tgoop.com/mawarith1402/2213
Last Update:
لما بلغ الشيخ أبا إسحاق الشيرازي -كما قيل- أن ابن الصباغ قال: "إذا اصطلح الشافعي وأبو حنيفة ذهب علم أبي إسحاق الشيرازي"، يعني: أن علمه هو مسائل الخلاف بينهما، فإذا اتفقا ارتفع. ماذا صنع؟
صنَّف "المهذَّب" الذي هذَّب فيه المذهب وطرقه وأقواله، فكأن عمدة وأساسًا لمن بعده، وأبان فيه كما أبان في غيره عن رتبته في العلم، وأن معرفته وحفظه للخلاف فرع عن معرفته بأصل العلم، وكمال لها إذا اتجهت العناية به.
وفي هذا إشارة إلى أن القوم لم يكونوا يعدُّون الاشتغال بالخلاف وتضارب المقالات واختلاف الأحوال من أصل العلم ولا متينه، ولا يجمُل به الطالب إذا خلا عن ضبط أصول العلم، ووعاية لبابه والمقصود منه للعمل.
فلا أدري هل يعجب بعض الطلاب أن يُقال لهم: إذا اصطلح فلان وفلان من مشايخكم؛ ذهب صوتكم وذكركم وانكسرت أقلامكم. أو لو تركت شياطين الردود المتكلَّفة والأحكام الجائرة ركضَ شيخِكم فأمسك وانصرف عنها؛ لصرتم أيتامًا لا آوي لكم، وضُلَّالًا لا هادي لكم؟!
وإذا أرادوا إفحام القائل، فهل يجدون في أوعيتهم علمًا ينفع الناس، ويرفع ذكرهم عند ربهم وعند أفاضل خلقه، كما رفع ذكر الخصومات وتطلُّبها ذكرهم عند شرارهم وجهالهم؟!
BY قناة ماجد بن محمد النفيعي
Share with your friend now:
tgoop.com/mawarith1402/2213