tgoop.com/p_t_u12/24136
Last Update:
قصص الأنبياء
النبي موسى عليه السلام
الاستغاثة بموسى عليه السلام
لما بلغ موسى أشده واكتمل نموه وأصبح في مرحلة راقية لتقبّل فيوضات الله، أعطاه الله إدراكًا للأمور وأعطاه علمًا، وكذلك يعطي المحسنين {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ}(١).
اتجهت أنظار المستضعفين المغلوبين إلى موسى، ليحميهم مما أثقل كاهلهم من الظلم والآلام، وكان بنو إسرائيل قد عزّوا ذلك بسبب أنهم أرضعوه، كما عاهد موسى نفسه على أن يكون لهؤلاء المظلومين نصيرًا ومدافعًا لهم.
وصادف أن دخل المدينة في وقت استراحة الناس {وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا} فوجد رجلان يتضاربان {هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ} أي إسرائيلي {وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ} أي قبطي، فهمّ بضرب الفرعوني أي القبطي وكانت القاضية.
ندم موسى عليه السلام على فعله {قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ}(٢)، ولم يكن معصية لأنه خطأ محض وطلب من الله الغفران وأن يرفع همه وغمه، فاستجاب الله له فغفر له إنه سبحانه الغفور الرحيم، وبعد أن قتل موسى القبطي عاش حالة من الخوف من ردة الفعل التي سوف تحدث إزاء هذا القتل، وفي اليوم التالي وبينما موسى يتحرك إذ بالرجل الذي استغاثه بالأمس يتشاجر مع رجل آخر ويستصرخ موسى ويطلب إعانته من جديد، وهنا ثارت حمية موسى والتفت إليه قائلًا: إنك ظاهر الضلال في عملك حيث لم تقدّر الظروف وتدرسها، فتثیر المشاكل مع أنك مستضعف لا تقدر على المواجهة.
بعد أن نهر موسى من استصرخه _ من كان من شيعته _ توجه إلى القبطي الذي هو عدو لموسى ولمن كان من شيعته وهنا انكشف أمر موسى، فقال له: {أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالْأَمْسِ}، فكأن حادثة القتل انتشرت ووصلت أنباؤها إلى الناس، وقيل إن القائل هو الذي كان من شيعة موسى إسرائيلي، لأن موسى همّ به فخاف، فقال له هذا القول: {إِنْ تُرِيدُ إِلَّا أَنْ تَكُونَ جَبَّارًا فِي الْأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ}(٣).(٤)
📚 ١. سورة القصص، الآية ١٤
📚 ٢. سورة القصص، الآية ١٥
📚 ٣. سورة القصص، الآية ١٩
📚 ٤. قصص الأنبياء في القرآن الكريم ١٦٦
#السراج_المنير
BY السراج المنير✨
Share with your friend now:
tgoop.com/p_t_u12/24136
