أولادنا نحو الكمال

#بصيرة
#سؤال_جواب
#معرفة_الله
#عزة_فرحات
باحثة وكاتبة في شؤون الأسرة والمرأة


❓❓سلام عليكم
ابنتي عمرها خمس سنوات ونصف، وبعد أن أعلمتها أن الله عز وجل بكل شيء عليم، صارت مثلاً إذا طرأ علينا أمر نجهله تقول لي:
اسألي الله.. مثلا تقول لي هل سيحدث كذا، أقول لها ربما؛ لا أعلم، تقول لي اسألي الله. كيف أتعامل مع هذا الموضوع؟


🖌🖌الوالدة الكريمة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من المهم أن نحدّث أطفالنا عن الله وصفاته الجميلة وحضوره المربّي في حياتنا كما تفعلين مع ابنتك، ومن المهم جدًّا أن نعرّف أطفالنا على نِعَم الله ونبيّن لهم كيف نشكره سبحانه عليها ونعلّمهم كيف يحبّنا الله أن نكون.
بالنسبة لعمر كريمتكم، ينبغي أن تردّدي أمامها أن الله أنعم علينا بالعقل لكي نبحث ونفكّر ونكتشف ونتعلّم، فنحصل على الكثير من الإجابات الممتعة والمعلومات المفيدة. اقرئي لها القصص التي تنمّي فيها التفكير وتعزّز روح البحث والسؤال. شجعيها بدورك على التفكير بأسئلتها التي تقع ضمن خانة المجهولات تلك (الواردة في سؤالكم) بأن تقولي لها مثلًا: ما رأيك أنتِ؟ بماذا يفيدك الجواب على هذا السؤال؟ ولا تجعلي هذه الاستفهامات سبيلًا لتغلقي عليها باب السؤال، بل لكي تميّز السؤال المفيد من غيره، وتتعلّم مع الوقت أن تطرح الأسئلة الأفضل. ففي النهاية تبقى بعض الأسئلة دون أن نحصل نحن على إجابات لها رغم أن الله يعلمها حتمًا، فهي إما أن تكون غير مهمّة ولا ينبغي أن نشغل بالنا بأمرها أساسًا حتى لا يضيع وقتنا عليها، كالسؤال عن عدد شعر رأس إنسان ما، وإما أن تكون أمورًا غيبية لا تؤثر معرفتها على حياتنا وسعادتنا، كالسؤال عن شكل الملائكة مثلًا. وقد يسأل الطفل عن أمور تتعلق بالماضي، فتبيّنين أن معرفة أخبار الماضين وأحوالهم تحتاج إلى دراسة الكتب والبحث في الآثار؛ وهي مغامرة يمكن لكما أن تخوضاها معًا. وقد يطرح أسئلة تتعلّق بمستقبل حياتكم، وفي هذه الحال يمكنك أن تقدّمي لطفلتك إجابات منطقية بجمل شرطية، فلو قالت لك ابنتك "هل سيحدث كذا؟" تجيبين "إن فعلنا هذا فسيحصل ذاك"، وهكذا تعوّدينها على الربط بين المقدمات والنتائج.
وبالإضافة إلى الربط والتحليل، لا ينبغي أن نغفل عن اللجوء إلى الله في كل سؤال نبحث عن جوابه، فالله العليم هو المعلّم لنا في الواقع، ومن دونه لا ولن نعلم أي شيء أصلًا. يبقى أن الله يعلّمنا بطرق كثيرة: لقد أعطانا العقل والحواس، وبثّ أمامنا آياته في كل شيء، وقال لنا سيروا وانظروا وتعقّلوا وتفكّروا واتقوا واسألوا واعتبروا، فسبحانه يحبّ أن يرى عبده باحثًا مُجِدًّا يسعى في دروب العلم والتعلّم، فإذا سأل السؤال المطلوب وبحث بجِدٍّ عن جوابه ثم لم يجده، سيعلّمه الله إياه حتمًا، ولا يمكن أن يتركه جاهلًا. ونحن إذا قمنا بما علينا وعملنا كما يحبّ الله علّمنا سبحانه ما لا نعلم عاجلًا أم آجلًا.

