PERFECTKID Telegram 1410
#سؤال_جواب
ابني والإحساس المرهف
#سارة_فرحات
اختصاصية في الإرشاد المدرسي


⁉️⁉️ سلام عليكم
طفلي عمره 9سنين هجري، وحيد، اجتماعي، اعتاد منذ صغره على أن يعبّر عن شعوره بكل وضوح.
وضعه الدراسي ممتاز، اعاني من عدم تقبله لنيله علامة ناقصة ولو ربع درجة. حتى في اللعب لم يكن يتقبل الخسارة، عملت جاهدة كي يقتنع بأن التجربة هي الأساس، وأن الخطأ فرصة ذهبية للتعلم وعدم النسيان، الحمد لله هذه السنة هو من ساعد رفيقه في تجاوز رهبة الامتحان ورهبة العلامات.
منذ عدة أشهر أشعر بازدياد حساسيته تجاه بعض المواقف.
مثلا حين يراني أعمل في البيت، يأتي ويقبل يدي ويعتذر لأني أتعب، بالرغم أني حريصة على أن أبدي سعادتي في أداء المهام، حتى أنه يشاركني بعضها بانتظام.
أحيانا كثيرة في هذه الآونة يبكي عليّ، يقول انت تتعبين كثيرا ويعدد لي ما اقوم به، تدرسين وتدرّسيني، وتعملين في الخارج وفي البيت، وانا لا اعمل شيئا.
أشعر احيانا بالانفعال ولا ابديه، لأنني تعبت من الشرح انني سعيدة واجيد تنظيم وقتي وان الاربع والعشرين ساعة كافية للقيام بالكثير من الأمور.
فيما يخص العلاقة مع الله، بالرغم من انه ملتزم بأداء الصلاة منذ صغره (دون عمر 5 سنوات) من دون جبر، الآن يؤديها على عجل. في بعض المواقف يبكي لان الله يقدم له الكثير من الأشياء وهو يصلي بهذه الطريقة. احاول التخفيف عنه واقول له انت دون سن التكليف، .. وانت مؤمن قوي لأنك تلتزم بأداء الصلاة في هذا العمر الصغير،
فيما يخص العلاقة مع الاخرين: حدث موقف لم يخبرني به، اضطررت أن أبقيه عند بيت جده لبضعة ساعات ريثما انهي عملي، عند طرح الأمر عليه طلب مني مرافقتي، واعتذرت منه شارحة له أنه لا يمكنني اصطحابه لأنه سيشعر بالملل، فطلب مرافقة أبيه، كذلك اعتذر منه بسبب الأعمال خارج المكتب، في اليوم التالي أخبرتني عمته انه كان يبكي معتذرا لأنهم حاولوا تسليته ولكنه يشعر بعدم الرغبة في ذلك، وبقي جالسا حزينا.
هذا الموقف جعلني أسألكم كيف اخفف من تأنيب الضمير او الشعور بالذنب عنده. هل هذا يدل على ضعف في شخصيته، أو أنه مثالي زيادة عن اللزوم؟



🖌🖌 عزيزتي الأم،
إنّ التفاتك للتفاصيل الصغيرة في سلوكيات طفلك، وسعيكِ لتربية إنسانٍ على معرفة الله وطاعته، دليلُ وعيٍ وإيمانٍ وتوفيق.
☘️ شكر الله سعيك وبارك اهتمامك.

🔸 إنّ طفلك يملك ما يُسمّى بالحسّ المُرهَف أو التعاطف المُفرط. وهو أمرٌ إنسانيٌّ إيجابي إذا ما تم التعامل معه بشكل سليم. وهي صفةٌ، إذا ما تم العمل على توازنها، مطلوبةٌ في الإنسان المؤمن.
🔹 عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: "يحق على المسلمين الاجتهاد في التواصل والتعاون على التعاطف، والمواساة لأهل الحاجة، وتعاطف بعضهم على بعض".
🔹 وفي حديث آخر عن عبد الله بن يحيى الكاهلي قال: "سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: تواصلوا، وتبارّوا، وتراحموا، وتعاطفوا".

🔸يتميّز الأطفال الذين يمتلكون تعاطفًا مفرطًا بالحساسية بشكل عام، الرغبة في تمضية بعض الوقت بمفردهم أكثر من غيرهم من الأطفال، الشعور بآلام الآخرين وكأنّها آلامهم، صعوبة التعامل مع المشاعر الزائدة مما يدفعهم إلى البكاء في كثير من المواقف، ولذلك قد يشعرون بالتعب بعد نهار طويل خارج المنزل أو احتكاك لمدة طويلة بالأقران.

