tgoop.com/modar_abualhayjaa/7810
Last Update:
إضاءات سياسية منهجية استخباراتية ،،،
حماس انتحرت في غزة ولن تحيا في سورية قبل مراجعة منهجية.
من نافلة القول أن الجهاد شرعة ودين، وأن اقتلاع المحتل شرع وفرض، وأن تشريع الجهاد مرتبط بالقرآن والسنة، وأما تطبيقه فهو مرتبط بالاعداد والقدرة ورعاية المآلات في واقع الحال، وأن مرآة أشكاله وموازناته وسلوكياته العملية معروضة في السيرة النبوية.
اطلاق الصواريخ من سورية باتجاه العدو!
فاقد العقل من يظن بأن اطلاق الصواريخ هو من جهة إسلامية رسمية، بل هو أقرب لعمل أجهزة الاستخبارات الدولية.
فكيف لحركة حماس وامتداداتها أن تقوم بمثل هذا العمل وقد انهار مشروعها في غزة وسحقت بيد العدو الصهيوني وبالصواريخ الأمريكية، وذلك بعد الاختطاف والزج الإيراني، إلى جانب التخاذل والتواطئ من النظام العربي الرسمي؟
دمشق رئة الأمة العربية والإسلامية الحالية.
لم تضق الأرض على المسلمين إلا وجعل الله لهم فرجة ومخرجا، ولعل منحة الله للمسلمين بهدم وتفكيك النظام الطاغوتي وأجهزته الأمنية والاستخبارية في سورية جاء تسرية للمؤمنين بعد الانقلاب في مصر وخراب تونس وليبيا واليمن والسودان وغزة والضفة، ولهذا فهناك من يريد أن يحرم المسلمين منها ويضيق عليها السعة والبحبوحة الجديدة!
سورية المسلمة هل ستحرر المسجد الأقصى؟
نعم سورية ومصر والعراق وكل الأمة ستحرر المسجد الأقصى المبارك، وذلك بعد أن تتعافى من أمراضها السياسية وعللها الفكرية.
إن سورية الحالية لا تقو على تحرير شبر من أرضها المعتبرة ضمن القانون الدولي الظالم الذي قسم الشام، فكيف لها أن تحرر القدس وفلسطين، لاسيما وقد كشفت غزة - حتى للمغامرين- أن من يقاتل المحتلين في فلسطين فإنه يصارع المشروع الصليبي الأمريكي.
ماهي الشروط اللازمة لإنجاز تحرير فلسطين؟
ربما لا أبالغ إذا قلت أنني صرت أؤذن خمس مرات يوميا لتصحيح بعض الأفكار في المسألة الإسرائيلية، بهدف تصحيح التصور السائد عند الإسلاميين قبل الوطنيين حول مقاربة المسألة الفلسطينية، والحق أن التصور الإسلامي والعربي والفلسطيني خليط بين تصورات يسارية شوفينية وقومية عربية منكهة بسكر خفيف من المصادر الإسلامية!
1/ إن إقامة الغرب الصليبي المتصهين للكيان الإسرائيلي على أرض فلسطين لم يستهدف الزيت ولا الزيتون ولا حتى الأقصى -الذي شكل ذريعة تستجلب اليهود المسعورين- ولكنه جاء مستهدفا إقليم الشام ومصر والعراق وباقي المنطقة والإقليم.
2/ إن فلسطين لا تتحرر من داخلها بل خارجها المنتمي لعقيدة الأقصى وملة إبراهيم هو من يحررها، الأمر الذي يوجب إنهاء الحصرية الفلسطينية في رسم تصور الصراع مع اسرائيل.
3/ إن الإعداد الشرعي الذي أشار له القرآن الكريم لا يفسره سايكس ولا يحدد شكله وموضوعه ومحله بيكو، بل هو إعداد متصل بطبيعة المعركة بين مشروع صهيوني وأمة مستهدفة، وليست حدودا قطرية محدودة رسمها سايكس في غزة وأعاد صياغتها الأمريكان في الضفة!
أما الشروط اللازمة لتحقيق تحرير فلسطين فهي مبنية على:
1/ صياغة تصور جديد لتفكيك المشروع الصهيوني من خلال مجاميع الأمة، واعتبار جهاد اسرائيل نقطة خادمة لتفكيك هذا المشروع بالدرجة الأولى وليس لأجل تحرير الأرض الموهوم وإقامة الدولة الفلسطينية المستحيلة!
2/ تعافي إقليمي الشام ومصر على الأقل، وأهلية العراق للتكامل المطلوب، الأمر الذي يحرم ويجرم كل ما يضعف ويفكك تلك الأقاليم والدول، وهو ما يمنع الأحلاف السياسية مع أعداء تلك الأقاليم كإسرائيل وإيران.
3/ الاعداد على مستوى الأمة وأقله دول الطوق، بالذات إقليمي مصر والشام المقررين والمؤثرين المركزيين تجاه المسألة الإسرائيلية.
ما هو واجب الوقت في سورية الجديدة؟
1/ أن تلتفت للبناء الداخلي، وأن تحافظ على وحدتها المجتمعية والجغرافية والسياسية -وهذا مبحث مستقل هام وكبير-.
2/ ألا تنزلق في أي معركة استنزاف تستهدف اهراق طاقاتها ومنعها من الاستقرار، وأول ذلك وآخره بفعل ودفع من إسرائيل.
3/ ألا تتحالف الحكومة السورية الجديدة مع أمريكا سياسيا، فهذا سيأخذ ثوار سورية إلى واد سحيق، وسيستخدم فيه الأمريكان السوريين كدواب يمتطيها لتوسيع نفوذ واشنطن وتحقيق أهدافها الإقليمية والدولية التوسعية، لاسيما وسورية دولة مركزية أكثر مما يتصور صغار السوريين الحالمين بالرئاسة!
4/ ألا توافق الحكومة السورية الجديدة على التطبيع مع إسرائيل، فهذه خيانة لا يقوم بها إلا خائن لدينه وربه وشعبه وتاريخه، وهي سبة ستلوث تاريخ سورية، وتضع ثورتها محل شك يعيد تفسير الحكاية والرواية.
لماذا لا يمكن أن تحيا حماس في سورية؟
إن حركة حماس وسيلة وليست غاية، وأما جنودها وربعها فهم شعب سورية الأصيل، وقد انقلبت عليه حينما تحالفت مع قتلته، ولما تعلن توبتها السياسية بعد!
وهكذا وعلى خطى حماس فإذا انزلقت الحكومة السورية وطبعت مع إسرائيل فستخرج من قلوب أمة العرب والمسلمين المنتمين.
وسيكون واجب السوريين البدء من جديد!
مضر أبوالهيجاء فلسطين-جنين 4/6/2025
BY قناة أ. مضر أبوالهيجاء جنين/فلسطين

Share with your friend now:
tgoop.com/modar_abualhayjaa/7810