أما المواطنة Citizenship فهي صفة المواطن والتي تحدد حقوقه وواجباته الوطنية ويعرف الفرد حقوقه ويؤدي واجباته عن طريق التربية الوطنية ، وتتميز المواطنة بنوع خاص من ولاء المواطن لوطنه وخدمته في أوقات السلم والحرب والتعاون مع المواطنين الآخرين عن طريق العمل المؤسساتي والفردي الرسمي والتطوعي في تحقيق الأهداف التي يصبو لها الجميع وتوحد من أجلها الجهود وترسم الخطط وتوضع الموازنات (10) .

وتشير دائرة المعارف البريطانية إلى أن المواطنة " علاقة بين فرد ودولة كما يحددها قانون تلك الدولة متضمنة مرتبة من الحرية وما يصاحبها من مسؤوليات وتسبغ عليه حقوقاً سياسية مثل حقوق الانتخاب وتولي المناصب العامة . وميزت الدائرة بين المواطنة والجنسية التي غالباً ما تستخدم في إطار الترادف إذ أن الجنسية تضمن بالإضافة إلى المواطنة حقوقاً أخرى مثل الحماية في الخارج (11) . في حين لم تميز الموسوعة الدولية وموسوعة كولير الأمريكية بين الجنسية والمواطنة فالمواطنة في (الموسوعة الدولية) هي عضوية كاملة في دولة أو بعض وحدات الحكم، وتؤكد الموسوعة أن المواطنين لديهم بعض الحقوق مثل حق التصويت وحق تولي المناصب العامة وكذلك عليهم بعض الواجبات مثل واجب دفع الضرائب والدفاع عن بلدهم (12) . وفي موسوعة (كولير) الأمريكية المواطنة هي " أكثر أشكال العضوية اكتمالا في جماعة سياسية ما " (13) .

نبذة تاريخية عن مفهوم المواطنة :

يعد الحفر في الأصول اللغوية والاصطلاحية للمواطنة في الفكر العربي والغربي أمراً لا يقتضيه اختلاف النظم المرجعية التي استمدت منها المفاهيم فحسب ،بل يضاف اليه اختلاف حقول المعرفة التي كانت محضناً مباشراً لكل مصطلح وموجهاً لدلالته في الثقافتين العربية والغربية ومن ثم تتضح أهمية تأصيل المفهوم وبحثه في إطار المحاضن الفكرية بمنطلقاتها المرجعية والتي توجب على الباحث القراءة التاريخية لهذا المصطلح.
لقد أقترن مبدأ المواطنة بحركة نضال التاريخ الإنساني من أجل العدل والمساواة والإنصاف . وكان ذلك قبل أن يستقر مصطلح المواطنة وما يقاربه من مصطلحات في الأدبيات السياسية والفكرية والتربوية، وتصاعد النضال وأخذ شكل الحركات الاجتماعية منذ قيام الحكومات الزراعية في وادي الرافدين مروراً بحضارة سومر وآشور وبابل وحضارات الصين والهند وفارس وحضارات الفينيقيين والكنعانيين .
وأسهمت تلك الحضارات وما انبثق عنها من أيديولوجيات سياسية في وضع أسس للحرية والمساواة تجاوزت إرادة الحكام فاتحة بذلك آفاقاً رحبة لسعي الإنسان لتأكيد فطرته وإثبات ذاته وحق المشاركة الفعالة في اتخاذ القرارات وتحديد الخيارات الأمر الذي فتح المجال للفكر السياسي الإغريقي ومن بعده الروماني ليضع كل منهما أسس مفهومه للمواطنة والحكم الجمهوري ( الذي كان يعني حتى قيام الثورة الأمريكية في أواخر القرن الثامن عشر ، الحكم المقيد في مقابلة الحكم المطلق وليس الحكم الجمهوري كما نفهمه اليوم ) وقد أكد كل من الفكر السياسي الإغريقي والروماني في بعض مراحلهما على ضرورة المنافسة من أجل تقلد المناصب العليا و أهمية إرساء أسس مناقشة السياسة العامة باعتبار ذلك شيئاً مطلوباً في حد ذاته (14) .

