tgoop.com/mstafa0783/47973
Last Update:
مسؤولية القضاء الثقيلة وحكاية الحاج ملّا محمد الكَزّازي
يقول الفقيه السيد موسى الشبيري الزنجاني [دام ظله]:
يُقال: "أسنان كلّ الناس تضعف بالحامض، وأمّا القاضي فأسنانه تضعف بالحلوى." أي أنّ عامة الناس قد تفسد ذممهم بالمشقّات، أمّا القاضي فقد يفسد باللين والمحاباة. والقاضي الذي لا تؤثّر فيه الحلوى، ولا تجعله مائلاً لعيب أو مرض طرفٍ من أطراف الدعوى، نادرٌ وغالٍ الثمن.
وكان المرحوم الحاج ملّا محمد كزّازي الذي تولّى القضاء في قم من هذا الطراز؛ حتى أنّه لم يُجامِل أخاه، بل حكم عليه بالقصاص.
القصة كما رُويت:
ينقل الحاج ميرزا أبو الفضل زاهدي:
أنّ أخا القاضي قتل رجلًا، فرفع أولياء المقتول الدعوى عنده. لكن الشهود الذين أقاموهم لم يكونوا كافين لإثبات الدعوى شرعًا، فسُكِت عن القضية ولم يُحكم فيها.
وبعد ستة أشهر، ظنّ القاتل (وهو أخو القاضي) أن أولياء المقتول قد تركوا المطالبة، وأنه لم يعد هناك خطر، خصوصًا أنّ القاضي أخوه، فصارح القاضي سرًّا بالاعتراف بالقتل. فما كان من ملّا محمد إلا أن أعلم ورثة المقتول، وأصدر فورًا حكم القصاص بحقّ أخيه.
رفع أولياء المقتول حكمه إلى الحاكم، وطلبوا تنفيذه. فقال الحاكم: "من الجور أن نحمل قلب مثل هذا الرجل الورع النزيه على ألم قتل أخيه؛ فقد أوجب عليه دينه أن يحكم، فلتُظهروا أنتم الفتوة وتعفوا." فقبلوا، وعفَوا عن القصاص والدية جميعًا.
BY • قصص وخواطر العلماء ﴾
Share with your friend now:
tgoop.com/mstafa0783/47973