tgoop.com/mawarith1402/2292
Last Update:
أخي #طالب_العلم، تعلَّم أن تجُرَّ الناس بخيوط الفضل، ولا تدمن سَحْبَهم بسلاسل وأغلال التأثيم، ما استطعت.
وللتمثيل؛ تأمل الفرق بين رجلين:
طالب علم استوعب ما جاء في فضل صلاة الجماعة في المسجد، وما جاء في ثواب من تطهر في بيته ومشى إلى المسجد ونوى بلُبْثِه في المسجد الاعتكاف ولو مدة صلاته فيه، وما يدعو إليه التبكير من انتظار الصلاة، والدعاء، وقراءة القرآن وغير ذلك، ثم قام يطمِّع الناس في هذا الفضل، ويحذرهم سبيل الحرمان، فأصغت إليه عقول وقلوب، فزاد المواظب ثباتًا، وعزم المفرِّط على ترك التفريط، واستحيا المُصِرُّ، ولم تجد ألسُن المثبطين سبيلًا إليه ولا إلى الخلق؛ لاتفاق الكل على هذا الفضل، وأن الزهد فيه سبيل المخذولين.
وآخر جمع طائفة من أقوال من يوجب شهودها في المساجد، ثم ألقى في الناس جملتها، ونشر نصوصها بينهم، وأنفذ خلالها كلمات الوعيد والتنديد، ولمَّح بين يديها وخلفها إلى التفسيق والتجريح، فقام له المخالف العدل مضطرًّا ليردَّه إلى القول العدل في المسألة، وانتهز المنافق العليم اللسان الفرصة ليضرب أبعاض المسألة ببعضها ويصد الناس عن السبيل، فانطلق الأول يلتمس المزيد من الحجج فلم يقنع بالموجود، وصار ينتزع من القرآن والسنة انتزاع الجاهلين، ويعتضد بكل شاذَّة وفاذَّة. فضاع الفقه، ويطلت الموعظة، وانصرف الناس كلٌّ يعمل بما ألِفه، ولم يسلم المواظب من دبيب الضعف، ولم يعدم المفرِّط من نفخة التأييد.
وأظنك تعرف المحسن من المسيء منهما، وينبغي أن تعرف أن باب (فضائل الأعمال) مما قصَّر في تحصيله كثير من طلبة العلم، وحسبوه بُغية الواعظ والقاص، وأنهم فوقه بما تعاطوه من علم الأحكام ودلائلها وآلاتها، ووالله إن هذا التقصير من آيات ضعف الاشتغال بالعلم، وقرائن ضعف الإخلاص والصدق فيه.
BY قناة ماجد بن محمد النفيعي
Share with your friend now:
tgoop.com/mawarith1402/2292