Notice: file_put_contents(): Write of 9734 bytes failed with errno=28 No space left on device in /var/www/tgoop/post.php on line 50

Warning: file_put_contents(): Only 12288 of 22022 bytes written, possibly out of free disk space in /var/www/tgoop/post.php on line 50
قناة د. محمد علي يوسف@mohamadaliyousef P.6139
MOHAMADALIYOUSEF Telegram 6139
"يَلْقَى إِبْرَاهِيمُ أَبَاهُ آزَرَ يَوْمَ القِيَامَةِ، وَعَلَى وَجْهِ آزَرَ قَتَرَةٌ وَغَبَرَةٌ، فَيَقُولُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ: أَلَمْ أَقُلْ لَكَ لاَ تَعْصِنِي؟ فَيَقُولُ أَبُوهُ: فَاليَوْمَ لاَ أَعْصِيكَ. فَيَقُولُ إِبْرَاهِيمُ: يَا رَبِّ إِنَّكَ وَعَدْتَنِي أَنْ لاَ تُخْزِيَنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ، فَأَيُّ خِزْيٍ أَخْزَى مِنْ أَبِي الأَبْعَدِ؟ فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: إِنِّي حَرَّمْتُ الجَنَّةَ عَلَى الكَافِرِينَ.
ثُمَّ يُقَالُ: يَا إِبْرَاهِيمُ، مَا تَحْتَ رِجْلَيْكَ؟ فَيَنْظُرُ فَإِذَا هُوَ بِذِيخٍ مُلْتَطِخٍ، فَيُؤْخَذُ بِقَوَائِمِهِ فَيُلْقَى فِي النَّارِ."

يا الله! أي مشهد هذا وأي قلب يحمله الخليل!
أبوه، آزر، على وجهه سواد الذل والانكسار..
غبار الهوان والخزي.
يراه إبراهيم، فيعاتبه عتاب الحريص المشفق:
ألم أخبرك؟
ألم أنصح لك في الدنيا؟
ألم أحاول وأبذل؟
فيرد الأب بإقرار الندم المتأخر الذي لا ينفع: "اليوم لن أعصيك".
هنا، تتحرك مشاعر البنوة والشفقة في قلب الخليل من جديد ويتذكر وعد ربه له بألا يخزيه يوم القيامة، فيرى أن من أعظم الخزي أن يرى أباه "الأبعد" عن رحمة الله في هذا المآل. فيناجي ربه، لعله يجد سبيلاً لرحمةٍ أو شفاعة.
لكن كلمة الله هي العليا، وحكمه هو العدل. "إِنِّي حَرَّمْتُ الجَنَّةَ عَلَى الكَافِرِينَ".
سنة إلهية لا تتبدل، وقانون لا يحابي أحداً، ولو كان أبا خليل الرحمن.
لكن من تمام إكرام الله لخليله، ومن تمام رحمته به حتى لا يرى أباه يعذب على صورته التي ألفها، يُقال له: "انظر ما تحت رجليك".
فيرى أباه قد مُسخ على هيئة "ذِيخٍ مُلْتَطِخٍ" – وهو ذكر الضبع حين تلطخه القاذورات – ثم يُسحب من قوائمه ويُلقى في النار.
هكذا يُقطع آخر أمل، وتطيب نفس الخليل بحكم الله وعدله، ويُصان عن رؤية ما يؤذيه.
هذا الحديث يكشف لنا مدى عمق حرص سيدنا إبراهيم على الخلق، و خوفه عليهم، حتى أبيه الذي مات على الشرك.
يعلمنا الخليل أن الداعية الحقيقي لا يتوقف عن حمل هم هداية الناس، ولا ييأس من عودتهم مع التسليم الكامل لحكم الله وقضائه.

هذا الجمع النادر بين الغيرة على التوحيد والبراءة من الشرك وأهله في الدنيا، وبين الرحمة الكامنة والشفقة هي ما لتلك المحاولة الأخيرة يوم القيامة
هذه الرحمة الإبراهيمية تبلغ ذروتها في ذلك المشهد القرآني المبهر
حين جاءته الملائكة بالبشرى بالولد، وأخبروه بأنهم مُرسلون لإهلاك قوم لوط الذين بلغوا من الفساد والانحراف مبلغاً لم يسبقهم إليه أحد من العالمين .
ماذا كان رد فعل إبراهيم؟
"فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَىٰ يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ * إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُّنِيبٌ" (هود: 74-75).
يا للعجب!
يجادل في قومٍ استحقوا العذاب بجرائمهم الشنيعة!
يجادل الملائكة ويلتمس الأعذار، ويبحث عن أي بصيص أملٍ لنجاتهم.
هل نحاول مرة أخرى؟
هل استنفذ لوط كل السبل؟
هل نعطيهم فرصة لعلهم يرجعون؟
دفاع أخير يتشبث بأي حبل يقي الناس ويلات العذاب
هذه المجادلة النبيلة ليست نابعةً من اعتراض أو ضعف يقينٍ في عدل الله... حاشا وكلا..
بل هي من فيض شفقةٍ لا ينضب
من قلبٍ لا يرغب في رؤية الهلاك يحلّ بأحدٍ من عباد الله.
وهذا حال القلب السليم
إذا امتلأ بمحبة الله؛ تبع ذلك امتلاء برحمة عباد الله..
ليست رحمة العاجز المنهزم، بل رحمة الواثق بعدل ربه وعظيم رحمته، والمطمئن إلى أن حساب الناس ليس إلى البشر وأحكامهم العاجلة..
وأن دوره هو البلاغ والدعوة والشفقة، وليس الحكم وتمنى العذاب.
هذا الحرص على هداية الخلق، وهذا الخوف على مصيرهم، لم يكن خاصاً بإبراهيم وحده، بل هو سمةٌ مشتركة بين كل الأنبياء والمرسلين، ومن سار على دربهم من الصالحين.