وأفرزت تلك التجارب التاريخية معانٍي مختلفة للمواطنة فكراً وممارسة تفاوتت قرباً وبعداً من المفهوم المعاصر للمواطنة حسب آراء ا
لمؤرخين . وحتى في التاريخ المعاصر تنوعت إفرازات مفهوم المواطنة بحسب التيارات الفكرية السياسية والاجتماعية التي لا يمكن قراءتها وفهمها ونقدها بمعزل عن الظروف المحيطة بها أو بعيداً عن الزمان والمكان بكل أبعادهما الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والأيديولوجية والتربوية ، ومن ثم لا يمكن التأصيل السليم لمفهوم المواطنة باعتباره نتاجاً لفكر واحد مبسط وإنما باعتبار أنه نشأ ونما في ظل محاضن فكرية متعددة تنوعت نظرياتها وعقائدها بل وظروف تشكلها على المستوى المحلي والقومي والدولي . ولأن قضية المواطنة محوراً رئيساً في النظرية والممارسة الديمقراطية الحديثة ، فإن تحديد أبعادها وكيفية ممارستها ينبع من الطريقة التي يمنح بها هذا النظام أو ذاك حقوق المواطنة للجميع ومدى وعي المواطنين وحرصهم على أداء هذه الحقوق والواجبات (15) .



وفي القرن الحادي والعشرين شهد مفهوم المواطنة تطوراً مال به منحى العالمية وتحددت مواصفات المواطنة الدولية على النحو التالي (16) :-

§ الاعتراف بوجود ثقافات مختلفة .
§ احترام حق الغير وحريته .
§ الاعتراف بوجود ديانات مختلفة .
§ فهم وتفعيل أيديولوجيات سياسية مختلفة .
§ فهم اقتصاديات العالم .
§ الاهتمام بالشؤون الدولية .
§ المشاركة في تشجيع السلام الدولي .
§ المشاركة في إدارة الصراعات بطريقة اللاعنف.

وهذه المواصفات لمواطن القرن الواحد والعشرين يمكن فهمها بشكل أفضل في صورة كفاءات تنميها مؤسسات المجتمع لتزيد فاعلية الارتباط بين الأفراد على المستوى الشخصي والاجتماعي والمحلي والقومي والدولي ويكون ذلك بتنمية قدرات معينة للتفكير تحسم وتنظم في الوقت نفسه الاختلافات الثقافية ، ومواجهة المشكلات والتحديات كأعضاء في مجتمع عالمي واحد .

ويستند هذا المنحى في إرساء مبدأ المواطنة العالمية على ركيزتين (17) :-

الأولى : عالمية التحديات في طبيعتها كعدم المساواة الاجتماعية والاقتصادية ، والامتلاك غير المتساوي لتقنيات المعلومات وانخفاض الخصوصية ، والتدهور البيئي وتهديد السلام .
الثانية : أن هناك أمماً ومجتمعات ذات ديانات وثقافات وأعراف وتقاليد ونظم مختلفة.

ولقد أسفرت الاجتهادات الغربية المعاصرة لتحليل طرفي هذه المعادلة عن تفاعلات جدية تتلخص في صياغة عناصر جديدة للمواطنة ، وتأسيس مصطلح جديد في الخطاب المعاصر هو (المواطنة العالمية) أو (المواطنة عديدة الأبعاد) التي لخصت في (البعد الشخصي – البعد الاجتماعي – البعد المكاني – البعد الزماني) وأهابت بالمؤسسات السياسية والتربوية تحقيقها من خلال العناصر التالية (18) :
1) الإحساس بالهوية .
2) التمتع بحقوق معينة .
3) المسؤوليات والالتزامات والواجبات .
4) مسؤولية المواطن في لعب دور ما في الشؤون العامة .
5) قبول قيم اجتماعية أساسية .

وعلى الرغم مما وصل إليه مفهوم المواطنة من وضوح في الفكر الغربي المعاصر إلا أنه ما زال يشهد في الوعي العربي بعض التداخلات مع مفهوم الانتماء ، ويقتضي ذلك وفق أهداف الدراسة التأصيل النظري لمفهوم الانتماء .

مفهوم الانتماء
يشير مفهوم الانتماء إلى الانتساب لكيان ما يكون الفرد متوحداً معه مندمجاً فيه ، باعتباره عضواً مقبولاً وله شرف الانتساب إليه ، ويشعر بالأمان فيه ، وقد يكون هذا الكيان جماعة ، طبقة ، وطن ، وهذا يعني تداخل الولاء مع الانتماء والذي يعبر الفرد من خلاله عن مشاعره تجاه الكيان الذي ينتمي إليه .

