tgoop.com/mawarith1402/2237
Last Update:
لا أميل إلى إشغال القارئ بقصصي، لكني كلما أبصرت هذا الكتاب، أو زرت (مكتبة الإكليل)، تذكرت قصتي في تحصيله، وكأنها تُلِحُّ علي في حكايتها لكم، فقد تجلت فيها ألطاف رب العالمين، وبدائع حسن تدبيره.
تشوَّقت أول صدوره قبل أعوام لتحصيل نسخة منه، ولم أظفر بخبر عنه بعد سؤال متكرر في مكتبات جدة، وبينا أنا نائم بعد سهر إلى الفجر في بيت سيدي الوالد -سلمه الله- في الطائف، إذ انتبهت فزعًا لما يشبه صوت ندائه لي، وكان وقتها يعاني تعبًا عارضًا، فصعدت إليه كالمجنون ودخلت عليه، فنظر إلي نظر متعجِّب من دخولي فزعًا بغير استئذان، سألته: هل ناديتني؟ قال: لا، هل أنت بخير؟ الحمد لله، تأمرني بشيء؟ سلامتك.
عدت إلى غرفتني لعلي أواصل نومي، لكن النوم استعار جناحًا من الفزع وآخر من القلق وطار بهما، فخرجت من البيت للمرور على المكتبات -ترياق التوتر الذي أدمنته زمنًا- إلى أن يستيقظ أهل البيت كلهم.
سرت بسيارتي حتى قطع حبل أفكاري وقوفي أمام (مكتبة الإكليل) فدخلتها، ولم تطل مصافحة بصري الأولى لرفوفها حتى رأيت بعيني الكتابَ أمامي وبخيالي ابتسامةً بين عنوانه واسم مؤلفه رحمه الله، أخذته وأسرعت إلى البائع فتبسم، وكأنه يترجم لي الابتسامة التي رأيتها بخيالي قبل، ثم زاد الترجمة بيانًا بقوله: هل تعلم أن الكتاب وصلنا بطريق الخطأ؟ طلبنا طلبية فجاء معها، وقد أخبرنا المصدر فقال: الأمر إليكم، إما أن تبيعوه إذا جاء طالب له وترسلوا لي ثمنه أو تردوه إلي، ولم نحسم أمر ردِّه إليه حتى جئتنا أنت مع بداية اليوم لتأخذه!
فسبحان الذي لا يحيط بلُطفه الخفي خيال، ولا يصف فضله العظيم مقال.
BY قناة ماجد بن محمد النفيعي

Share with your friend now:
tgoop.com/mawarith1402/2237