tgoop.com/mawarith1402/2085
Last Update:
اتفق ستة رجالٍ على الخروج بأهل قريتهم إلى نزهة برية،
فقال الأول: أنا أتخير لكم الوجهة الملائمة لمقصودكم، وأسبقكم إليها للتحقق من حالها.
وقال الثاني: وأنا أكمِّل دورَ الأول بتعيين الموضع المناسب في تلك الوجهة وتهيئته.
وقال الثالث: وأنا أحضر كل ما يلزمكم للمكث فيه، وأكمِّل نقص ما يلزمكم.
وقال الرابع: وأنا سأكون مع الثالث أرشده وأذكِّره وأعينه على إحضار المطلوب وإيصاله.
وقال الخامس: وأنا سآتي بالمركب الصالحة للتنقل والذهاب والعوْد.
وقال السادس: أما الأول فلا آمن عليه سوء الاختيار تأثُّرًا بأصحابه، وأما الثاني فهو يعرف المواضع باسمها من غير خبرة بها ولا فكرة فيها، وأما الثالث فهو لن يأتينا بغير ما أتى به فلان وفلان ممن سبقوه ولا يميز ما أحسنوا فيه وما أساءوا، وأما الرابع فبئس جليس القوم ما دام أصحابه فلان وفلان، وأما الخامس فهو يطيل الطريق وينثني فيه من غير ضرورة، وأصحابه كأصحاب الرابع، وأما أنا فلا حاجة لي إلى أحد منكم، ولا أشجِّع أحدًا على صحبتكم، فتفرَّق أهل القرية وهم بين مُعرِضٍ عن الجمع وبين متحسِّرٍ على فوات الاجتماع.
فأما الأول فهو صاحب تفسير، وأما الثاني فصاحب حديث، وأما الثالث ففقيه، وأما الرابع فأصولي، وأما الخامس فمن أهل العربية، وأما السادس فليس صاحب علم، لكنه متشبِّه أخذ من العلم بابًا فتخصص فيه أكاديميًا أو تشبَّع بسجالاته الكترونيًا، ثم حسب نفسه حاكمًا على العلوم كلها، يطرح منها ما شاء، ويقدِّم ويؤخِّر فيها باختياره، ويجعل أعلامها غرضًا لسهامه.
BY قناة ماجد بن محمد النفيعي
Share with your friend now:
tgoop.com/mawarith1402/2085