ولقد ورد في الانتماء آراء شتى للعديد من الفلاسفة والعلماء و تنوعت أبعاده ما بين فلسفي ونفسي واجتماعي ، ففي حين تناوله ماسلو Maslo من خلال الدافعية ، اعتبره إريك فروم Fromm حاجة ضرورية على الإنسان إشباعها ليقهر عزلته وغربته ووحدته ، متفقاً في هذا مع وليون فستنجر Leon Festinger الذي اعتبره اتجاهاً وراء تماسك أفراد الجماعة من خلال عملية المقارنة الاجتماعية ، وهناك من اعتبره ميلاً يحركه دافع قوي لدى الإنسان لإشباع حاجته الأساسية في الحياة .
وعلى الرغم من اختلاف الآراء حول الانتماء ما بين كونه اتجاهاً وشعوراً وإحساساً أو كونه حاجة أساسية نفسية – لكون الحاجة هي شعور الكائن الحي بالافتقاد لشيء معين، سواء أكان المفتقد فسيولوجياً داخلياً ، أو سيكولوجياً اجتماعياً كالحاجة إلى الانتماء والسيطرة والإنجاز- أو كونه دافعاً أو ميلاً، إلا أنها جميعاً تؤكد استحالة حياة الفرد بلا انتماء، ذاك الذي يبدأ مع الإنسان منذ لحظة الميلاد صغيراً بهدف إشباع حاجته الضرورية ، وينمو هذا الانتماء بنمو ونضج الفرد إلى أن يصبح انتماءً للمجتمع الكبير الذي عليه أن يشبع حاجات أفراده . ولا يمكن أن يتحقق للإنسان الشعور بالمكانة والأمن والقوة والحب والصداقة إلا من خلال الجماعة ، فالسلوك الإنساني لا يكتسب معناه إلا في موقف اجتماعي، إضافة إلى أن الجماعة تقدم للفرد مواقف عديدة يستطيع من خلالها أن يظهر فيها مهاراته وقدراته ، علاوة على أن شعور الفرد بالرضا الذي يستمده من انتمائه للجماعة يتوقف على الفرص التي تتاح له كي ي
يجب أن يسمو على الفردية والأنانية .
2) انتماء زائف :
هو ذاك الانتماء المبني على وعي زائف ، بفعل المؤسسات الرسمية وغير الرسمية التي قد تشوه حقيقة الواقع في عقول المواطنين ، وبالتالي قد تصبح رؤيتهم للأمور والمواقف غير حقيقية وغير معبرة عن الواقع الفعلي، ومن ثم يصبح الوعي والإدراك لهذا الواقع وعياً مشوهاً وبالتالي ينبثق عنه انتماء زائف ضعيف .
3) انتماء لفئة بعينها :
وهنا يعمل الفرد على مصالح الفئة التي ينتمي إليها دون سواها من الفئات داخل المجتمع الواحد ، وبالرغم من أن وعيه بها وعي حقيقي وانتماءه لها انتماء حقيقي ، إلا أنه قياساً على انتمائه للمجتمع ككل فهو وعي غير حقيقي وانتماء غير حقيقي ، لأنه يعمل وينتمي لجزء من الكل فقط ، فلا يعي ولا يدرك ولا يعمل إلا لصالح هذا الجزء ، ويترتب على ذلك آثار وخيمة من تفتيت لبنية المجتمع وربما كان سببا لوجود الصراع بين فئاته ، ويزداد حدةً كلما ازدادت الهوة بين هذه الفئات والمحصلة النهائية تدهور المجتمع وتفككه ، إذ ستعمل كل فئة في الغالب الأعم لصالحها هي فقط ، ولو على حساب غيرها من الفئات .
إن التأصيل النظري لمفهوم المواطنة والانتماء يبين أن المواطنة هي الدائرة الأوسع التي تستوعب مختلف الانتماءات في المجتمع كما أنها تضع من المعايير التي تلزم الأفراد بواجبات والتزامات معينة تحقق الاندماج والتشاركية في تحقيق مصالح الأفراد والوطن من ناحية ، ومن ناحية أخرى تسم المواطنة وسبل تكريسها بالمسؤولية العامة والأهداف الوطنية التي يمكن تحقيقها من خلال أطر رسمية وبنية وعي مخطط لها ويتم الإشراف عليها وتقييمها من قبل أجهزة الدولة والمحاسبة على الإخلال بمبادئها من خلال مؤسسات الدولة كل حسب تخصصها وطبيعة عملها ، في حين أن الانتماء يلعب الدور الأساس في تشكيله العديد من القوى الأيديولوجية والثقافية والاجتماعية التي قد لا يمكن السيطرة عليها ، إذ يتم ذلك في الأسر والقبائل والعشائر ، و من خلال الدوائر الفكرية والدينية الأخرى التي ربما تفضي في بعض الأحيان إلى ممارسات مناوئة لمبدأ المواطنة ذاته .
ومن ثم تعد المواطنة هي البوتقة التي تضمن انصهار جميع الانتماءات لصالح الوطن ضمن أطر نظامية ومن خلال الالتقاء على أرضية المصلحة الوطنية العامة، ويتم ذلك بناء على معطيات الفكر العالمي اليوم والتي يروج لها في ساحاتنا الفكرية ومنتدياتنا الثقافية من خلال الأبعاد التالية :
1) الهوية .
2) الانتماء .
3) التعددية وقبول الآخر .
4) الحرية والمشاركة السياسية .
فما هو موقف الشباب السعودي محل هذه الدراسة الاستكشافية من الأبعاد الأساسية الأربع لمفهوم المواطنة في ظل المتغيرات العالمية التي نمر بها
لعب دوره بوصفه عضواً من أعضائها (19) .

