tgoop.com/my_memo/7923
Last Update:
أنا وصاحبي بنحب عصير العرديب جِدًّا، وقت ما يصادفنا محل؛ بنقيف نشرب منّو، مرَّة في السّوق العربي، اثنين من الباعىٰ المُتجوِّلين، تفصلهم أمتار قليلة جِدًّا، الغريب إنّو كل النَّاس بشتروا من زول واحد، التَّاني كان صغير في العمر، لا أعتقد أنَّهُ قد وصل سن العشرين؛ لكن ملامحه قد وصلت أوج الشيخوخة؛ طوالي صاحبي قال لي: الزّول دا من ملامحو باين عليهو متأثر بإنّو النَّاس ما بتشتري منو؛ نمشي نجرب نشرب منو.
ما اتفاجأنا بإنّو عرديبو ما ظابط؛ لأنّو من لونو كان باين بإنّو تركيز العصير خفيف شديد، كمّلنا العصير بس عشان ما نحسّسو، بس أتفاجأ بإنّو صاحبي قال ليهو: كُبّ لينا تاني يا أصلي. الصراحة ما صدّقت بإنّو كباية العصير الأولىٰ كملت؛ حتى لو كان العصير ظابط ما كُنَّا بنشرب مرتين؛ بس صاحبي دا فيهو من الحكمة والدَّهاء ما يكفي؛ لو قال لي أشرب عشرة مرات كنت حا أشرب، بعد خلصنا الكباية التَّانية قال ليهو: والله عرديبك نضيف وجودتو ظابطة جِدًّا، بس المرة الجاية انتبه للسكر وحا يطلع حاجة خرافية؛ الولد انبسطت ومدَّ ليهو الباقي بابتسامة؛ صاحبي قال ليهو: خلي معاك؛ المرة دي حق السكر علي، وبضحكة قال ليهو: المرة الجاية حا أجي أشرب مجان.. ومشينا
بعد ابتعدنا منو بضحكة ساخرة قال لي: خفت من الكباية التالتة صاح؟ وطوالي قال لي:
تخيَّل أَنْ تكون هذه آخر محاولاته، تخيّل كم بذل ليصل إلى "جردل العصير" هذا، وأنت تعلم جيِّدًا المعارك الطاحنة الَّتِي تكون قبل الوصول، وأنا على يقينٍ تام بأنَّ خلف "جردل العصير" هذا؛ أُمٌّ مريضةٌ تنتظرُ الدَّواء، وأختٌ تنتظر ولو "باندة" لتصون بها شعرها، وربّمَا حبيبة تنتظر الزواج.
ليس هنالك أسوأُ من ألَّا يقدّر التعب، وأن يشعروك بأنَّكَ كنت قد تركض على الماءِ لا الشوك؛ لا أثر.
ثم قال بعد تنهيدةٍ؛ وكأنَّهَا خرجت من ألف رئةٍ: صفِّق يااااخ، صفِّق حَتّى للَّذي يبتسم في هذي البلاد.
معليش يا جماعة؛ معليش للبلاد التي تفتح علينا ألف جرح، ومعليش على الضائق المعيشي، ومعليش على الضحكات الباهتة، ومعليش على الحلم الكان حا يصل قبل سنين لو كنا في بقعة تانية، ومعليش على الساسة الأغبياء، ومعليش على كل لحظة كانت تحت الشمس عشان تصل للقمة عيش أو حلم، ومعليش على كل ابتسامة كان الواقع بصحينا منها بكف.
ما تستصغر من شأنك؛ أنت عظيم؛ بتعيش في ظروف مقعد حافلة فيها إنجاز.
حـ نبنيهو؛ ونحرق أي لعبة تحت كرسي، ومن فِيهِ البندقية حا يهدل الحمام.
صباح الخير، ومعليش ياااخ، بس ابتسم.
عبدالمنعم عبدالرحيم
BY خــــــواطر وثقافات
Share with your friend now:
tgoop.com/my_memo/7923