tgoop.com/mawarith1402/2212
Last Update:
قاعدتان أراهما أولى القواعد باستحضار من ابتُلي بالوسوسة لئلا ينقطع عن العمل، ولا يقطع طريق الوصول، ولا يغلق باب الرجاء، وإذا غفل عنهما فلا أظنه ينفعه شيء.
وأرى هاتين القاعدتين في طيِّ أسرار هذه الآية الكريمة.
الأولى: أن يستحضر عظيم رحمة ربِّه، وأن يظن أن الذي هداه إلى العناية بأمر الوضوء والصلاة وغيرهما من العبادات، وأقامه في أشرف مقامات العبودية ما أقامه ليعذِّبه، وليرُدَّ عليه عمَله بعد أن تكلَّف منه ما يطيق، وهو الذي شرع لعباده الشريعة لتكون آخذة بأيديهم إلى سعادتهم وفلاحهم، كما قال لنبيِّه ﷺ: {ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى}، فـ"ليس المقصود بالوحي، وإنزال القرآن عليك، وشرع الشريعة، لتشقى بذلك، ويكون في الشريعة تكليف يشق على المكلفين، وتعجز عنه قوى العاملين" كما قال ابن سعدي -رحمه الله تعالى-.
الثانية -وهي فرع عن الأولى-: أن الذي شرع هذه الشريعة لتكون عنوان فلاح العبد، وطريق نجاته، وزاده إلى خير معاد، هو الذي الذي قضى بحكمته ورحمته وجود الاختلاف في كثير من فروعها، لتوافق تقلُّبَ العبد بين أحواله، فإذا قوي على الأكمل والأتم والأشد أخذ به رجاء الثواب واحتياطًا لدينه، وإذا ضعُف عنه أخذ برخصة معتبرة من قول السلف والعلماء، فلا تفضي به حالٌ إلى الانقطاع والترك، ولا يزال يتقلُّب في منازل العاملين، ولا يكون مع الأشقياء والمحرومين.
BY قناة ماجد بن محمد النفيعي

Share with your friend now:
tgoop.com/mawarith1402/2212