أبعاد الانتماء :

يعد مفهوم الانتماء مفهوماً مركباً يتضمن العديد من الأبعاد والتي أهمها:

1) الهوية Identity :
يسعى الانتماء إلى توطيد الهوية ، وهي في المقابل دليل على وجوده ، ومن ثم تبرز سلوكيات الأفراد كمؤشرات للتعبير عن الهوية وبالتالي الانتماء .
2) الجماعية Collectivism :
إن الروابط الانتمائية تؤكد على الميل نحو الجماعية ، ويعبر عنها بتوحد الأفراد مع الهدف العام للجماعة التي ينتمون إليها ، وتؤكد الجماعة على كل من التعاون والتكافل والتماسك ، والرغبة الوجدانية في المشاعر الدافئة للتوحد. وتعزز الجماعية كل من الميل إلى المحبة ، والتفاعل والاجتماعية ، وجميعها تسهم في تقوية الانتماء من خلال الاستمتاع بالتفاعل الحميم للتأكيد على التفاعل المتبادل .
3) الولاء Loyalty :
الولاء جوهر الالتزام، يدعم الهوية الذاتية ، ويقوي الجماعية ، ويركز على المسايرة ، ويدعو إلى تأييد الفرد لجماعته ويشير إلى مدى الانتماء إليها ، ومع أنه الأساس القوي الذي يدعم الهوية ، إلا أنه في الوقت ذاته يعتبر الجماعة مسؤولة عن الاهتمام بكل حاجات أعضائها من الالتزامات المتبادلة للولاء ، بهدف الحماية الكلية .
4) الالتزام Obligation :
حيث التمسك بالنظم والمعايير الاجتماعية ، وهنا تؤكد الجماعية على الانسجام والتناغم والإجماع ، ولذا فإنها تولد ضغوطاً فاعلة نحو الالتزام بمعايير الجماعة لإمكانية القبول والإذعان كآلية لتحقيق الإجماع وتجنب النزاع (20) .
5) التواد :
ويعني الحاجة إلى الانضمام أو العشرة Affiliation، وهو- التواد- من أهم الدوافع الإنسانية الأساسية في تكوين العلاقات والروابط والصداقات (21) ويشير إلى مدى التعاطف الوجداني بين أفراد الجماعة والميل إلى المحبة والعطاء والإيثار والتراحم بهدف التوحد مع الجماعة ، وينمي لدى الفرد تقديره لذاته وإدراكه لمكانته ، وكذلك مكانة جماعته بين الجماعات الأخرى ، ويدفعه إلى العمل للحفاظ على الجماعة وحمايتها لاستمرار بقائها وتطورها ، كما يشعره بفخر الانتساب إليها (22) .
6) الديمقراطية :
هي أساليب التفكير والقيادة، وتشير إلى الممارسات والأقوال التي يرددها الفرد ليعبر عن إيمانه بثلاثة عناصر :
أ – تقدير قدرات الفرد وإمكاناته مع مراعاة الفروق الفردية ، وتكافؤ الفرص ، والحرية الشخصية في التعبير عن الرأي في إطار النظام العام ، وتنمية قدرات كل فرد بالرعاية الصحية والتعليمية والاجتماعية والاقتصادية .
ب- شعور الفرد بالحاجة إلى التفاهم والتعاون مع الغير ، ورغبته بأن تتاح له الفرصة للنقد مع امتلاكه لمهارة تقبل نقد الآخرين بصدر رحب ، و قناعته بأن يكون الانتخاب وسيلة اختيار القيادات ، مع الالتزام باحترام النظم والقوانين ، والتعاون مع الغير في وضع الأهداف و المخططات التنفيذية وتقسيم العمل وتوزيعه ومتابعته وهي بذلك تمنع الديكتاتورية، وترحب بالمعارض ، مما يحقق سلامة ورفاهية المجتمع .
ج- إتباع الأسلوب العلمي في التفكير (23) .

