‏"أوَليس من يعطي ويمنعُ رحمةً
‏لو لم يكُن شرًا.. أكان ليمنعك؟
‏أوَما رعاك إذ المراكب أُغرقت
‏والحبلُ مُدَّ إذ التجنّي أوقعك؟
‏أولم يجفِّف كل ما عانيتَهُ
‏وظننتَ أنك لن تعود فأرجعك
‏الآن تأسى إذْ وقعتَ مجددًا!
‏والله يحنو بالسقوط ليرفعك".

‏يا خيرَ مَن جاء الوجودَ فجمّلَهْ
‏و أقامَ دينًا بالمكارمِ كمَّلَهْ

‏أحيا بك الله الأنام و جئتَهمْ
‏غيْثًا سقى زيغَ النفوسِ فعدَّلَهْ

‏أرواحنا تأتي لذِكرِكَ سيّدي
‏مشتاقةً تبغي هداك... بها وَلَهْ

‏صلى عليك الله يا تاج الورى
‏ما قام عبد للإله و هللّهْ

‏" ولرُبَّ حاجاتٍ تعسّر نَيلُها
‏والخيرُ كلُّ الخيرِ في تعسيرِها

‏كُن واثقا باللهِ فيما قد قضى
‏واترُكْ أمورا قد دعاك لغيرِها

‏واجعلْ حياتَك كلَّها بيَدِ الذي
‏لولاه لن تقوى على تدبيرها

‏مَن يتّقِ الرحمنَ يَلقَ سعادةً
‏يعْيا لسانُ الخَلقِ عن تفسيرِها".

أَما اِشتَقتَ يا إِنسانُ حينَ هَجَرتَني
‏وَقَد كِدتُ مِن شَوقي إِلَيكَ أَطيرُ
‏أَراجِعَةٌ أَيّامُنا مِثلَ عَهدِها
‏وَأَنتَ عَلَيها إِن أَرَدتَ قَديرُ.

الوَردُ في وَجنَتَيهِ
‏وَالسِحرُ في مُقلَتَيهِ
‏وَإِن عَصاهُ لِساني
‏فَالقَلبُ طَوعُ يَدَيهِ
‏ياظالِماً لَستُ أَدري
‏أَدعو لَهُ أَم عَلَيهِ
‏أَنا إِلى اللَهِ مِمّا
‏دُفِعتُ مِنكَ إِلَيهِ".

"‏وما قصّرتُ في وصلٍ ولكن
‏يموتُ الودُّ من طول الجفاءِ".

"أحببتُ كلّ سميّ في الأنامِ لهُ
‏وكلَّ مَن فيهِ مَعنًى مِنْ مَعانيهِ
‏يَغيبُ عني وَأفكاري تُمَثّلُهُ
‏حتى يخيلَ لي أني أناجيهِ
‏لا ضيمَ يخشاهُ قلبي والحبيبُ به
‏فإنّ ساكِنَ ذاكَ البَيتِ يَحميهِ
‏مَنْ مِثلُ قَلبيَ أوْ مَنْ مثلُ ساكنِه
‏الله يَحفَظُ قَلبي وَالذي فيهِ".

"صَلاةُ الوِترِ أَجـرٌ كَالجِبـالِ
‏فَقُـم وَاسجُد بِذُلٍّ وَابتِهـالِ
‏وَأَدِّ الوِترَ في الأَسحارِ شَوقًا
‏إلى رِضوانِ رَبِّكَ ذي الجَلالِ".

‏"الوجهُ من فرطِ الجمالِ كأنهُ
‏قمرٌ تجلّى في الظلام الأدهمِ".

‏أشكُو إلَيكَ أمُورًا أنتَ تَعلَمُهَا
‏فَأنتَ يَا رَبُّ عَلَّامُ الخَفِيَّاتِ

‏لَو كانَ غَيرُكَ يَكفِينِي عَظَائِمَهَا
‏أنبَأتُهُ مَا بِقَلبِي مِن خَبِيَّاتِ

‏هَيهَاتَ مَا لِي عِندَ الخَلقِ مِن فَرَجٍ
‏فَأنتَ أنتَ الَّذي أرجُو لِحَاجَاتِي.

