tgoop.com/oopdf/51955
Last Update:
📖✨مقدمة المؤلف عن كتاب اخلع حذائك
كُنتُ قد عزمتُ بعد أن كتبتُ روايتي « العبيد الجدد » على ألا أنشر كتبا ذات مواضيع متنوعة ، فيها كثير من التأمل والملاحظة والسّرد القصصي المُقتضب. وقررت التركيز على فنّ الرواية ، إلا أن أحدهم قال لي إن بعض القراء قد يستصعبون قراءة رواية كاملة من الغلاف إلى الغلاف ، أما الكتب التي تشبه هذا فيمكن لهم أن يفتحوا أي موضوع فيها ويقرؤوا مباشرة ، لأن موضوعاتها غير مرتبطة بعضها ببعض ، ولا ذلك يمنع. الاستمرار في كتابة الرواية.
من فجاء هذا الكتاب وهو هجين أدبي ، فيه ما يُشبه القصة القصيرة ، وفيه مواضيع تأملية ، أحب أن أسميها ملاحظات جديدة في دفتر قديم إذ أجدني لا إراديا ، أهتم دائما بكل ما يدور حولي أتفكّر فيه أحاول فهمه ، ثم أنثره على الورق الأستوعبه أكثر. لا أدعي أني كتبت قصة قصيرة وأعترف أن القصة ترهقني أكثر من الرواية. وبعض ما ستقرأه بعد لحظات ليس إلا تأملا في . حكايا روياها لي جدتي وجدي من أمي عندما كنتُ صغيرًا ، وبعد أن رحلا ، حاولتُ أن أعيد صياغة ما سمعتُ ، وأُركبه بطريقة تناسب قارئ اليوم. في
هذا الكتاب تساؤلات كثيرة وإجابات قليلة ، فمهمة الكاتب تكمن في طرح الأسئلة الصحيحة ، وفي إثارة شكوك القارئ حتى يدفعه للبحث أكثر أما الإجابات والحلول فهي مهمة المختصين من خبراء وباحثين وأساتذة ، كُل في مجاله. ولو شبّهنا القارئ- تجاوزا- بالمريض الذي يزور المستشفى ، فإن الكاتب هو الذي يُجري له الأشعة ، أو يجلس في المختبر بنشر ليفحص عينة دمه ، ثم يرفع تقريره للطبيب المختص ليعالجه. لا بد أنك قرأت في الصفحات السابقة مقدمة باولو كويلو. لقد بعثتُ إليه بأجزاء مترجمة من الكتاب لآخذ نصيحته ، فقام أحد النصوص على موقعه الإلكتروني ، وأرسل لي ملاحظات قرائه التي استفدت منها كثيرًا. وفي إحدى زياراتي إلى بيته في جنيف ، قال لي إنه يريد أن يكتب مقدمة للكتاب لأنه أعجبه. شكرته على كرمه ، فباولو من الأدباء العالميين الذين تأثرت بهم ، وأثر في حياة ملايين البشر ، تماما مثل هنري ميلر ، وميلان كونديرا ونجيب محفوظ ، وتوفيق الحكيم وغيرهم. أعلم أن بعضكم يتساءل الآن: لماذا أسميته « اخلع حذاءك » ؟ الإجابة موجودة في الموضوع المعنون بالعنوان نفسه ، وأظن أنه يلخص ما أردتُ أن أقوله في الكتاب. لكن قبل أن أترككم مع النصوص أحب أن أروي لكم قصة حكاها لي صديق منذ زمن طويل:
يُحكى أن ولدًا كان يعيش حياة مرفهة في عائلة غنية. وفي يوم من الأيام قرر أبوه أن يأخذه إلى إحدى القرى النائية ليرى كيف يعيش الفقراء ، فيُقدّر مُستوى الحياة التي يعيشها مع أسرته. وصلا إلى القرية ، فتركه عند إحدى العائلات الفقيرة وانصرف. عاد بعد أسبوع ليأخذه ، وفي الطريق سأله: هل عرفت الآن كيف يعيش الفقراء ردّ الابن: نعم ، هُم لديهم أربعة كلاب ونحن لدينا واحد في حديقتنا حمام سباحة وهم عندهم نهر. لدينا فوانيس كهربائية تنير باحة بيتنا وهم لديهم نجوم تنير السماء. لدينا فناء وهم عندهم الأفق كلّه. لدينا قطعة أرض محدودة وهم لديهم حقول شاسعة. نحن نشتري طعامنا وهم يزرعونه عندنا. سور كبير وكاميرات مراقبة لتحمينا من اللصوص ، وهم عندهم جيران يحمونهم.. عرفتُ الآن يا أبي كم نحن فقراء.
BY روايات 👑 كتب 📠 اقتباسات 💭
Share with your friend now:
tgoop.com/oopdf/51955