tgoop.com/mnam4/50660
Last Update:
📚 #أحـاديـث_نـبـويـة 📚
((ما يُصِيبُ المُؤْمِنَ مِن وصَبٍ ، ولا نَصَبٍ ، ولا سَقَمٍ ، ولا حَزَنٍ حتَّى الهَمِّ يُهَمُّهُ ، إلَّا كُفِّرَ به مِن سَيِّئاتِهِ)).
#الراوي : أبو سعيد الخدري وأبو هريرة
#المصدر : صحيح مسلم
📘 #شـرح_الـحـديـث 🖌
الإصابةُ بالمكروهِ ونُزولُ البلاءِ أمرٌ لا مَفَرَّ منه ؛ فهي طَبيعةٌ في الحياةِ وسُنَّةٌ ربَّانيَّةٌ اقتضَتْها حِكمتُه سُبحانه ، ومِن رَحمتِه عزَّ وجَلَّ أنْ أخبَرَ عِبادَه بذلكَ في كتابِه : {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} [البقرة: 155] ؛ مِن أجلِ تَوطينِ نُفوسِهم على المصائبِ قبْلَ حُلولِها ، فتَخِفُّ وتَسهُلُ عليهم إذا وقعَتْ.
وفي هذا الحديثِ تَسليةٌ لِلمُؤمنِ فيما يُصيبُه مِن مَصائِبِ الدُّنيا ، أيًّا كان نَوعُ هذه المَصائِبِ وحَجمُها ؛ كَبيرةً أو صَغيرةً ، جَليلةً أو حَقيرةً ، تكونُ تَكفيرًا لِذُنوبِه :
● فلو أصابَه «وَصَبٌ» وهو وَجعٌ مُلازِمٌ ومُستمِرٌ لصاحبِهِ ، وهو ما يُعرَفُ في عَصرِنا بالمرضِ المزمِنِ.
● أو «نَصَبٌ» ، وهو ما يَشعُرُ به مِن تَعبٍ في أعمالِ الخيرِ وطَلبِ الحلالِ ،
ويَشمَلُ أيضًا كلَّ وجَعٍ وفُتورٍ يُصِيبُ البدَنَ.
● أو «سَقَمٌ» ، ويَشمَلُ كلَّ مَرضٍ حتَّى لو كان خفيفًا.
● أو «حَزَنٌ» أي : على فَقْدِه لشيْءٍ أو لِمَا أصابَه مِن الابتلاءِ.
● «حتَّى الهمِّ يُهَمُّهُ» بضَمِّ الياءِ وفتْحِ الهاءِ ، وضُبِطَ «يُهِمُّه» بضمِّ الياءِ وكسرِ الهاءِ ، والهمُّ هو الكَرْبُ والغَمُّ بسَببِ مَكروهٍ وقَعَ بهِ ، ويَنشَأُ الهمُّ عن الفكرِ فيما يُتوقَّعُ حُصولُه ممَّا يُتأذَّى به ، والغمُّ كَربٌ يَحدُثُ للقلبِ بسَببِ ما حَصَل ، #وقيل : الهمُّ والغمُّ واحدٌ ، والمقصودُ مِن ذِكرِ الهمِّ الَّذي يُهِمُّه التَّسويةُ بيْن الحزنِ الشَّديدِ الَّذي يكونُ عن فقْدِ مَحبوبٍ ، والهمِّ الَّذي يُقلِقُ الإنسانَ ويَشتغِلُ به فِكرُه مِن شَيءٍ يَخافُه أو يَكرَهُه.
👈 فما أصابَه مِن شَيءٍ مِن ذلك كلِّه ، إلَّا كانتْ تلكَ الأوجاعُ سَببًا في غُفرانِ بعضِ ذُنوبِه -وهي الصَّغائرُ- ومَحْوِها إذا صبَرَ واحتسَبَ في ذلكَ الأجرَ عندَ ربِّه ، وهذا مِن تَطْهيرِ اللهِ تَعالى للمؤمنِ بما يَبْتليهِ بهِ مِن أُمورِ الدُّنيا حتَّى يُنقِّيهِ من ذُنوبِه ، فيَلْقى اللهَ خاليًا مِنها ، فيُنعِم عليه مِن فَضلهِ ، فيكونُ أمرُ المؤمِنِ كلُّه خيرًا ؛ إنْ أصابَتْه سرَّاءُ شَكَرَ ، وإنْ أصابَتْه ضرَّاءُ صبَرَ ، فكانَ خيرًا له.
📚 #الموسوعة_الحديثية 📚
https://dorar.net/hadith/sharh/152051
BY ⛴سفينة⛵️النجاة ⛴
Share with your friend now:
tgoop.com/mnam4/50660