tgoop.com/mawarith1402/2109
Last Update:
شاهدت مقطعًا لشيخ جليل -في تخصص غير الفقه- يشرح فيه صفةَ الوضوء، والحق أن عدمَ نشره أولى؛ فلم يزِد الشيخ بعد كلمة يسيرة عن مرات الوضوء والتحذير من الوسوسة على أن توضأ وضوءًا في العامة من يُحسن خيرًا منه، بل إن وضوءَه لا يخلو عن تقصير يُفضي إلى البطلان، ووقوع فيما هو مكروه باتفاق الفقهاء.
وإذا قُرِنَ فعلُه هذا بعدم بيانه مراتبَ الوضوء، والتحريض على الأكمل منها وبيانه مفصَّلًا، وبيان القدر المفروض الذي يجوز الاقتصار عليه، بل يجب أو يُندب عند مثل خوف خروج الوقت أو فوات الجماعة أو قلة الماء .. زال العجب.
ولا أرى لمثل هذا التهاون سببًا غير استخفاف طائفة من الشيوخ بما ذكره الفقهاء من تفصيلات وسنن وآداب يستكمل الآخذ بها وضوءَه، ويحفظه من البطلان، بدعوى خلوِّها عن الدليل، ووالله إنها من الدليل وإلى الدليل وفي الدليل لمن فقِه ونصح لنفسه وللمسلمين، ومن نظر في الوارد في فضل شعيرة الوضوء لم يستغرب هذه العناية من الفقهاء، وعظُم أسفه على من أفرغ هذه الشعيرة من روحها التعبُّدية، وساواها -بحاله لا بمقاله- بغيرها من الأغسال العادية، وجعل التحذير من التكلُّف والوسوسة سبيلًا إلى الاستهانة العملية بهذه العبادة.
والذي أحبِّه لنفسي ولمن شاء أن يسمع مقالتي: أن يُطلب هذا الباب من أهله وهم الفقهاء، ومن كان متمذهبًا فليطلب ملاحظة وضوء فقهاء مذهبه وإتقانه أولًا، ثم ملاحظة خلاف المذاهب طلبًا للاحتياط للعبادة، والتماس أكمل الوجوه لفعل هذه العبادة، إن شاء أن يلتمس بركتها في نفسه، وأثرها في عمله.
وليُعلَم أن العمل إذا تساوى الناس في المطالبة به والإتيان به واعتياده .. نقص ذلك من قدرِه وأثره عند من لا يميز، فيطلب الإحسان والإتقان والكمال في غيره، وإن كان هذا العمل هو شطر الإيمان وعلامته الأولى، وشرط لصحة بعض العبادات ومكمِّل لثواب بعضها الآخر، والله الموفِّق من شاء من خلقه سبحانه.
BY قناة ماجد بن محمد النفيعي
Share with your friend now:
tgoop.com/mawarith1402/2109