انظر إلى خاتمهم وسيدهم، نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
كم لاقى من الأذى والتكذيب والاضطهاد من قومه؟
كم مرةٍ جُرح وأُدمي وطُرد؟
رغم ذلك، حين جاءه ملك الجبال يعرض عليه أن يُطبق عليهم جبلين فيسحقوا سحقا لا قبل لبشر به؛ ماذا كان رده؟
"بل أرجو أن يُخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئاً".
يا له من أملٍ لا ينقطع في هداية البشر!
ويا لها من رحمة!
وحين اشتد عليه الأذى في الطائف، ورموه بالحجارة حتى أدموا قدميه الشريفتين؛ لم يدعُ عليهم بالهلاك، بل رفع يديه إلى السماء بذلك الدعاء الخالد: "اللهم اهدِ قومي فإنهم لا يعلمون".
وكرر ذات الدعاء أو قريبا منه يوم أحد حين كسروا رباعيته وأشاعوا قتله
«اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون»
كم من دمائه الطاهرة سالت من تلك الرباعية المكسورة في فم طالما كان يلهج بذكر مولاه والدعوة إلى سبيل رضاه
7👍3



tgoop.com/mohamadaliyousef/6139
Create:
Last Update:

"يَلْقَى إِبْرَاهِيمُ أَبَاهُ آزَرَ يَوْمَ القِيَامَةِ، وَعَلَى وَجْهِ آزَرَ قَتَرَةٌ وَغَبَرَةٌ، فَيَقُولُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ: أَلَمْ أَقُلْ لَكَ لاَ تَعْصِنِي؟ فَيَقُولُ أَبُوهُ: فَاليَوْمَ لاَ أَعْصِيكَ. فَيَقُولُ إِبْرَاهِيمُ: يَا رَبِّ إِنَّكَ وَعَدْتَنِي أَنْ لاَ تُخْزِيَنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ، فَأَيُّ خِزْيٍ أَخْزَى مِنْ أَبِي الأَبْعَدِ؟ فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: إِنِّي حَرَّمْتُ الجَنَّةَ عَلَى الكَافِرِينَ.
ثُمَّ يُقَالُ: يَا إِبْرَاهِيمُ، مَا تَحْتَ رِجْلَيْكَ؟ فَيَنْظُرُ فَإِذَا هُوَ بِذِيخٍ مُلْتَطِخٍ، فَيُؤْخَذُ بِقَوَائِمِهِ فَيُلْقَى فِي النَّارِ."

يا الله! أي مشهد هذا وأي قلب يحمله الخليل!
أبوه، آزر، على وجهه سواد الذل والانكسار..
غبار الهوان والخزي.
يراه إبراهيم، فيعاتبه عتاب الحريص المشفق:
ألم أخبرك؟
ألم أنصح لك في الدنيا؟
ألم أحاول وأبذل؟
فيرد الأب بإقرار الندم المتأخر الذي لا ينفع: "اليوم لن أعصيك".
هنا، تتحرك مشاعر البنوة والشفقة في قلب الخليل من جديد ويتذكر وعد ربه له بألا يخزيه يوم القيامة، فيرى أن من أعظم الخزي أن يرى أباه "الأبعد" عن رحمة الله في هذا المآل. فيناجي ربه، لعله يجد سبيلاً لرحمةٍ أو شفاعة.
لكن كلمة الله هي العليا، وحكمه هو العدل. "إِنِّي حَرَّمْتُ الجَنَّةَ عَلَى الكَافِرِينَ".
سنة إلهية لا تتبدل، وقانون لا يحابي أحداً، ولو كان أبا خليل الرحمن.
لكن من تمام إكرام الله لخليله، ومن تمام رحمته به حتى لا يرى أباه يعذب على صورته التي ألفها، يُقال له: "انظر ما تحت رجليك".
فيرى أباه قد مُسخ على هيئة "ذِيخٍ مُلْتَطِخٍ" – وهو ذكر الضبع حين تلطخه القاذورات – ثم يُسحب من قوائمه ويُلقى في النار.
هكذا يُقطع آخر أمل، وتطيب نفس الخليل بحكم الله وعدله، ويُصان عن رؤية ما يؤذيه.
هذا الحديث يكشف لنا مدى عمق حرص سيدنا إبراهيم على الخلق، و خوفه عليهم، حتى أبيه الذي مات على الشرك.
يعلمنا الخليل أن الداعية الحقيقي لا يتوقف عن حمل هم هداية الناس، ولا ييأس من عودتهم مع التسليم الكامل لحكم الله وقضائه.

