POORW Telegram 1017
في قرية مترامية في أقصى الوجع
وضعتني أمي على فراش الولادة كانت فرحة امي لا توصف كما تقول جدتي فأنا الطفل المتأخر بعد سنوات إنتظار وما هي إلا دقائق حتى جاء طفل اخر هو توأمي وكانت الفرحة لا توصف ان نولد
لأم لا تقرأ ولا تكتب ..
كبرنا سوية وكنا متشابهين لدرجة أن أمي لا تميزنا
لأن والدي كان يشتري لنا نفس الملابس ونفس قصة الحلاقة ..
عشقت أنثى كانت تكبرني بسنوات لكني كبرت بها
اعشقها كأني لا أرى غيرها ..كنا كثيرا ما نختصم لدرجة الاشتباك بالأيدي والمشاعر ..
كان اخي يعلم بحبي لها وكم مرة حاول أن يمازحها ويقول لها انا احمد فترد عليه
(ولك شلون اني ما اعرف احمد ..كلبي يدك
وانتعش وروحي تروح ..حتى ريحة جلده اعرفها
العب غيرها)..هي الوحيدة التي كانت تعرفني ..
رغم أنها باعتني في اول خصام بيننا الى تاجر
الحزن الذي كان يقف بيننا ..باعتني الى شماتة قلبي الذي كان يكذبني عندما اقول له انها تتمسك بي وتتماسك بي ..
افترقنا ونحن على اعتاب الحرب والحب ..
داعش على مقربة من المدن وقلوبنا على مقربة
من الحزن والفراق ..
كانت أمي تعشق اخي منتظر اكثر مني وهذا
ما أشعر به عندما تميزنا احيانا وتعرف احدنا من الاخر...
بل انها في كل شيء تقول انا ام منتظر ..!
حتى اذا مرضت انا وتشتبه تناديني بأسم منتظر

مع الفتوى المباركة فزعنا انا واخي الى القتال في
صفوف ال ح ش د الشعبي حيث سامراء ..
وكانت أمي رافضة أن يذهب منتظر معي للحرب
لكنها امام صراخ منتظر وافقت .
وكلما تتصل على هاتفي تسأل عن منتظر دون أن تسألني ..
وذات يوم رن هاتفي ..
وكانت أمي على الهاتف وهناك تعرض قوي علينا في سامراء قرب مرقد الاماميين العسكرين ..
و رد منتظر وقال لها ها يمه شلونك ..اني ..
بعد ال آني كانت الرصاصة تعانق قلبي منتظر
واستشهد من لحظتها وامي تصرخ ..
ها ولك احمد ..احمد ..منتظر خوما بيه شي ..
تخيلت أمي في ثواني
لو قلت لها ان منتظر استشهد ..
ستموت أمي مرتين ..
لكني لو قلت لها ان احمد استشهد ربما ستموت مرة واحدة ..
فقلت لها عالفور ..
يمه اني منتظر واحمد اتصوب سدي التلفون
علينه هجوم...!!
في هذه الثواني حكمت على نفسي أن اموت
وعلى روح اخي أن تحيا في عيون أمي وقلبها .

شيعت ُ نفسي من اجل أمي وحملت إسمي على
كتفي كي لا اكسر قلب أمي ..
لكني كسرت قلب أصدقائي وحبيبتي التي
لم أعد اذهب إليها او أسلم عليها
فأنا اخشى ان تعرفني ..
بقيت شهيدا حيا منذ سنوات ..
وامي في كل يوم تقول لي منتظر يمه حمودي غالي بس لو رايح انت يمكن كان عميت كلش
فقلت لها ..
يمه فداك منتظر واحمد المهم انت سالمة ..
في كل عام اقرأ رسالة حبيبتي التي كانت تقول
لي عندما نختصم أن علاقتنا ولدت غير صحية
وفي نفس تاريخها استشهدت في نظر أمي..
انني مت ثلاث مرات
مرة بعين أمي
ومرة بعين حبيبتي
ومرة بعين الوطن ..
سلام على روحي الحية والفاتحه لي ولأخي الحي



tgoop.com/poorw/1017
Create:
Last Update:

