Warning: mkdir(): No space left on device in /var/www/tgoop/post.php on line 37

Warning: file_put_contents(aCache/aDaily/post/ph0oio/--): Failed to open stream: No such file or directory in /var/www/tgoop/post.php on line 50
يَحْيَى بنُ المُبَارَك | طالِبُ عِلْمٍ@ph0oio P.1256
PH0OIO Telegram 1256
ذاتية الحسن والقبح للأفعال :

يقول الشهرستاني في معرض نقده ذاتية الحسن و القبح للأفعال :
والذي يوضحه: أن الصدق والكذب على حقيقة ذاتية لا تتحقق ذاتهما إلا بأن كانت تلك الحقيقة مثلا كما يقال إن الصدق إخبار عن أمر على ما هو به والكذب إخبار عن أمر على خلاف ما هو به ونحن نعلم أن من أدرك هذه الحقيقة عرف التحقق ولم يخطر بباله كونه حسنا أو قبيحا فلم يدخل الحسن والقبيح إذا في صفاتهما الذاتية التي تحققت حقيقتهما ولا لزمتهما في الوهم بالبديهة كما بينا ولا لزمها في الوجود ضرورة فإن من الأخبار الصادقة ما يلام عليها كالدلالة على نبي هرب من ظالم ومن الأخبار التي هي كاذبة ما يثاب عليها مثل إنكار الدلالة عليه فلم يدخل كون الكذب قبيحا في حد الكذب ولا لزمه في الوهم ولا لزمه في الوجود فلا يجوز أن يعد من الصفات الذاتية التي تلزم النفس وجودا وعدما
--------

نهاية الإقدام في علم الكلام - المجلد 1 - الصفحة 209

ونقرر الإيراد بأن نقول :
إن كان الحسن أو القبح ذاتيا للأفعال فاللازم أننا لو تصورنا الفعل لوجدنا الحسن أو القبح في مفهومه والتالي باطل فالمقدم مثله .
بيانه : أننا لو تصورنا العدل أو الظلم لم نجد الحسن أو القبح جنسا أو فصلا للعدل أو الظلم فبطل كونهما ذاتيان
الجواب :
إعلم رحمك الله أن ما أورده صاحبنا هنا سوء تصور لمقالة خصومه فلسنا نريد بأن الحسن والقبح ذاتيان للفعل أنهما يدخلنا في حده جنسا أو فصلا بل نريد أنه لازم له ( أي عرض ذاتي ) وهذا خلط عند المعترض بين الذاتي في الإيساغوجي و الذاتي في باب البرهان وهذا مما إستطال به الخصوم عليه ونبين الجواب من كلام شيخ الإسلام وعلم الأعلام تلميذ الإمام تقي الدين الإمام إبن القيم رحمه الله تعالى