🌱 أخبري طفلكِ بأنّه يمتلك قلبًا كبيرًا يستحق ميداليةً ذهبية لأنّه يتعاطف مع مشاعر الآخرين وجهدهم وتعبهم.
🔺غير أننا يجب أن نلتفت إلى أن امتلاك هذا القلب الكبير يجعل من الصعب بعض الأحيان أن نضع حدودًا لأحاسيسه ولتعاطفه مع الآخرين.
🔹 وضع الحدود هو من الأمور التي يمكن لكم أن تساعدوا طفلكم عليها.
🌱 نمذجوا التعامل مع المشاعر والتعبير عنها أمامه.
🌱 إذا شعرتم أنه يشعر بالضغط في مكان مكتظ، خذوا وقتًا مقتطعًا للراحة إذا أمكن.
🌱 تحدثوا عن مشاعره "الكبيرة" وقلبه الكبير. يمكنكم التحدث عن كوب الماء مثلًا، الذي إذا امتلأ سيفيض الماء منه، كما تفيض مشاعرنا دموعًا إذا احتفظنا بها. وهذا الأمر ينطبق على كل وعاء مهما كان كبيرًا. كلّ ما علينا فعله هو إفراغ بعض الماء لتزيد سعته. هذا الإفراغ يكون بالتعبير السليم؛ عبر الكلمات والأحاديث مثلاً، أو عبر الرسم أو التلوين أو الكتابة أو عزف الموسيقى أو أي أمر يساعدنا على التخفيف من المشاعر المتراكمة في هذا القلب الكبير، فتزيد سعته ليستقبل مشاعر وتجارب جديدة.

🔸 إنّ الأمر يحتاج إلى التدريب والممارسة والإشراف من قبلكم. وإذا ما قمتم بذلك، فإنّ الأمر غير مقلق، لأنّه في عمرٍ قابل للتأثير والتغيير.
☘️ أعانكم اللّه على ما يرضيه وما يكون خيرًا لكم.
دمتم برعايته وحفظه.

https://perfectkid.org



tgoop.com/perfectkid/1410
Create:
Last Update:

#سؤال_جواب
ابني والإحساس المرهف
#سارة_فرحات
اختصاصية في الإرشاد المدرسي


⁉️⁉️ سلام عليكم
طفلي عمره 9سنين هجري، وحيد، اجتماعي، اعتاد منذ صغره على أن يعبّر عن شعوره بكل وضوح.
وضعه الدراسي ممتاز، اعاني من عدم تقبله لنيله علامة ناقصة ولو ربع درجة. حتى في اللعب لم يكن يتقبل الخسارة، عملت جاهدة كي يقتنع بأن التجربة هي الأساس، وأن الخطأ فرصة ذهبية للتعلم وعدم النسيان، الحمد لله هذه السنة هو من ساعد رفيقه في تجاوز رهبة الامتحان ورهبة العلامات.
منذ عدة أشهر أشعر بازدياد حساسيته تجاه بعض المواقف.
مثلا حين يراني أعمل في البيت، يأتي ويقبل يدي ويعتذر لأني أتعب، بالرغم أني حريصة على أن أبدي سعادتي في أداء المهام، حتى أنه يشاركني بعضها بانتظام.
أحيانا كثيرة في هذه الآونة يبكي عليّ، يقول انت تتعبين كثيرا ويعدد لي ما اقوم به، تدرسين وتدرّسيني، وتعملين في الخارج وفي البيت، وانا لا اعمل شيئا.
أشعر احيانا بالانفعال ولا ابديه، لأنني تعبت من الشرح انني سعيدة واجيد تنظيم وقتي وان الاربع والعشرين ساعة كافية للقيام بالكثير من الأمور.
فيما يخص العلاقة مع الله، بالرغم من انه ملتزم بأداء الصلاة منذ صغره (دون عمر 5 سنوات) من دون جبر، الآن يؤديها على عجل. في بعض المواقف يبكي لان الله يقدم له الكثير من الأشياء وهو يصلي بهذه الطريقة. احاول التخفيف عنه واقول له انت دون سن التكليف، .. وانت مؤمن قوي لأنك تلتزم بأداء الصلاة في هذا العمر الصغير،
فيما يخص العلاقة مع الاخرين: حدث موقف لم يخبرني به، اضطررت أن أبقيه عند بيت جده لبضعة ساعات ريثما انهي عملي، عند طرح الأمر عليه طلب مني مرافقتي، واعتذرت منه شارحة له أنه لا يمكنني اصطحابه لأنه سيشعر بالملل، فطلب مرافقة أبيه، كذلك اعتذر منه بسبب الأعمال خارج المكتب، في اليوم التالي أخبرتني عمته انه كان يبكي معتذرا لأنهم حاولوا تسليته ولكنه يشعر بعدم الرغبة في ذلك، وبقي جالسا حزينا.
هذا الموقف جعلني أسألكم كيف اخفف من تأنيب الضمير او الشعور بالذنب عنده. هل هذا يدل على ضعف في شخصيته، أو أنه مثالي زيادة عن اللزوم؟



