tgoop.com/manbarhosyane3/760
Last Update:
• الأعمى في الدنيا أعمى في الآخرة
﴿وَمَن كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً﴾(الإسراء:72).
• الحياة البرزخيّة
﴿حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾(المؤمنون:99-100).
﴿وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾(آل عمران:169).
الأحاديث وما بعد الموت
يحدثنا التاريخ أنه لما انهزم أصحاب الجمل ركب الإمام علي عليه السلام بغلة رسول اللَّه الشهباء وسار في القتلى يستعرضهم فمرَّ بكعب بن سور قاضي البصرة وهو قتيل، فقال: أجلسوه، فأُجلس، فقال عليه السلام: "ويلُمِّك يا كعب بن سور، لقد كان علم لو نفعك... ولكن الشيطان أضلَّك فأزلّك فعجلّك إلى النار"5.
وفي نهج البلاغة أنه لما بلغ الإمام عليه السلام مقبرة كانت خلف سور الكوفة، فخاطب الموتى، فقال كلاماً في تقلُّب الدّنيا، ثم قال: "هذا ما عندنا فما خبر ما عندكم"، ثم أضاف عليه السلام: "أما لوا أذن لهم في الكلام لأخبروكم أن خير الزاد التقوى"6.
• مخلوقون للآخرة
عن الإمام علي عليه السلام: "إنك مخلوق للآخرة فاعمل لها، إنك لم تخلق للدنيا فازهد فيها"7.
• بين العمل للدنيا والعمل للآخرة
عن الإمام علي عليه السلام: "اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً، واعمل لأخرتك كأنك تموت غداً"8.
• ثمرات ذكر الآخرة
عن الإمام علي عليه السلام: "ذكر الآخرة دواء وشفاء، وذكر الدنيا أدوء الأدواء"9.
وعنه عليه السلام: "من أكثر ذكر الآخرة قلَّت معصيته"10.
خاتمة
أيُّها الأخوة، في نهاية المطاف، لا بد لنا أن نكون متوازنين بين الدنيا والآخرة، وأن يكون همُّنا الأساس هو النجاة في اليوم الأخر، في يوم القيامة، لأن اليوم عمل ولا حساب، وغداً حساب ولا عمل، فاعملوا وجدّوا واجتهدوا، ليومٍ لا ينفع فيه إلا العمل، وليس كل عمل، بل العمل الخالص للَّه تعالى.
موعظة للعبرة
كراهة الموت
لا بد أن نعرف بأن كراهتنا للموت، وخوفنا منه نحن الناقصين، لأجل... أن الإنسان حسب فطرته التي فطرها اللَّه سبحانه، وجبلّته الأصيلة، يحب البقاء والحياة، ويتنفر من الفناء والممات، وهذا يرتبط بالبقاء المطلق والحياة الدائمية السرمدية، أي البقاء الذي لا فناء فيه والحياة التي لا زوال فيها. إن بعض الكبار قد أثبتوا المعاد يوم القيامة مع هذه الفطرة التي تحب الحياة والبقاء.
وحيث أن في فطرة الإنسان هذا الحب وذاك التنفر، فإنه يحب ويعشق ما يرى فيه البقاء، ويحب ويعشق العالم الذي يرى فيه الحياة الخالدة، ويهرب من العالم الذي يقابله. وحيث إننا لا نؤمن بعالم الآخرة، ولا تطمئن قلوبنا نحو الحياة الأزلية، والبقاء السرمدي لذلك العالم، نحب هذا العالم، ونهرب من الموت حسب تلك الفطرة والجبلَّة.
أن الإدراك العقلي يختلف عن الإيمان والاطمئنان القلبي. نحن ندرك عقلاً أو نصدق أحاديث الأنبياء تعبداً بأن الموت... حق، ولكن قلوبنا لا تحظى بشيء من هذه المعرفة، ولا علم لها عن ذلك، بل إن قلوبنا قد أخلدت إلى أرض الطبيعة... ونعتبر الحياة في هذه الحياة، ولا نرى بقاء وحياة للعالم الثاني، عالم الاخرة11.
*أغنى الناس، إعداد ونشر جمعية المعارف الإسلامية الثقافية، ط1، شوال 1424هـ ، ص19-27.
1- الري شهري، محمد، ميزان الحكمة، ج 7، ص297.
2- تغلب على الخوف، مصطفى غالب، ص73.
3- القول للفيلسوف باسكال نقلاً عن: ن.م، ص13.
4- القول للفيلسوف الإسباني أونامونو: ن.م، ص74.
5- شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد، ص248.
6- نهج البلاغة، الكلمات القصار، رقم 130.
7- ميزان الحكمة، الري شهري، مج 1، ص37، ح 126.
8- ن.م، ص37، ح 129.
9- ن.م، ص36، ح120.
10- ن.م، ص37، ح121.
11- الأربعون حديثاً، الإمام الخميني قدس سره، ص329، ط 1991،
BY قسم المحاضرات/خطباء المنبر الحسيني
Share with your friend now:
tgoop.com/manbarhosyane3/760