يقول : الْوَجْه التَّاسِع قَوْلكُم أَن الصدْق وَالْكذب على حَقِيقَة ذاتية وَأَن الْحسن والقبح غير داخلين فِي صفاتهما الذاتية وَلَا يلْزمهُمَا فِي الْوَهم بالبديهة وَلَا فِي الْوُجُود ضَرُورَة جَوَابه أَنكُمْ أَن أردتم أَن الْحسن والقبح لَا يدْخل فِي مُسَمّى الصدْق وَالْكذب فَمُسلم وَلَكِن لَا يفيدكم شَيْئا فَإِن غَايَته إِنَّمَا يدل على تغاير المفهومين فَكَانَ مَاذَا وَإِن أردتم أَن ذَات الصدْق وَالْكذب لَا تَقْتَضِي الْحسن والقبح وَلَا تستلزمهما فَهَل هَذَا إِلَّا مُجَرّد الْمَذْهَب وَنَفس الدَّعْوَى وَهِي مصادرة على الْمَطْلُوب وخصومكم يَقُولُونَ أَن معنى كَونهمَا ذاتيين للصدق وَالْكذب أَن ذَات الصدْق وَالْكذب تَقْتَضِي الْحسن والقبح وَلَيْسَ مُرَادهم أَن الْحسن والقبح صفة دَاخِلَة فِي مُسَمّى الصدْق وَالْكذب وَأَنْتُم لم تُبْطِلُوا عَلَيْهِم هَذَا
ويقول أيضا : الْوَجْه الثَّالِث عشر قَوْلكُم أَنَّهَا تخْتَلف بعادة قوم دون قوم وزمان دون زمَان وَمَكَان دون مَكَان وَإِضَافَة دون إِضَافَة فقد تقدم أَن هَذَا الِاخْتِلَاف لَا يخرج هَذِه القبائح والمستحسنات عَن كَون الْحسن والقبح ناشئا من ذواتهما وَأَن الزَّمَان الْمعِين وَالْمَكَان الْمَخْصُوص والشخص والقابل وَالْإِضَافَة شُرُوط لهَذَا الِاقْتِضَاء على حد اقْتِضَاء الأغذية والأدوية والمساكن والملابس آثارها فَإِن اختلافها بالأزمنة والأمكنة والأشخاص والإضافات لَا يُخرجهَا عَن الِاقْتِضَاء الذاتي وَنحن لَا نعنى بِكَوْن الْحسن والقبح ذاتيين إِلَّا هَذَا والمشاحنة فِي الاصطلاحات لَا تنقع طَالب الْحق وَلَا تجدي عَلَيْهِ إِلَّا المناكدة والتعنت فكم يُعِيدُوا ويبدوا فِي الذاتي وَغير الذاتي سموا هَذَا الْمَعْنى بِمَا شِئْتُم ثمَّ أَن أمكنكم إِبْطَاله فأبطلوه
- مفتاح دار السعادة - إبن القيم -

وهذا اكرمكم الله غاية التحقيق في الباب ولباب العقول و الألباب
#التحسين_و_التقبيح
63🔥3



tgoop.com/ph0oio/1256
Create:
Last Update:

ذاتية الحسن والقبح للأفعال :

يقول الشهرستاني في معرض نقده ذاتية الحسن و القبح للأفعال :

والذي يوضحه: أن الصدق والكذب على حقيقة ذاتية لا تتحقق ذاتهما إلا بأن كانت تلك الحقيقة مثلا كما يقال إن الصدق إخبار عن أمر على ما هو به والكذب إخبار عن أمر على خلاف ما هو به ونحن نعلم أن من أدرك هذه الحقيقة عرف التحقق ولم يخطر بباله كونه حسنا أو قبيحا فلم يدخل الحسن والقبيح إذا في صفاتهما الذاتية التي تحققت حقيقتهما ولا لزمتهما في الوهم بالبديهة كما بينا ولا لزمها في الوجود ضرورة فإن من الأخبار الصادقة ما يلام عليها كالدلالة على نبي هرب من ظالم ومن الأخبار التي هي كاذبة ما يثاب عليها مثل إنكار الدلالة عليه فلم يدخل كون الكذب قبيحا في حد الكذب ولا لزمه في الوهم ولا لزمه في الوجود فلا يجوز أن يعد من الصفات الذاتية التي تلزم النفس وجودا وعدما
--------

نهاية الإقدام في علم الكلام - المجلد 1 - الصفحة 209

ونقرر الإيراد بأن نقول :
إن كان الحسن أو القبح ذاتيا للأفعال فاللازم أننا لو تصورنا الفعل لوجدنا الحسن أو القبح في مفهومه والتالي باطل فالمقدم مثله .
بيانه : أننا لو تصورنا العدل أو الظلم لم نجد الحسن أو القبح جنسا أو فصلا للعدل أو الظلم فبطل كونهما ذاتيان
الجواب :
إعلم رحمك الله أن ما أورده صاحبنا هنا سوء تصور لمقالة خصومه فلسنا نريد بأن الحسن والقبح ذاتيان للفعل أنهما يدخلنا في حده جنسا أو فصلا بل نريد أنه لازم له ( أي عرض ذاتي ) وهذا خلط عند المعترض بين الذاتي في الإيساغوجي و الذاتي في باب البرهان وهذا مما إستطال به الخصوم عليه ونبين الجواب من كلام شيخ الإسلام وعلم الأعلام تلميذ الإمام تقي الدين الإمام إبن القيم رحمه الله تعالى