🖌🖌 عزيزتي الأم،
إنّ التفاتك للتفاصيل الصغيرة في سلوكيات طفلك، وسعيكِ لتربية إنسانٍ على معرفة الله وطاعته، دليلُ وعيٍ وإيمانٍ وتوفيق.
☘️ شكر الله سعيك وبارك اهتمامك.

🔸 إنّ طفلك يملك ما يُسمّى بالحسّ المُرهَف أو التعاطف المُفرط. وهو أمرٌ إنسانيٌّ إيجابي إذا ما تم التعامل معه بشكل سليم. وهي صفةٌ، إذا ما تم العمل على توازنها، مطلوبةٌ في الإنسان المؤمن.
🔹 عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: "يحق على المسلمين الاجتهاد في التواصل والتعاون على التعاطف، والمواساة لأهل الحاجة، وتعاطف بعضهم على بعض".
🔹 وفي حديث آخر عن عبد الله بن يحيى الكاهلي قال: "سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: تواصلوا، وتبارّوا، وتراحموا، وتعاطفوا".

🔸يتميّز الأطفال الذين يمتلكون تعاطفًا مفرطًا بالحساسية بشكل عام، الرغبة في تمضية بعض الوقت بمفردهم أكثر من غيرهم من الأطفال، الشعور بآلام الآخرين وكأنّها آلامهم، صعوبة التعامل مع المشاعر الزائدة مما يدفعهم إلى البكاء في كثير من المواقف، ولذلك قد يشعرون بالتعب بعد نهار طويل خارج المنزل أو احتكاك لمدة طويلة بالأقران.

🌱 أخبري طفلكِ بأنّه يمتلك قلبًا كبيرًا يستحق ميداليةً ذهبية لأنّه يتعاطف مع مشاعر الآخرين وجهدهم وتعبهم.
🔺غير أننا يجب أن نلتفت إلى أن امتلاك هذا القلب الكبير يجعل من الصعب بعض الأحيان أن نضع حدودًا لأحاسيسه ولتعاطفه مع الآخرين.
🔹 وضع الحدود هو من الأمور التي يمكن لكم أن تساعدوا طفلكم عليها.
🌱 نمذجوا التعامل مع المشاعر والتعبير عنها أمامه.
🌱 إذا شعرتم أنه يشعر بالضغط في مكان مكتظ، خذوا وقتًا مقتطعًا للراحة إذا أمكن.
🌱 تحدثوا عن مشاعره "الكبيرة" وقلبه الكبير. يمكنكم التحدث عن كوب الماء مثلًا، الذي إذا امتلأ سيفيض الماء منه، كما تفيض مشاعرنا دموعًا إذا احتفظنا بها. وهذا الأمر ينطبق على كل وعاء مهما كان كبيرًا. كلّ ما علينا فعله هو إفراغ بعض الماء لتزيد سعته. هذا الإفراغ يكون بالتعبير السليم؛ عبر الكلمات والأحاديث مثلاً، أو عبر الرسم أو التلوين أو الكتابة أو عزف الموسيقى أو أي أمر يساعدنا على التخفيف من المشاعر المتراكمة في هذا القلب الكبير، فتزيد سعته ليستقبل مشاعر وتجارب جديدة.

🔸 إنّ الأمر يحتاج إلى التدريب والممارسة والإشراف من قبلكم. وإذا ما قمتم بذلك، فإنّ الأمر غير مقلق، لأنّه في عمرٍ قابل للتأثير والتغيير.
☘️ أعانكم اللّه على ما يرضيه وما يكون خيرًا لكم.
دمتم برعايته وحفظه.

https://perfectkid.org

BY أولادنا نحو الكمال


Share with your friend now:
tgoop.com/perfectkid/1410

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

Done! Now you’re the proud owner of a Telegram channel. The next step is to set up and customize your channel. Telegram Channels requirements & features Step-by-step tutorial on desktop: The main design elements of your Telegram channel include a name, bio (brief description), and avatar. Your bio should be: The group also hosted discussions on committing arson, Judge Hui said, including setting roadblocks on fire, hurling petrol bombs at police stations and teaching people to make such weapons. The conversation linked to arson went on for two to three months, Hui said.
from us


Telegram أولادنا نحو الكمال
FROM American