في قرية مترامية في أقصى الوجع
وضعتني أمي على فراش الولادة كانت فرحة امي لا توصف كما تقول جدتي فأنا الطفل المتأخر بعد سنوات إنتظار وما هي إلا دقائق حتى جاء طفل اخر هو توأمي وكانت الفرحة لا توصف ان نولد
لأم لا تقرأ ولا تكتب ..
كبرنا سوية وكنا متشابهين لدرجة أن أمي لا تميزنا
لأن والدي كان يشتري لنا نفس الملابس ونفس قصة الحلاقة ..
عشقت أنثى كانت تكبرني بسنوات لكني كبرت بها
اعشقها كأني لا أرى غيرها ..كنا كثيرا ما نختصم لدرجة الاشتباك بالأيدي والمشاعر ..
كان اخي يعلم بحبي لها وكم مرة حاول أن يمازحها ويقول لها انا احمد فترد عليه
(ولك شلون اني ما اعرف احمد ..كلبي يدك
وانتعش وروحي تروح ..حتى ريحة جلده اعرفها
العب غيرها)..هي الوحيدة التي كانت تعرفني ..
رغم أنها باعتني في اول خصام بيننا الى تاجر
الحزن الذي كان يقف بيننا ..باعتني الى شماتة قلبي الذي كان يكذبني عندما اقول له انها تتمسك بي وتتماسك بي ..
افترقنا ونحن على اعتاب الحرب والحب ..
داعش على مقربة من المدن وقلوبنا على مقربة
من الحزن والفراق ..
كانت أمي تعشق اخي منتظر اكثر مني وهذا
ما أشعر به عندما تميزنا احيانا وتعرف احدنا من الاخر...
بل انها في كل شيء تقول انا ام منتظر ..!
حتى اذا مرضت انا وتشتبه تناديني بأسم منتظر

مع الفتوى المباركة فزعنا انا واخي الى القتال في
صفوف ال ح ش د الشعبي حيث سامراء ..
وكانت أمي رافضة أن يذهب منتظر معي للحرب
لكنها امام صراخ منتظر وافقت .
وكلما تتصل على هاتفي تسأل عن منتظر دون أن تسألني ..
وذات يوم رن هاتفي ..
وكانت أمي على الهاتف وهناك تعرض قوي علينا في سامراء قرب مرقد الاماميين العسكرين ..
و رد منتظر وقال لها ها يمه شلونك ..اني ..
بعد ال آني كانت الرصاصة تعانق قلبي منتظر
واستشهد من لحظتها وامي تصرخ ..
ها ولك احمد ..احمد ..منتظر خوما بيه شي ..
تخيلت أمي في ثواني
لو قلت لها ان منتظر استشهد ..
ستموت أمي مرتين ..
لكني لو قلت لها ان احمد استشهد ربما ستموت مرة واحدة ..
فقلت لها عالفور ..
يمه اني منتظر واحمد اتصوب سدي التلفون
علينه هجوم...!!
في هذه الثواني حكمت على نفسي أن اموت
وعلى روح اخي أن تحيا في عيون أمي وقلبها .

شيعت ُ نفسي من اجل أمي وحملت إسمي على
كتفي كي لا اكسر قلب أمي ..
لكني كسرت قلب أصدقائي وحبيبتي التي
لم أعد اذهب إليها او أسلم عليها
فأنا اخشى ان تعرفني ..
بقيت شهيدا حيا منذ سنوات ..
وامي في كل يوم تقول لي منتظر يمه حمودي غالي بس لو رايح انت يمكن كان عميت كلش
فقلت لها ..
يمه فداك منتظر واحمد المهم انت سالمة ..
في كل عام اقرأ رسالة حبيبتي التي كانت تقول
لي عندما نختصم أن علاقتنا ولدت غير صحية
وفي نفس تاريخها استشهدت في نظر أمي..
انني مت ثلاث مرات
مرة بعين أمي
ومرة بعين حبيبتي
ومرة بعين الوطن ..
سلام على روحي الحية والفاتحه لي ولأخي الحي

BY (حشدامش) احمد لعيبي


Share with your friend now:
tgoop.com/poorw/1017

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

Public channels are public to the internet, regardless of whether or not they are subscribed. A public channel is displayed in search results and has a short address (link). A Telegram channel is used for various purposes, from sharing helpful content to implementing a business strategy. In addition, you can use your channel to build and improve your company image, boost your sales, make profits, enhance customer loyalty, and more. But a Telegram statement also said: "Any requests related to political censorship or limiting human rights such as the rights to free speech or assembly are not and will not be considered." Clear More>>
from us


Telegram (حشدامش) احمد لعيبي
FROM American