يقول : الْوَجْه التَّاسِع قَوْلكُم أَن الصدْق وَالْكذب على حَقِيقَة ذاتية وَأَن الْحسن والقبح غير داخلين فِي صفاتهما الذاتية وَلَا يلْزمهُمَا فِي الْوَهم بالبديهة وَلَا فِي الْوُجُود ضَرُورَة جَوَابه أَنكُمْ أَن أردتم أَن الْحسن والقبح لَا يدْخل فِي مُسَمّى الصدْق وَالْكذب فَمُسلم وَلَكِن لَا يفيدكم شَيْئا فَإِن غَايَته إِنَّمَا يدل على تغاير المفهومين فَكَانَ مَاذَا وَإِن أردتم أَن ذَات الصدْق وَالْكذب لَا تَقْتَضِي الْحسن والقبح وَلَا تستلزمهما فَهَل هَذَا إِلَّا مُجَرّد الْمَذْهَب وَنَفس الدَّعْوَى وَهِي مصادرة على الْمَطْلُوب وخصومكم يَقُولُونَ أَن معنى كَونهمَا ذاتيين للصدق وَالْكذب أَن ذَات الصدْق وَالْكذب تَقْتَضِي الْحسن والقبح وَلَيْسَ مُرَادهم أَن الْحسن والقبح صفة دَاخِلَة فِي مُسَمّى الصدْق وَالْكذب وَأَنْتُم لم تُبْطِلُوا عَلَيْهِم هَذَا
ويقول أيضا : الْوَجْه الثَّالِث عشر قَوْلكُم أَنَّهَا تخْتَلف بعادة قوم دون قوم وزمان دون زمَان وَمَكَان دون مَكَان وَإِضَافَة دون إِضَافَة فقد تقدم أَن هَذَا الِاخْتِلَاف لَا يخرج هَذِه القبائح والمستحسنات عَن كَون الْحسن والقبح ناشئا من ذواتهما وَأَن الزَّمَان الْمعِين وَالْمَكَان الْمَخْصُوص والشخص والقابل وَالْإِضَافَة شُرُوط لهَذَا الِاقْتِضَاء على حد اقْتِضَاء الأغذية والأدوية والمساكن والملابس آثارها فَإِن اختلافها بالأزمنة والأمكنة والأشخاص والإضافات لَا يُخرجهَا عَن الِاقْتِضَاء الذاتي وَنحن لَا نعنى بِكَوْن الْحسن والقبح ذاتيين إِلَّا هَذَا والمشاحنة فِي الاصطلاحات لَا تنقع طَالب الْحق وَلَا تجدي عَلَيْهِ إِلَّا المناكدة والتعنت فكم يُعِيدُوا ويبدوا فِي الذاتي وَغير الذاتي سموا هَذَا الْمَعْنى بِمَا شِئْتُم ثمَّ أَن أمكنكم إِبْطَاله فأبطلوه
- مفتاح دار السعادة - إبن القيم -

وهذا اكرمكم الله غاية التحقيق في الباب ولباب العقول و الألباب
#التحسين_و_التقبيح

BY يَحْيَى بنُ المُبَارَك | طالِبُ عِلْمٍ


Share with your friend now:
tgoop.com/ph0oio/1256

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

As the broader market downturn continues, yelling online has become the crypto trader’s latest coping mechanism after the rise of Goblintown Ethereum NFTs at the end of May and beginning of June, where holders made incoherent groaning sounds and role-played as urine-loving goblin creatures in late-night Twitter Spaces. With the “Bear Market Screaming Therapy Group,” we’ve now transcended language. Telegram channels fall into two types: A vandalised bank during the 2019 protest. File photo: May James/HKFP. It’s easy to create a Telegram channel via desktop app or mobile app (for Android and iOS):
from us


Telegram يَحْيَى بنُ المُبَارَك | طالِبُ عِلْمٍ
FROM American