في ضوء ما سبق ذكره من أراء متعددة حول الانتماء وجماعة الانتماء، يمكن استخلاص عدة خصائص ، كمؤشرات لدينامكية العلاقة الجدلية بين الانتماء وجماعة الانتماء أهمها :

• الانتماء مفهوم نفسي ، اجتماعي ، فلسفي ، وهو نتاج العملية الجدلية التبادلية بين الفرد والمجتمع أو الجماعة التي يفضلها المنتمي .
• باعتبار الانتماء ذا طبيعة نفسية اجتماعية ، فإن وجود المجتمع أو الجماعة هام جداً كعالم ينتمي إليه الفرد ، حيث يعبر عن الانتماء بالحاجة إلى التجمع والرغبة في أن يكون الفرد مرتبطاً أو يكون في حضور الآخرين ، وتبدو هذه الحاجة وكأنها عامة بين أفراد البشر .
• يفضل أن تكون جماعة الانتماء بمثابة كيان أكبر وأشمل وأقوى لتكون مصدر فخر واعتزاز للفرد ، وأن يكون الفرد العضو في جماعة الانتماء في حالة توافق متبادل معها ليتم التفاعل الإيجابي بينهم .
• يعبر عن جماعة الانتماء بالجماعة المرجعية ، تلك التي يتوحد معها الفرد ويستخدمها معياراً لتقدير الذات ، ومصدراً لتقويم أهدافه الشخصية ، وقد تشمل الجماعة المرجعية كل الجماعات التي ينتمي إليها الفرد كعضو فيها (24) .
• على الفرد أن يثق ويعتنق معايير ومبادئ ، وقيم الجماعة التي ينتمي إليها ومن ثم يحترمها ويلتزم بها .
• على الفرد نصرة الجماعة التي ينتمي إليها ، والدفاع عنها وقت الحاجة والتضحية في سبيلها إذا لزم الأمر مقابل أن توفر الجماعة له الحماية والأمن والمساعدة .
• أن يكون توحد الفرد مع الجماعة ضمن إطار ثقافي مشترك ، وتعتبر اللغة والمعايير الثقافية الأخرى عناصر أساسية للجماعة، ويتحدد مدى الانتماء بدرجة التمسك بها .
• الانتماء بمثابة حاجة أساسية ( إنسانية ، طبيعة سيكولوجية ) في البناء النفسي ، باعتباره خاصية نفسية اجتماعية .
• الانتماء متعدد الأنماط ، اتساعاً وضيقاً ، تباعداً وتكاملاً ، وللتنشئة الاجتماعية دور إما في إضعاف الانتماء أو تقويته ، إذ عن طريقها يتشبع الفرد بالق
يم المعززة للانتماء ومفردات الثقافة كاللغة والفكر والفن .
• يتأثر الانتماء بالظروف الاجتماعية والسياسية والاقتصادية السائدة ، ولذلك فإن أنماط السلوك التي يصعب تفسيرها أو تبريرها أحياناً ما تكون نتيجة لفشل الفرد في الشعور بالانتماء وإحساسه بالعزلة عن الجماعة .
• إذا أنكر المجتمع على الفرد إشباع حاجاته ، فإنه- الفرد- قد يتخذ موقفاً سلبياً إن لم يكن أحياناً عدائياً للمجتمع ،إذ قد يلجأ إلى مصادر بديلة ، يوجه إليها اهتمامه وانتماءه ، وقد تكون مصادر غير مرغوب فيها أحياناً ، ولها عواقبها السيئة على كل من الفرد والمجتمع .
• لا انتماء بلا حب ولذا فالحب جوهر الانتماء .
• يشير ضعف الانتماء إلى الاغتراب وما يصاحبه من مظاهر السلبية واللامبالاة نحو المجتمع ، وغالباً كلما زاد عطاء المجتمع لإشباع حاجات الفرد ، كلما زاد انتماء الفرد إليه ، والعكس صحيح إلى حد ما .