هذا الجمع النادر بين الغيرة على التوحيد والبراءة من الشرك وأهله في الدنيا، وبين الرحمة الكامنة والشفقة هي ما لتلك المحاولة الأخيرة يوم القيامة
هذه الرحمة الإبراهيمية تبلغ ذروتها في ذلك المشهد القرآني المبهر
حين جاءته الملائكة بالبشرى بالولد، وأخبروه بأنهم مُرسلون لإهلاك قوم لوط الذين بلغوا من الفساد والانحراف مبلغاً لم يسبقهم إليه أحد من العالمين .
ماذا كان رد فعل إبراهيم؟
"فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَىٰ يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ * إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُّنِيبٌ" (هود: 74-75).
يا للعجب!
يجادل في قومٍ استحقوا العذاب بجرائمهم الشنيعة!
يجادل الملائكة ويلتمس الأعذار، ويبحث عن أي بصيص أملٍ لنجاتهم.
هل نحاول مرة أخرى؟
هل استنفذ لوط كل السبل؟
هل نعطيهم فرصة لعلهم يرجعون؟
دفاع أخير يتشبث بأي حبل يقي الناس ويلات العذاب
هذه المجادلة النبيلة ليست نابعةً من اعتراض أو ضعف يقينٍ في عدل الله... حاشا وكلا..
بل هي من فيض شفقةٍ لا ينضب
من قلبٍ لا يرغب في رؤية الهلاك يحلّ بأحدٍ من عباد الله.
وهذا حال القلب السليم
إذا امتلأ بمحبة الله؛ تبع ذلك امتلاء برحمة عباد الله..
ليست رحمة العاجز المنهزم، بل رحمة الواثق بعدل ربه وعظيم رحمته، والمطمئن إلى أن حساب الناس ليس إلى البشر وأحكامهم العاجلة..
وأن دوره هو البلاغ والدعوة والشفقة، وليس الحكم وتمنى العذاب.
هذا الحرص على هداية الخلق، وهذا الخوف على مصيرهم، لم يكن خاصاً بإبراهيم وحده، بل هو سمةٌ مشتركة بين كل الأنبياء والمرسلين، ومن سار على دربهم من الصالحين.

انظر إلى خاتمهم وسيدهم، نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
كم لاقى من الأذى والتكذيب والاضطهاد من قومه؟
كم مرةٍ جُرح وأُدمي وطُرد؟
رغم ذلك، حين جاءه ملك الجبال يعرض عليه أن يُطبق عليهم جبلين فيسحقوا سحقا لا قبل لبشر به؛ ماذا كان رده؟
"بل أرجو أن يُخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئاً".
يا له من أملٍ لا ينقطع في هداية البشر!
ويا لها من رحمة!
وحين اشتد عليه الأذى في الطائف، ورموه بالحجارة حتى أدموا قدميه الشريفتين؛ لم يدعُ عليهم بالهلاك، بل رفع يديه إلى السماء بذلك الدعاء الخالد: "اللهم اهدِ قومي فإنهم لا يعلمون".
وكرر ذات الدعاء أو قريبا منه يوم أحد حين كسروا رباعيته وأشاعوا قتله
«اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون»
كم من دمائه الطاهرة سالت من تلك الرباعية المكسورة في فم طالما كان يلهج بذكر مولاه والدعوة إلى سبيل رضاه

BY قناة د. محمد علي يوسف


Share with your friend now:
tgoop.com/mohamadaliyousef/6139

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

The creator of the channel becomes its administrator by default. If you need help managing your channel, you can add more administrators from your subscriber base. You can provide each admin with limited or full rights to manage the channel. For example, you can allow an administrator to publish and edit content while withholding the right to add new subscribers. During the meeting with TSE Minister Edson Fachin, Perekopsky also mentioned the TSE channel on the platform as one of the firm's key success stories. Launched as part of the company's commitments to tackle the spread of fake news in Brazil, the verified channel has attracted more than 184,000 members in less than a month. 5Telegram Channel avatar size/dimensions With the sharp downturn in the crypto market, yelling has become a coping mechanism for many crypto traders. This screaming therapy became popular after the surge of Goblintown Ethereum NFTs at the end of May or early June. Here, holders made incoherent groaning sounds in late-night Twitter spaces. They also role-played as urine-loving Goblin creatures. Telegram channels enable users to broadcast messages to multiple users simultaneously. Like on social media, users need to subscribe to your channel to get access to your content published by one or more administrators.
from us


Telegram قناة د. محمد علي يوسف
FROM American