خــــــواطر وثقافات

نقص الكوادر تفضيك كطبيب أياً كان مسماه الوظيفي (إمتياز ،  عمومي ، نائب)
أن تباشر عملك في النوبتجيات على مدار ال24 ساعة وهذا ما يتنافى تماماً مع عدد ساعات العمل المقررة ، فأنا ليس ماكوكي أو فضائي من فئة (كائنات الأنوناكي) ، يترتب علي أن أنام وأكل وأشرب وأمشى في الأسواق ..

أعلاه مرفق لمدعي الإنسانية ، يارعاك الله الإنسانية كتلة واحدة لا تتجزأ ، فأين الجانب الإنسان لإنسان في رحلة تنقله الدؤوب من مريض لأخر طيلة سحابة يوم وليلة كاملة !

ريع هذه النبطشيات العظام الجسام الثقال حفنة جنيهات بسيطة لا توازي قيمة فناجين القهوة التي تحتسيها لتبقيك يقظاً في ليالي (الكتاس) ..

بلد بثرواته وموارده و(هيلمانته ) لا تتخطى ميزانية الصحة 2*/* من مجمل الدخل القومي .. يا لهذي المفارقات !

يتمرحل طبيب الإمتياز ليدلف في دوامة أخرى أشد خطورة من سابقيها ، كابوس الخدمة الوطنية وتبعاتها وإرهاصاتها و(جرجرتها) بفلسها وتداعياتها ، تضحي كما لو تكون جرة صغيرة في ساقية تمارس عادة  الدوران ، تحاول جاهداً (وجهاداً) أن توفق بيم الخدمة الوطنية وساعات عمل إضافية تنتشلك من مستنقع (الفلس) الآسن ..

تنتهي فترة الخدمة بتصريفاتها وصوارفها وشواغلها ورهقها لتبدأ مشوار الألف ميل بخطوة (إمتحان الجزء الأول للتخصص) ، لترتقي مراقي التسلسل من طبيب عومي إلى نائب إختصاصي ..
هنا بداية الفاجعة والفواجع ، وفراغ الفؤاد والتجوف ..
ياعزيزي يارعاك الله هل تعلم نائب الإختصاصي هنا في هذه البلاد الغريبة العجيبة بلاد المفارقات والمحن والإحن ليس مدروجاً تحت أي تسكين أو مسمي  وظيفي ، وهو ركيزة المستشفيات وفي خطوط المواجهة الأولى   لإستقبال الحالات والمترددين وإتخاذ القرارات وتوجيه الطبيب العمومي وطبيب الإمتياز لحين
توافر الطبيب المختص !

كل هذا ولا يتقاضى سنتاً واحد من وزارة الصحة بل ينقد الوزارة ذاتها مقابلاً مادياً نظير التدريب !
أي تدريب هو ذا الذي يستنزفك ويسوءك جسدياً ومادياً وإجتماعياً وينخرك حد الإعياء والموت والهلاك ..

نتابع بقلق بالغ ما ينشره حَمَلة الأنباء في الأسافير كل مرة  من أطباء قضوا نحبهم  من التعب والإعياء إزاء مواصلة العمل لفترة 36 ساعة متواصلة لعدم توفر الكوادر وتكدس المستشفيات الحكومية بالمنوميين .. !

.
.
.
يتبع

www.tgoop.com/my_memo/8194

2.04K viewsDec 14, 2020 at 12:36

نقص الكوادر تفضيك كطبيب أياً كان مسماه الوظيفي (إمتياز ،  عمومي ، نائب)
أن تباشر عملك في النوبتجيات على مدار ال24 ساعة وهذا ما يتنافى تماماً مع عدد ساعات العمل المقررة ، فأنا ليس ماكوكي أو فضائي من فئة (كائنات الأنوناكي) ، يترتب علي أن أنام وأكل وأشرب وأمشى في الأسواق ..

أعلاه مرفق لمدعي الإنسانية ، يارعاك الله الإنسانية كتلة واحدة لا تتجزأ ، فأين الجانب الإنسان لإنسان في رحلة تنقله الدؤوب من مريض لأخر طيلة سحابة يوم وليلة كاملة !

ريع هذه النبطشيات العظام الجسام الثقال حفنة جنيهات بسيطة لا توازي قيمة فناجين القهوة التي تحتسيها لتبقيك يقظاً في ليالي (الكتاس) ..

بلد بثرواته وموارده و(هيلمانته ) لا تتخطى ميزانية الصحة 2*/* من مجمل الدخل القومي .. يا لهذي المفارقات !

يتمرحل طبيب الإمتياز ليدلف في دوامة أخرى أشد خطورة من سابقيها ، كابوس الخدمة الوطنية وتبعاتها وإرهاصاتها و(جرجرتها) بفلسها وتداعياتها ، تضحي كما لو تكون جرة صغيرة في ساقية تمارس عادة  الدوران ، تحاول جاهداً (وجهاداً) أن توفق بيم الخدمة الوطنية وساعات عمل إضافية تنتشلك من مستنقع (الفلس) الآسن ..

تنتهي فترة الخدمة بتصريفاتها وصوارفها وشواغلها ورهقها لتبدأ مشوار الألف ميل بخطوة (إمتحان الجزء الأول للتخصص) ، لترتقي مراقي التسلسل من طبيب عومي إلى نائب إختصاصي ..
هنا بداية الفاجعة والفواجع ، وفراغ الفؤاد والتجوف ..
ياعزيزي يارعاك الله هل تعلم نائب الإختصاصي هنا في هذه البلاد الغريبة العجيبة بلاد المفارقات والمحن والإحن ليس مدروجاً تحت أي تسكين أو مسمي  وظيفي ، وهو ركيزة المستشفيات وفي خطوط المواجهة الأولى   لإستقبال الحالات والمترددين وإتخاذ القرارات وتوجيه الطبيب العمومي وطبيب الإمتياز لحين
توافر الطبيب المختص !

كل هذا ولا يتقاضى سنتاً واحد من وزارة الصحة بل ينقد الوزارة ذاتها مقابلاً مادياً نظير التدريب !
أي تدريب هو ذا الذي يستنزفك ويسوءك جسدياً ومادياً وإجتماعياً وينخرك حد الإعياء والموت والهلاك ..

نتابع بقلق بالغ ما ينشره حَمَلة الأنباء في الأسافير كل مرة  من أطباء قضوا نحبهم  من التعب والإعياء إزاء مواصلة العمل لفترة 36 ساعة متواصلة لعدم توفر الكوادر وتكدس المستشفيات الحكومية بالمنوميين .. !

.
.
.
يتبع

BY خــــــواطر وثقافات