tgoop.com/mawarith1402/2067
Last Update:
من الواضحات التي تحتاج إلى توضيح:
التحذير من (الغلو) في التكفير والتبديع والتفسيق، ومنع الأصاغر من الخوض في أحكامه وتنزيلها على الأعيان؛ لا يقتضي من بعيد ولا قريب تهوين أمر الإرجاء والتفريط، ولا إقرار أهل البدع على بدعهم، ولا الرضا بمعاقرة الكبائر وقول الزور وإشاعة الفحشاء، وكفِّ أيدي المفتين والفقهاء عن تحرير هذه الأحكام، والحجر على القضاة في تنزيلها على الأعيان.
هو فقط -كما يفهمه أهل العقول السوية والقلوب السليمة-: كفٌّ للأصاغر عن التهافت على حفر الفتن، وغلقٌ لباب التشويش على أهل الإسلام وصرفهم عما ألزمهم الله به من أمر الدين.
وعليه؛ فلا حاجة لتضييع مقصود الكلام بالإلزام بتسمية الفرق والأشخاص لمناسبة ولغير مناسبة، لكني أعلم مدخل الشهوة في هذا الباب، وأن حكَّة الغيبة والنميمة والخصومة والتشفي في الصدر إذا لم تُداوى من أصلها يلطِّفها أهلها بمراهم الرد على أهل البدع، والجرح والتعديل، وهذه المراهم خليط من الرد بعلم وعدل والبغي على المسلمين والإغراء بالخصوم. ولا يبرُد بها غير صدرٍ مريض، ويُحَمُّ بها الصدر السليم.
ولأن الأصل أني مسؤول عن قناتي هذه بما يُلحق بها من التعليقات؛ فإني لن أترك تعليقًا يريد صاحبه أن يصرفني عن مقصودي لحاجة في نفسه، أو سوء فهمه، أو خصومة يخفيها، والحظر تابع أحيانًا لحذف التعليق.
وليعلم كل مخالفٍ لي في هذا البيان أمرًا ينبغي له أن يتأمله قبل أن يتكلف تعليقًا كلماته تخاصم بعضها قبل أن تخاصم غيرها:
أن الناس بالنسبة لما يكتبه طويلب علم مثلي صنفان:
الأول: أهل علم وطلبة مؤهلون يعلمون اللازم لمثلهم، ولا ينتظرون مني نصيحة، ولا يثنيهم عن المقصود الجليل كل كلامي ومثله معه.
الثاني: صنفٌ يرى أو يُرى أنه محتاج لنصحي ونصح غيري، ممن لا يزال يتلمس أول الطريق، ومن قرن الحماس بالجهل وراح يخاصم أهل البدع والملحدين ونخاف أن يرجع إلينا وختم البدعة أو الإلحاد على قفاه، وهو ينكر ما كان يعرف ويعرف ما كان ينكر، وعموم أهل الإسلام ممن ليس له اشتغال بالعلم. فهؤلاء يُقال لهم بلفظ واضح: لا شأن لكم بهذه الأحكام والردود، وحسبكم أن تتقوا مواطن الشبهات والخلل وأصحابها، وأن تمنعوا أبناءكم ومن تَلُون من أصدقاء السوء وأصحاب الخلل والانحراف الفكري والسلوكي، وتسألون الله العافية، وتعرضون ما يشكل عليكم على من يُوثق بعلمه ودينه، ومن وجَّهَكم غير هذه الوجهة فقد غشَّكم.
وخذوا نموذجًا للقدوة في التأني، وعرض الأمر الذي تتردد فيه على من يُحكمه، وعدم التقدُّم بين يدي الأكابر من أبي موسى الأشعري في انتظاره رأي ابن مسعود -رضي الله عنهما- وأمرَه، وهو في سنن الدارمي (٢١٠):
BY قناة ماجد بن محمد النفيعي

Share with your friend now:
tgoop.com/mawarith1402/2067