tgoop.com/mawarith1402/2080
Last Update:
أخي طالب العلم، الباب الذي لا تكاد تجد عاقلًا متجرِّدًا منصفًا تتلقاه عنه هو باب (السياسة الشرعية).
فمن يُقِرُّ بصحة ما دوَّنه الأئمة فيه، يقول: هو حقٌّ في نفسه، لكنه لا ينطبق على زماننا، ولا يلائم أوضاعنا المعاصرة.
ومن لا يُقِرُّ بصحته ينسب الفقهاء فيه إلى الميل والركون إلى ذي الإمرة، واقتباس تأصيله من إرث اليونان والفُرس.
ومن لا يدريه يزعم أنه العارف به استغناءً بما درسه في السياسة الحديثة أو تلقَّاه في برامج الأحزاب.
ورابعٌ مشؤوم تمسَّك بجانب منه أجراه على بعض معناه مع غيره، ثم جعله كلَّ الباب وأُسَّ الخطاب ونهايةَ الجواب، وامتحن به وابتلى وأساء، حتى ملَّ المواقف، وزاد المخالفُ مخالفةً، وألْحَدَ ضعيف الإيمان.
ولا ينفي كلامي وجود بقية سيَرُهم الفقهية، وأبحاثهم العميقة، ومقالاتهم المرشدة تدلُّ عليهم، ولن أُسمِّي أحدًا منهم لأن مناقشة الفئات المتقدمة لا يلائم حالتي المزاجية الآن وكل آن، فإن لم تتصل بواحد منهم يهديك سبيل فهمه مُحكَمًا، بعد إتقان أصول مسائله التي حوتها مختصرات الفقه المذهبي؛ فلا أرى سبيلًا لك غير تتبع هذه المسائل بنفسك في كتب الفقه وكتب السياسة الشرعية الأصيلة، وعرض ما تجده في الأبحاث الحديثة عليها، بعد تجاوز رتبة مقبولة في دراسة الفقه والأصول، ثم تقف مما يُشكل عليه أحد موقفين: زيادة بحثه وعرضه على بقية المصادر، أو سؤال الخبير بالباب أو الكتاب موضع المسألة.
وبعد هذا كله؛ لا تسارع إلى إبداء الرأي وإلقاء الجواب، فيوشك من دخل في حظيرة خِفاف العقول أن لا يخرج منها.
BY قناة ماجد بن محمد النفيعي
Share with your friend now:
tgoop.com/mawarith1402/2080