• الانتماء يؤدي إلى نمو الذات وتحقيقها ، وكذا تحقيق تميز الفرد وفرديته ، وتماسك المجتمع .
• الانتماء يدعم الهوية باعتبارها الإدراك الداخلي الذاتي للفرد ، محددة بعوامل خارجية يدعمها المجتمع ، والانتماء هو الشعور بهذه العوامل ، ويترجم من خلال أفعال وسلوكيات تتسم بالولاء لجماعة الانتماء أو المجتمع .
• الولاء متضمن في الانتماء والانتماء أساس الوطنية .
• للانتماء أبعاد حددها البعض بثمانية هي:( الأمان – التوحد – التقدير الاجتماعي – الرضا عن الجماعة – تحقيق الذات – المشاركة – القيادة – الإطار المرجعي) وبينها جميعاً قدر من الانسجام ويمكن من خلالها دراسة دوافع الانتماء (25) .
• الانتماء باعتباره قيمة جوهرية متعدد المستويات بتعدد أبعاد القيمة ( وعي ، وجدان ، سلوك ) ، فهو (مادي) لحظة عضوية الفرد في الجماعة ، و(معلن) لحظة تعبير الفرد عنه لفظياً مؤكداً مشاعره تجاه جماعة الانتماء ، و(سلوكي) عندما يتخذ الفرد مواقف سلوكية حيال جماعة الانتماء ، وقد تكون هذه المواقف إيجابية تعبر عن قوة الانتماء ، أو سلبية تعبر عن ضعف الانتماء (25) .
وانطلاقاً من أهمية هذا المفهوم في حياة البشر ، والذي أعطاه العلماء والباحثون جل اهتمامهم ، كان من الضروري إعداد وسائل تقيس السلوك والمشاعر المرتبطة بمظاهر الانتماء قوة أو ضعفاً ، مستندة في ذلك إلى نظريات علمية ، ومن ذلك على سبيل المثال محاولة (ريتشارد . م .لي )و (ستيفن . ب . روبنز)- التي استندت إلى نظرية علم نفس الذات للعالم (هل) 1984 م - في تطوير مقياس الانتماء من خلال مقياس الترابط الاجتماعي ومقياس التأمين الاجتماعي وجاءت أبعاد الأول ( الترابط – التواد – العشرة ) ، وأبعاد الثاني ( التواد- العشرة ) ، بما تتضمن هذه الأبعاد من قيم إيجابية(26) .
وكذلك حاولت إحدى الدراسات العربية تصميم مقياس للانتماء واستندت في تصميمه إلى سبعة عشر عنصراً – تمحورت في أربعة محاور ( المشاركة – المسؤولية – تقبل أهداف ومعايير المجتمع ، الفخر والاعتزاز بالمجتمع ) – وطبقته ميدانيا على سكان أحد الأحياء في القاهرة (27) .
مما سبق يستخلص الباحث تعريفاً نظرياً للانتماء بالوطن مؤداه :
هو اتجاه إيجابي مدعم بالحب يستشعره الفرد تجاه وطنه ، مؤكداً وجود ارتباط وانتساب نحو هذا الوطن – باعتباره عضواً فيه – ويشعر نحوه بالفخر والولاء ، ويعتز بهويته وتوحده معه ، ويكون منشغلاً ومهموماً بقضاياه ، وعلى وعي وإدراك بمشكلاته ، وملتزماً بالمعايير والقوانين والقيم الموجبة التي تعلي من شأنه وتنهض به ، محافظاً على مصالحه وثرواته ، مراعياً الصالح العام ، ومشجعاً ومسهماً في الأعمال الجماعية ومتفاعلاً مع الأغلبية ، ولا يتخلى عنه حتى وإن اشتدت به الأزمات .

