tgoop.com/manbarhosyane3/763
Last Update:
في الكافي عَنْ أَبِي عَبْدِ الله عليه السلام قَالَ: قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام: "مَثَلُ الْحَرِيصِ عَلَى الدُّنْيَا مَثَلُ دُودَةِ الْقَزِّ كُلَّمَا ازْدَادَتْ مِنَ الْقَزِّ عَلَى نَفْسِهَا لَفّاً كَانَ أَبْعَدَ لَهَا مِنَ الْخُرُوجِ حَتَّى تَمُوتَ غَمّاً وَقَالَ أَبُو عَبْدِ الله عليه السلام: أَغْنَى الْغِنَى مَنْ لَمْ يَكُنْ لِلْحِرْصِ أَسِيراً وَقَالَ لَا تُشْعِرُوا قُلُوبَكُمُ الِاشْتِغَالَ بِمَا قَدْ فَاتَ فَتَشْغَلُوا أَذْهَانَكُمْ عَنِ الِاسْتِعْدَادِ لِمَا لَمْ يَأْتِ"18.
فأغنى الغنى يكون بترك الحرص، وليس بكثرة المال، فإنّ الحريص كلّما ازداد ماله، اشتدّ حرصه، فيكون أفقر وأحوج مِمَّن لا مال له.
وقد أنشد بعضهم في التمثيل بدودة القزّ:
أَلَمْ ترَ أَنَّ المرءَ طولَ حياتِهِ حريصٌ على ما لا يزال يناسجه
كدود القزّ ينسج دائماً فيهلك غمّاً وسط ما هو ناسجه
وفي الكافي عَنْ أَبِي عَبْدِ الله عليه السلام، قَالَ: "مَنْ أَصْبَحَ وَأَمْسَى وَالدُّنْيَا أَكْبَرُ هَمِّهِ جَعَلَ اللهُ تَعَالَى الْفَقْرَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَشَتَّتَ أَمْرَهُ وَلَمْ يَنَلْ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا مَا قَسَمَ الله لَهُ وَمَنْ أَصْبَحَ وَأَمْسَى وَالْآخِرَةُ أَكْبَرُ هَمِّهِ جَعَلَ اللهُ الْغِنَى فِي قَلْبِهِ وَجَمَعَ لَهُ أَمْرَهُ"19.
وذلك لأنّه كلما يحصل له من الدّنيا يزيد حرصه بقدر ذلك، فيزيد احتياجه وفقره،لعدم قناعته التي هي كنز لا يفنى، أما الحرص فهو حسرة لا تفنى.
* كتاب وصايا الأولياء، نشر جمعية المعارف الإسلامية الثقافية.
1- الشيخ الكُلَيْني، مُحَمَّد بن يعقوب، الكافي، ج2، ص319، تصحيح وتعليق على أكبر غفاري، الطَّبعة الثّالثة 1367ش، دار الكتب الإسلاميَّة، طهران.
2- م. ن، الكافي، ج2، ص132.
3- سورة البقرة، الآيتان: 219 - 220.
4- سورة القصص، الآية: 77.
5- الميرزا النوري، مستدرك الوسائل، ج1، ص146.
6- سورة هود، الآية:6.
7- سورة النجم، الآية: 39.
8- انظر: المولى المازندراني، محمد صالح، شرح أُصول الكافي، ج9، ص330، تحقيق: أبو الحسن الشعراني، الطبعة الأولى 1382هـ، نشر: المكتبة الإسلامية، طهران.
9- م. ن، ص317.
10- م. ن.
11- العلامة المجلسي، مرآة العقول في شرح أخبار الرسول، ج10، ص235.
12- م. ن، ص315.
13- العلامة المجلسي، محمد باقر، مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، ج10، ص228، تصحيح وتحقيق: السَّيِّد هاشم رسولي، نشر: دار الكتب الإسلامية، الطبعة الثانية 1404، طهران.
14- الشيخ الكليني، الكافي، ج2، ص316.
15- الشيخ الكليني، الكافي، ج2، ص129
16- سورة البقرة، الآيتان: 155 ـ 156.
17- القمي، علي بن بابويه، فقه الرضا،ص356.
18- القمي، فقه الرضا، ص 356.
19- الشيخ الكليني، الكافي، ج 2، ص 319.
BY قسم المحاضرات/خطباء المنبر الحسيني
Share with your friend now:
tgoop.com/manbarhosyane3/763