‏نامَ الجميعُ وكيف النومُ يطرقني؟
‏والنارُ في قلبيَ المشتاق تضطرمُ
‏ناموا هنيئاً لكم إذ ليس يشغلكم
‏من الهوى أَملٌ مثلي ولا ألمُ.

أين الأحبَّة لا صَوتٌ ولا خبرُ
‏ولا رسائِل في الجوَّال لا صُورُ
‏ما بالُهم كانت الأيَّام عَامرةٌ
‏واليوم غابوا فلا أُنسٌ ولا سمرُ
‏فهل يَعودون كي نحيا على أملٍ
‏أم أنَّهم قد تناسوا أنَّنا بَشرُ
‏فيا نسيمَ الصّبا بَلِّغ أحبَّتَنا
‏أنّا على العَهدِ رُغم البُعد ننتَظِرُ ..

ماذا تُريدينَ.. قلبي؟ أنتِ زهرتُهُ
‏ماذا تُريدينَ.. عُمري؟ أنتِ أعماري
‏لو تطلبينَ عيني لستُ أمنعُها
‏يا غيمةً حملت في الصيفِ أمطاري.

‏تتبادلُ الأعوامُ فيما بينها
‏قلبي وقلبك والنوايا والقدر
‏مثل البحارِ مع الغيومِ تبادلت
‏ما بينها رغم المسافاتِ المطر
‏تتغيّرُ الأشياءُ كلَّ دقيقةٍ
‏تزدادُ، تنقصُ، تختفي، تُبقي أثر
‏إلّا الذي بيني وبينك ثابتٌ
‏مهما تقوّسَ سوفَ يكتملُ القمر.

‏فما فارقتُ قُرب الناسِ من عبثٍ
‏و لا أقوى على مِلىء الفراغاتِ
‏لكنَ جُرحاً من الأحباب أقنعني
‏أن القريبينَ أولى بالخساراتِ.

‏وكم مذنبٍ لمّا أتى باعتذارِه
جنى عذرُه ذنبا مِن الذّنب أعظَمَا".

‏ما زلتَ تبحثُ في دروب وصالنا؟
‏أتظن بالوعد الكذوب أسرتني!
‏لا تبتغي عطفًا بظل سحابتي
‏كلا ولو عاد الحنينُ وجئتني
‏أو تحسبنّ الشوق بات مُعذبي
‏لا والذي أغراك حين هجرتني
‏غيري على كف الوصال حملتهُ
‏وأنا الوفي الحرُّ غدرًا خنتني
‏فارحل ودعني أستعيدُ ملامحي
‏ودع الزمانَ يريك كيف أضعتني.

‏نامَ الجميعُ وكيف النومُ يطرقني؟
‏والنارُ في قلبيَ المشتاق تضطرمُ
‏ناموا هنيئاً لكم إذ ليس يشغلكم
‏من الهوى أَملٌ مثلي ولا ألمُ.

‏أخافُ صمتكَ يا هذا ويقتُلُني
‏عِلمي بما تُضمرُ الدنيا لمن عشقوا
‏رجوتُ قربكَ من ربّي، ويُفزعُني!
‏كم من أُناسٍ بما يرجونَ قد شَرقوا
‏هذي مُعادلةٌ ما حلّها أحدٌ
‏من حاولوا حلّها، في جَهلِهم نَفَقوا
‏أخافُ منكَ، وأمني أنتَ مَصدَرُهُ
‏ضدّانِ بينهما لا تنفدُ الحُرَقُ!.

"يا مَنْ سَقانِي كأسَ حُبِّه هَا أنا
‏ما بينَ وجْدي واشتِياقي والعَنا
‏ذُقتُ الهَنَا حينَ التقيْنا لحظةً
‏ومُذ افترقنَا ، لا سُرورَ ولا هَنا
‏ماذا جَرى أيْنَ الوِصالُ وأيْنَ ما
‏قدْ قِيل فِي يَومِ التَّلاقِي بَيننا
‏فالبعدُ يَجرحُ كلَّ قلبٍ عَاشقٍ
‏جرْحاً كحَدِّ السَّيف أو حَدِّ القنَا".