وحسب هذا المفهوم تتعدد محاولات تصنيف الانتماء التي أفرزتها كتابات الباحثين والمتخصصين على النحو التالي (28) :
1) تصنيف حسب الموضوع ( الانتماء للإسلام – الأسرة – الوطن) والمستويين الآخرين متفرعين عن الأول .
2) تصنيف نوعي ( مادي يعتبر الفرد عضو في الجماعة ، ظاهري يعبر عن مشاعره لفظياً ، إيثاري يعبر عن الموقف الفعلي) .
3) تصنيف حسب طبيعته ( إما قبل عضوية الفرد في الجماعة – أو بعد عضويته فيها )
4) تصنيف في ضوء السوية ( سوي يتفق مع معايير الجماعة – وغير سوي يتخذ مواقف عدوانية منها ) .
5) تصنيف كيفي ( شكلي بحكم العضوية تحت تأثير الجنسية واللغة ، وموضوعي حقيقي يدرك الفرد فيه حقائق الواقع ويكون فيه مشاركاً، زائف حيث الرؤية غير الحقيقية للواقع ) .

ويضيف الباحث إلى هذه التصنيفات الأنماط التالية للانتماء :
1) انتماء حقيقي :
يكون فيه لدى الفرد وعي حقيقي لأبعاد الموقف ، والظروف المحيطة بوطنه داخلياً وخارجياً ، ويكون مدركاً لمشكلات وقضايا وطنه ، وقادراً على معرفة أسبابها الحقيقية وطبيعة هذه المشكلات ، وموقفه منها ، والاكتراث بآرائها ونتائجها ، ويكون المنتمي هنا مع الأغلبية ويعمل لصالحها ، ويؤمن بأن مصلحة الأغلبية والعمل من أجل الصالح العام وسلامة المجتمع ونموه وتطوره ، هو الهدف الذي
Toggle navigation

 

نور على الدرب

 

حكم المرأة إذا كان زوجها لا يصلي

حكم المرأة إذا كان زوجها لا يصلي

السؤال: إحدى الأخوات المستمعات سمت نفسها حليمة تقول: إنني أم لعدد كبير من الأبناء، وأنا والحمد لله على قدر لا بأس به من الإيمان، ولكن زوجي لا يعرف أي شيء عن ذلك، فهو منذ زواجنا منذ خمسة وعشرين عامًا وهو تارك للصلاة، وتصفه بأوصاف أخرى يترفع البرنامج عن ذكرها وترجو توجيهكم سماحة الشي

الجواب: هذا زوج لا خير فيه، ولا يجوز البقاء معه، بل يجب أن تعتزليه وأن تمتنعي منه وأن لا يقربك لا بجماع ولا غيره، وهذا العمل الذي فعلتيه معه منكر صبرت معه خمسة وعشرين سنة وهو لا يصلي هذا منكر والعياذ بالله، عليك التوبة إلى الله من ذلك، والندم من هذا العمل السيئ هذا هو الصحيح من أقوال العلماء، لقوله ﷺ: بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة رواه مسلم في صحيحه، ولقوله ﷺ: العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر وإذا كانت عنده سيئات أخرى ومعاصي أخرى صار شراً إلى شر نسأل الله العافية، فالواجب عليك البعد منه وتركه وعدم تمكينه من نفسك والامتناع منه فإن طلقك وأعطاك وثيقة بذلك فالحمد لله، وإلا فارفعي الأمر إلى الحاكم الشرعي إذا كنت في بلاد إسلامية. نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرًا. ألاحظ سماحة الشيخ في نهاية رسالتها أنها تتعلل بالأولاد وتخشى أن يضيعوا ولا سيما وأنهن من البنات؟
الشيخ: ليس هذا بعذر، أولادك لك، وأنت أحق بأولادك من هذا الكافر والله يرزقك وإياهم سبحانه والرزق عليه جل وعلا، وعلى الحاكم الشرعي أن يلزمه بما يلزم من جهة النفقة، أن هذا إلى الحاكم الشرعي، وأنت أولى بأولادك.
فالحاصل: أن هذا لا يمنع من البعد منه والحذر منه وعدم تمكينه من نفسك والأولاد رزقهم على الله، والحاكم الشرعي ينظر في الأمر.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
2025/07/05 15:33:46
Back to Top
HTML Embed Code: