tgoop.com/mawarith1402/2154
Last Update:
التطهير الشرعي والتطهير الطبي:
مرَّ علي مقطع لطبيب كريم يشرح الطريقة الصحيحة لتطهير دورات المياه العامة قبل استخدامها دون إسراف، حيث اكتفى بمسح المقعد بمنديل مبلول، وزعم أن فيه الكفاية والمقنَع.
وهذا المقطع أعادني إلى ذكريات الدراسة في قسم الأحياء الدقيقة، وملاحظتي أن فريقًا من أهل التخصصات الطبية وما في حكمها ومن تأثر بهم من عامة الناس يخلطون بين التطهير المطلوب شرعًا والتطهير المطلوب طِبًّا، فيظن ظانُّهم أن نجاسة البول مثلًا يكفي لإزالتها والحكم بطهارة المحل مسحها بقطنة مبلولة بالكحول ونحوه، ولا يعلمون أن حكم المحل شرعًا أنه متنجِّس وإن زُعم القضاء على ٩٩٪ من جراثيمه.
والمطلوب في إزالة النجاسة شرعًا إزالة عينها وأوصافها (من اللون والطعم والرائحة) بماء طهور، بما يطلق عليه اسم الغسل على تفصيل يُعلم من كتب الفقه.
ونهي الناس عن الإسراف مقصد صحيح، لكن لا تُنازَع به مقاصد أُخَر أعظمها اشتراط طهارة البدن والثوب والمحل لصحة الصلاة، ووجود أثر نجاسة على كرسي يجلس عليه مستخدمه ببدنه يوجب عليه غسله قبل الجلوس من غير إسراف، ولا يكفي فيه المسح وإن زالت في نظر الناظر، ففي الطهارة جانب تعبُّدي لا مدخل فيه للاجتهاد والتغيير، ومثله من يرشد الناس إلى ترك الإسراف في الوضوء فيُحيل غسل الأعضاء إلى مجرد المسح.
ووقوع مثل هذه المخالفة من طبقات المتعلمين شاهد على ضرورة الرجوع في كل علم إلى أهله، وطلب كل حكم من مظانِّه، وعدم الجري مع ما اعتاده الناس وألِفوه، أو أرشدهم إليه من ليس من أهله.
BY قناة ماجد بن محمد النفيعي
Share with your friend now:
tgoop.com/mawarith1402/2154