https://perfectkid.org

www.tgoop.com/perfectkid/311

1.0K viewsedited  Jan 17, 2019 at 12:11

#بصيرة
#سؤال_جواب
#معرفة_الله
#عزة_فرحات
باحثة وكاتبة في شؤون الأسرة والمرأة


❓❓سلام عليكم
ابنتي عمرها خمس سنوات ونصف، وبعد أن أعلمتها أن الله عز وجل بكل شيء عليم، صارت مثلاً إذا طرأ علينا أمر نجهله تقول لي:
اسألي الله.. مثلا تقول لي هل سيحدث كذا، أقول لها ربما؛ لا أعلم، تقول لي اسألي الله. كيف أتعامل مع هذا الموضوع؟


🖌🖌الوالدة الكريمة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من المهم أن نحدّث أطفالنا عن الله وصفاته الجميلة وحضوره المربّي في حياتنا كما تفعلين مع ابنتك، ومن المهم جدًّا أن نعرّف أطفالنا على نِعَم الله ونبيّن لهم كيف نشكره سبحانه عليها ونعلّمهم كيف يحبّنا الله أن نكون.
بالنسبة لعمر كريمتكم، ينبغي أن تردّدي أمامها أن الله أنعم علينا بالعقل لكي نبحث ونفكّر ونكتشف ونتعلّم، فنحصل على الكثير من الإجابات الممتعة والمعلومات المفيدة. اقرئي لها القصص التي تنمّي فيها التفكير وتعزّز روح البحث والسؤال. شجعيها بدورك على التفكير بأسئلتها التي تقع ضمن خانة المجهولات تلك (الواردة في سؤالكم) بأن تقولي لها مثلًا: ما رأيك أنتِ؟ بماذا يفيدك الجواب على هذا السؤال؟ ولا تجعلي هذه الاستفهامات سبيلًا لتغلقي عليها باب السؤال، بل لكي تميّز السؤال المفيد من غيره، وتتعلّم مع الوقت أن تطرح الأسئلة الأفضل. ففي النهاية تبقى بعض الأسئلة دون أن نحصل نحن على إجابات لها رغم أن الله يعلمها حتمًا، فهي إما أن تكون غير مهمّة ولا ينبغي أن نشغل بالنا بأمرها أساسًا حتى لا يضيع وقتنا عليها، كالسؤال عن عدد شعر رأس إنسان ما، وإما أن تكون أمورًا غيبية لا تؤثر معرفتها على حياتنا وسعادتنا، كالسؤال عن شكل الملائكة مثلًا. وقد يسأل الطفل عن أمور تتعلق بالماضي، فتبيّنين أن معرفة أخبار الماضين وأحوالهم تحتاج إلى دراسة الكتب والبحث في الآثار؛ وهي مغامرة يمكن لكما أن تخوضاها معًا. وقد يطرح أسئلة تتعلّق بمستقبل حياتكم، وفي هذه الحال يمكنك أن تقدّمي لطفلتك إجابات منطقية بجمل شرطية، فلو قالت لك ابنتك "هل سيحدث كذا؟" تجيبين "إن فعلنا هذا فسيحصل ذاك"، وهكذا تعوّدينها على الربط بين المقدمات والنتائج.
وبالإضافة إلى الربط والتحليل، لا ينبغي أن نغفل عن اللجوء إلى الله في كل سؤال نبحث عن جوابه، فالله العليم هو المعلّم لنا في الواقع، ومن دونه لا ولن نعلم أي شيء أصلًا. يبقى أن الله يعلّمنا بطرق كثيرة: لقد أعطانا العقل والحواس، وبثّ أمامنا آياته في كل شيء، وقال لنا سيروا وانظروا وتعقّلوا وتفكّروا واتقوا واسألوا واعتبروا، فسبحانه يحبّ أن يرى عبده باحثًا مُجِدًّا يسعى في دروب العلم والتعلّم، فإذا سأل السؤال المطلوب وبحث بجِدٍّ عن جوابه ثم لم يجده، سيعلّمه الله إياه حتمًا، ولا يمكن أن يتركه جاهلًا. ونحن إذا قمنا بما علينا وعملنا كما يحبّ الله علّمنا سبحانه ما لا نعلم عاجلًا أم آجلًا.

https://perfectkid.org

BY أولادنا نحو الكمال